كتب- أحمد الروبي
فيلم 122 واحد من أعمال التشويق الجيدة، فهي
تجربة جديدة، لها إيجابيات وسلبيات، لا يمكن ان نتغافل على أي منهما، فالعمل من
ناحية التصوير جيد وإيقاع العمل سريع، فلم أشعر بالملل أثناء مشاهدة أحداثه، في
حين أن العمل لا يستخدم الكثير من أماكن التصوير ويكن مشوق فهذا يحسب للعمل
ولمخرجه بكل تأكيد، والذي قدم تجربة جيدة ونوعية اعمال قد تكون مغامرة ولكن جودة
العمل جعدته يحقق إيرادات جيدة في شبا التذاكر، ولكن الحلو بكل تأكيد لا يكتمل
ابدًا، بعيدًا عن الأبطال الذين يعودون للحياة فهذا أمر مقبول في عمل يحمل هذا
الجانب من الإثارة، ولكن أثناء جلوسي في قاعة السينما ولسوء حظي كان خلفي مجموعة
من الأطفال الذين لم يتجاوز عمر أكبرهم ثلاثة عشر عامًا، دائمًا ما كانوا يتنبؤن
بما سيحدث في المشهد التالي وتصيب نبؤتهم، وهو أمر يحسب إلى وعلى الفيلم، يحسب له
حالة الاندماج الذي جعل فيها الجمهور متأهب للتالي، وعلى الفيلم أنه السيناريو
متوقع وهو ما كان يحتاج بذل مزيد من الجهد فيه، واحد من أفضل الأشياء التي شدتني
في السيناريو هو رسم الشخصيات، فجميع الشخصيات مكتوبة بعناية، بل جعلت الفنانين
يظهرون بثوب جديد بالنسبة لهم، فكل شخصية لها لزماتها، وبعدها النفسي والاجتماعي،
والذي جعلها صلاح الجهيني وهو مؤلف العمل أن تظهر من خلال شخصيتهم، حتى أن بعض الشخصيات
لم أعلم ماضيها ولكني استنتجته من رسم الشخصية لذلك هو واحد من مكامن قوة
السيناريو التي لا يمكن أن نتغافلها، ولكن الواقعة في النهاية وربما أسميها
الواقعية الغير أخلاقية، ففي النهاية حصلا على الأموال التي جمعها الطبيب من
عمليات مشبوه وسرقة أعضاء، ربما هي درس أن ما نزعه ربما يأتي أخر ويجنيه، ولكن في
نفس الآن فقد حصلا على المال الذي أتى بطريقة غير شرعية وانتهى العمل، قد أكون
كاذبًا لو كنت مكانهما وتصرفت خلاف ذلك، ولكن ربما نتمنى أن تكون النهايات
الأخلاقية في الأعمال، ربما تبعث رسالة أو تكون سببًا في تغيير شخصًا واحدة، ربما
تساهم في عودة أحدهما عن الطريق السيءـ لذلك كنت أتمنى أن تكون النهاية أخلاقية حتى
لو كانت مغايرة للواقع، بجانب تركيز كاتب السيناريو على "الصم والبكم"
وتجسيدهم في شخصية وما يعانون منه من اضهاد أو معاملة سيئة وكيف تؤثر على نفسيتهم
من العوامل التي أعجبتني للغاية في السيناريو.
في حين أن المخرج العراقي ياسر
الياسري قدم مشاهد توقفت عندها من جماليتها ربما أحدهما حينما هرب أحمد داوود
وأمينة خليل وجاء طارق لطفي بمجرد خروجهما، سلاسة المشهد وتكوينه وخروج ودخول
أشخاص في الكادر بهذا الجانب من السلاسة جعل منه تكوين رائع، والعديد من المشاهد
كانت جيدة إخراجيًا، ولكن السؤال لماذا استخدام مشاهد "السلوموشن" في
العمل والتي جعلت الجمهور يقهقه، فأحد المشاهد محاولة هروب محمود حجازي فينقد عليه
طارق لطفي ولكن بالتصوير البطيء كانت محل انتقاد، فلم يكن لها أي داع، كما كانت
مشاهد الجرافيك في الفيلم ضعيفة، فلم تكن على المستوى المطلوب، فمع دعايا العمل
توقعت أن تكون أكثر حرفية من لك، ولكن الموسيقى التصويرية كانت جيدة في العمل
وأوصلت الإحساس ببعض المشاهد وزادت من حدة التوتر لدى المشاهد ليكون أكثر تركيزًا،
بجانب الإضاءة والألوان التي كانت لهما عامل كبير في الإحساس بالخوف والأمان،
والتوتر جميعها مشاعر ساهم استخدام الإضاءة فيها بأن تكون الحالة النفسية متأهبة
لما هو قادم، ولا يمكن أن نتحدث عن أداء الفنانين والذي كان واحدًا من متع الفيلم،
فطارق لطفي فنان يثبت كل يوم أنه تأخر قليلا فهو واحد من أهم المواهب الموجودة على
الساحة الفنية، وأما أمينة خليل فتثبت اقدامها كل يوم عن الأخر وربما باتت قاب
قوسين أو ادنى من مشاهدتها تحمل عمل كامل على عاتقها كبطلته فهي تمتلك الشعبية
والموهبة والحضور، فكل مكونات النجومية تنطبق عليها، وأحمد داوود أدائه سلس وانفعالاته
صادقة ودائمًا ما يكون الحصان الأسود لكل عمل يتواجد فيه، وجيهان خليل فنانة صاعدة
وتمتلك موهبة وأداء جيدين، حتى أنها قدمت دور ليس بكبير ولكنها اضافت عليه ليكون
أحد الأدوار الملفتة في العمل، في النهاية الفيلم كتجربة أراها ناجحة بها بعض المأخذ
ولكن لا يوجد عمل على وجه الأرض مكتمل، ولكن الفيلم يحقق نجاح كبير في شباك
التذاكر في موسم سيناطح فيه الكبار، ولكن جودته ستجعله يستطع الصمود، ولا يمكن
أغفال دور المنتج سيف عريبي، والذي تحمس لعمل قد يخشى كثيرون المغامرة من خلاله،
فيحسب جرائته وتحمسه له.
تعليقات
إرسال تعليق