أسماء جلال هذا العام قدمت واحد من أفضل أدوارها في الهرشة السابعة، بل وشهد أداءها نضوج فني مثير للغاية، ربما تلك المرة الأولى التي تكون مقدمتي بهذا الشكل وأبداها باسم الفنان، ولكن نحن أمام تطور مدهش في الأداء، يصل إلى حد الصدق الشديد، والذي لا يمكن أن تعتبره تجسيد لدور، بل هنا نحن اما صدق عبر مرحلة التجسيد.
أسماء جلال تمكنت من أن تصل إلى مرحلة فريدة من النضوج الفني
هذا العام، لجردة قد استوقفتني تمامًا لاحاول أن أدرك ماذا استحضرت لتقدم مشاهد
"البانك أتاك" بهذا الصدق الشديد، ومن قبلها عدة مشاهد لا يمكن أن
نعتبرها تجسدي لشخصية، بل وصلت إلى الحد الأقصى من الصدق في تجسيدها.
وبعض هذه المشاهد كان يحتاج مجهود كبير، ودخول إلى الشخصية بشكل
اكبر، ليتمكن الفنان من أن يصل إلى الصدق بهذا الشكل، فكيف تقطع أنفاسها أثناء
الحديث بهذا الشكل، وكيف تصل إلى تلك الدرجة من تسارع في ضربات القلب، والوصول إلى
الحد الأقصى من الشعور بحالة الشخصية، لا أماتلك تفسير سوى أنها صدقت ما تقدم
فصدقها الجمهور.
ويبدوا أن غرامي بتلك المشاهد الصعبة جعلني أغفل في التحدث عن
تفاصيل الشخصية وتركيبتها، أسماء تعاملت في بناء الشخصية مع الماضي الخاص بها،
وقامت ببناء كل تفصيلة كبيرة أو صغيرة في الدور، مخاوفها، وصراحتها، ومكامن قوتها
وضعفها، والذي حولته إلى قوة.
هي شخصية تعرف ما تريده من الحياة، وتمتلك قوة الرفض، والقبول،
فارفض قوة والقبول قوة هو الأخر، وهي تمتلك تل القوة التي تجعلها تقف وتساند من
حولها في عز شعورها أنها تحتاج من يقف إلى جانبها، تمتلك قناعاتها الخاصة، ولكنها
أيضًا تمتلك خطوط حمراء هي التي تحافظ لها على توازن حياتها، وكأننا أمام فتاة
فريدة من نوعها من كافة الجوانب.
أعتقد أنني لن أتحدث عن أداء أسماء بشكل أكثر تفصيلا كونها قدمت
مراحل رفيعة من الصدق تجاه الشخصية، تجعلني لا يمكن أن أقول سوى أنني أمام نسخة
معدلة من أسماء جلال يمكن أن تكون جاهزة الآن لتحمل أعمال فنية من بطولتها
المطلقة، فنحن أمام موهبة كبيرة، وتمكن فريد.
في النهاية: أنا سعيد بأسماء جلال لما قدمته لنا ولنفسها، لنا
استطاعت أن تقدم أداء جيد، ومختلف، وصادق، ولنفسها أنها تمكنت من التطور بهذا
الشكل المختلف.
تعليقات
إرسال تعليق