التخطي إلى المحتوى الرئيسي

أحمد الروبي يكتب: درة.. دكتورة نهلة "اتزان" العمل والسلاسة المتناهية في الأداء



شاهدت هذا العام مسلسل "الأجهر"، والذي ينافس ضمن سباق رمضان هذا العام، وكان هناك نقط مضيئة بالنسبة لي في العمل، ولكن كان أكثر النقاط المضيئة في العمل النجمة درة، وشخصية دكتورة نهلة، والتي لعبت دورها ضمن أحداث المسلسل.

الشخصية التي قدمتها درة، يمكن القول أنها واحدة من أصعب الشخصيات التي جسدتها، وكان لتلك الشخصية ذاتها أكثر من بعد، بجانب أن لها أكثر من مرحلة في تطورها، ولكن رغم كل هذا تظل هي "ملاك الرحمة" في الحارة التي تقطن بها ضمن أحداث المسلسل.

الشخصية متمردة، ولكن ليس هذا النوع من التمرد المعلن، ولكنه تمرد خفي على أوضاع المنطقة التي تعيش فيها، فعلى الرغم من حب اهل الحارة لها، إلا أنها مختلفة عنهم من حيث ثقافتها، وتعليمها، وحتى ملابسها، فهي التي ترتدي ملابس دائمًا ذات ذوق راق، وكأنها رسالة أن ذوق الإنسان غير مرتبط بحالته المادية، وأخلاقه وتعليمه، غير مرتبط بالبيئة، بل مرتبط بقناعته الشخصية واحلامه.

على الرغم من أن دور دكتورة نهلة، قد يبدوا أنه المحور الجيد في الأحداث، فهي من الشخصيات القلائل التي لها مبادء لم تكسرها حتى الآن، إلا أن نهلة هب التوازن البيئي، بين الخير والشر، والصواب والخطأ، بل هي الكفة الراحبة التي لا تجبرها الظروف على التصرف عكس طبيعتهاز

وعلى الرغم من طموح الشخصية، واختلافها عن أهل منقتها إلا أنها مدركة أن الجذور الثابتة تأتي من التمسك بالعائلة، والأهل، فهم صمام الأمان الأول، والجذور التي تحفظ الأشجار من الإقتلاع، لذلك حافظت شخصيتها على جذورها، ولم تشعر بالخجل منهم يومًا ما.

التطور الذي صنعته درة في الشخصية كان ملفت، فدرة لم تستخدم فقط السهل الممتنع، بل تمكنت بالفعل من التعامل مع الشخصية بسلاسة متناهية، وتلك السلاسة لا تعني السهولة بل هي أقصى درجات الصعوبة والتي تجعلك تقدم أصعب التفاصيل بأسهل طريقة ممكنة، وهذا النضج ظهر جليًا على أداء درة، لأشعر أن درة تعيش مرحلة جديدة في مشوار نجاحاتها، وتطور يستحق الثناء في التعامل مع الشخصية ومنظور مختلف للتعامل مع الفتاة الشعبية.

درة قدمت تفاصيل الشخصية بتمكن شديد من حيث الأداء، والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة، سواء نبرتها، والبراءة التي كانت تتعامل بها، وحتى خجلها كونها فتاة خجولة، فكانت كل التفاصيل تقدم بتمكن شديد من الأداء، وتركيز في كافة تفاصيل العمل، وحتى التعامل مع المشاهد التي تتطلب بكاء، لم أسعر بأفورة إن جاز التعبير، ولكن كانت تقدم ببساطة، لتشعر أن حزنها يعتصر قلبك من تعاطفك معها.

في النهاية: أنا سعيد بقدرة درة على التعامل بشكل مختلف عن كل شخصية، وتركيزها في بناء تفاصيل مختلفة، ولتكون هي محور الإتزان في العمل، ولتقدم كل هذا بمنتهى السلاسة في الأداء.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نسرين طافش.. "الجميلة" التي خطفت القلوب بـ"خفة الظل" في "أخي فوق الشجرة"

كتب- أحمد الروبي تزامنًا مع بدء عرض فيلم "أخي فوق الشجرة" قررت مشاهدة الفيلم، وتخصيص المقال التالي للحديث عن نسرين طافش ودورها في أحداث هذا الفيلم الذي أراها واحدة من مكاسب العمل عودة نسرين طافش للتواجد في السينما مرة أخرى. هناك دائمًا تصنيفات تطلق على نجوم الفن، فهناك ممثلو دراما، وأخرون سينما، بكل تأكيد هذا لا يعنى أن أـحدهم أفضل من الأخر، أو أن ممثلي السينما لن يقدموا دراما، ولكن ممثل السينما هو الذي يتحرك الجمهور من منزله من أجل الذهاب للسينما ومشاهدة الفيلم الخاص به، وأرى أننا أمام ممثلة سينما تمتلك من الحضور والكاريزما ما يكفي لتكون أحد نجمات السينما في مصر. نسرين طافش سبق وتواجدت في بطولة نادي الرجال السري مع النجم كريم عبد العزيز، ووقتها تحدثت أننا أمام نجمة خفيفة الظل على المشاهدين، وتمتلك حضور وكاريزما بشكل كبير، بل وتمكنت من أن تدخل من باب الكوميديا وهو الأصعب للدخول من خلاله لقلب الجمهور وخاصة المصري. والتجربة التي تقدمها نسرين هذا العام تثبت أنها فنانة كوميديانه من الدرجة الأولى، بل وتستطع أن تقدم كوميديا الموقف وهي الأصعب على الإطلاق، بجانب تواجدها بجوار ن...

درة... من الأداء المتقن إلى الإخراج المبدع في "وين صرنا"

 كتب- أحمد الروبي  قد تكون المرة الأولى التي يظهر فيها اسم درة في السينما كمخرجة، لكن من خلال فيلمها الأول "وين صرنا"، أظهرت الفنانة قدرات فنية فائقة جعلتها تبرز في هذا المجال بكل قوة. الفيلم الذي عُرض في مهرجان القاهرة السينمائي لم يكن مجرد فرصة لدرة لتقديم لمسة جديدة في عالم الفن، بل كان بداية قوية لمسيرتها كمخرجة، مما يعكس مدى تفوقها في هذا المجال. لقد أثبتت درة في "وين صرنا" أنها ليست فقط ممثلة محترفة بل قادرة أيضًا على التأثير في كل تفاصيل العمل السينمائي. إبداعها في إخراج الفيلم حيث أظهرت قدرة عالية على توجيه رؤية الفيلم بأسلوب فني جيد. الفيلم نفسه يروي قصة عائلة فلسطينية تعيش واقعًا مليئًا بالتحديات. برعت درة في توثيق تفاصيل حياتهم اليومية وأسلوب مقاومتهم للصعوبات التي تواجههم بأسلوب يعكس الصدق والعمق. نقلت الكاميرا مشاعر العائلة الفلسطينية وأحلامها وآلامها بطريقة مؤثرة تحاكي الواقع دون تزييف. كما تميزت باختيار زوايا التصوير والمؤثرات الصوتية التي دعمت الأجواء العامة للعمل، مما جعل الفيلم ينقل صورة حقيقية عن هذه العائلة للجمهور وكأن الجملة الأكثر تأثيرا في ا...

تكريم رنا مصطفى "ملكة جمال الإعلام"

كرمت الدكتور رنا مصطفى في مؤتمر هنا الشهيد الذي نظم منذ عدة أيام حيث حضرت هي وعدد من طلاب أكاديمية الثقافة والعلوم. رنا دائمًا ما تلفت الأنظار من خلال تواجدها في المناسبات العامة، حيث اطلق عليها المتابعين "ملكة جمال الإعلام" وذلك لكونها دائمًا ما تظهر بشكل يلفت الأنظار   وتختار إطلالتها بشكل جيد.