في الحقيقة أنني كنت
أنوي أن أكتب عن ظافر ودوره في عروس بيروت بعد انقضاء عشر حلقات من العمل، ولكن
قررت الانتظار قليلًا حتى تتضح الشخصية بشكل كامل، وربما ذلك أن هناك وجوانب تظهر
في الشخصية مع مرور الحلقات، وهذا تُعد واحد من ميزات دور ظافر، وتعلق الجمهور
بالشخصية والعمل، وحتى وصلنا للحلقة 18، وقد اتضحت الشخصية بشكل كامل، وظهرت
علاقتها بكل من حولها وبات يمكن الكتابة عنها.
ظافر أو فارس هو
شخصية قوية صلدة، نشأته، وتربيته، ومشوار حياته ينم عن شخص قوي، وذكي، ورومانسي
وهذا جانب تشعر إنه كان مفقود عند الشخصية، ورغم ثراءه إلا أنه شخص مكافح وناجح،
في البداية ظهر الجانب الرومانسي في شخصية فارس، والتي لو لم أكن قد أكملت حلقات
المسلسل لتخيلت أن هذا هو الجانب الأبرز في الشخصية، إلا أنه مع تصاعد الحلقات
يظهر أنه عملي، وعصبي، ويحمل بعض صفات
والدته التي لا يتفق معها بسبب تداخلاتها في حياته.
على الرغم من أن
الجانب الرومانسي في تركيبة هذه الشخصية من الوهلة الأولى يبدوا أنه غير منساق مع
الشخصية، ولكن مع مرور الأحداث يبدوا أن وقوعه في العشق هو الدواء، والمسكن الذي
تمكن من تلك الشخصية القوية وأظهر جانبها اللين، ظافر تعامل مع تلك الشخصية بشكل
جيد للغاية، حتى أن النقلات والتحولات التي تطرأ عليها، والكشف عن ابعادها بشكل
كامل قدمه بسلاسة، وخاصة مشاهد الانفعال والتي أعتبرها هي جهاز الكشف عن الفنان
الجيد، فالانفعال يكشف تحكم الفنان في انفعالاته، وقدرته على التحكم في صوته،
وطبقاتها، وحتى لغة الجسد الخاصة بها، وقدمها ظافر بشكل جيد للغاية، فإيمان الفنان
بالشخصية التي يقدمها ينعكس على إجادته للدورـ بجانب علاقته بأشقائه، وبالعمال في
مصنعه، بأمه، وزوجته، جميعها شبكة علاقات يجمعها ظافر، ويظهر فيها تنوع يؤكد أنها
شخصية ثرية من حيث الانفعال، والأحداث.
ظافر أيضًا يمتلك
قدرة كبيرة على التحكم في انفعالات الوجه، وهي واحدة من أهم أدوات الفنان، فكثير
من المشاهد كانت تحتاج لتحول كبير في الانفعالات، فالمشهد الذي كان يحتفلان به قبل
زفافهما والتحول الذي طرأ عليه عندما أسرفت كارمن في الشرب، والمشهد الذي علم فيه
إن زوجته قد حملت وسيرزق بطفل، ومشهد الزفاف، جميعها مشاهد كان التحول من الفرح
إلى الحزن فجائي أو العكس، ولكنه تعامل معهم بشكل جيد، قد يكون بعضهم لم يصور بشكل
متتابع، ولكن قدرة ظافر على الوصول لتلك المرحلة من الغضب وأن يوصلها بتعابيره،
والعكس تؤكد أنه واحد من اكثر الفنانين الذين يتحكمون في تعابيره وجه، ولغة جسده
بشكل جيد للغاية، ينم عن دراسة متأنية لأهمية لغة الجسد في إضفاء مزيد من الصدق
على أدائه.
في النهاية: الشخصية
صعبة للغاية، ومختلفة بجانب أن الانطباع الذي يعكس ظافر أنه شخص هادئ، ولكن قدرته
الكبيرة على تجسدي والوصول لتلك المراحل من الأداء تجعل الثناء من نصيبه، وتعطيه
الدرجة لكاملة في تحديه وتقديمه لفارس بتلك البراعة.
يا ريت لو يكون هناك مراجعة للأخطاء الإملائية حتى لا تنقص من قيمة المقال
ردحذف