قد تكون شاهدت مسلسل "فلوجة" أو سمعت عنه، وهنا أخبرك أن مشاهدة العمل من ضرورات هذا العام لما يحويه العمل من قيمة فنية جيدة، ولكن دعوني اخصص هذا المقال للكتابة عن سارة التونسي ودورها في مسلسل فلوجة.
حين تشاهد مسلسل فلوجة لا يمكن سوى أن
تثني على أداء سارة التونسي، وذلك لقدرتها على تجسيد الدور بأداء متزن، وكبير، بل
وتمكنت من أن تثبت أنها تتمكن من حمل بطولة عمل بمفردها، هذا الأداء المتزن الثابت
يجعلنا نتوقف عند تفاصيل الدور.
الشخصية التي تجسدها سارة تحاول طوال
الوقت أن تظهر أكثر ثباتًا وقوة على الرغم من الضعف الذي بداخلها، إلا أنها تحاول
أن تظهر أكثر ثباتًا وقوة، وهذا يكون متجلي في صوتها المرتفع مع الطلبة، ومحاولتها
فرض شخصيتها في البداية بشكل قوي، إلا أنها بعد ذلك تبدأ في إظهار صفاتها الجيدة
وهو ما يجعلها قاب قوسين من أن تكون صديقة للطلبة في المدرسة.
ورغم أنها تحاول أن تبدوا أكثر قوة مع
الطلبة، إلا أنها تظهر حلقة الوصل بين الإدارة والطلبة وذلك لقربها من سن الطلبة،
وانحيازها لهم، وكأنها تعبيريًا هي الجسر الواصل بين الأجيال وهو أمر كبير أن يكون
هناك تلك الرمزية.
أما عن تجسيد سارة للدور، فأنا أراها
تمكنت من أن تقدم الدور بمنتهى السلاسة، سواء من ناحية التعامل مع الجانب النفسي
لها، فهو تبدوا وحيدة إلى حد كبير، قد يكون هذا لم يظهر ولكن في بناءها وتفاصيلها
تبدوا وحيدة، وعاطفية، وتميل لمساندة الغير، تتبع قلبها دائمًا أكثر من العقل، حرة
وترفض القيود ولا تعترف بها، وقد يكون مفتاح قوة الشخصية فالحرية هي قوتها.
سارة تمكنت من الشخصية سواء في انفعالاتها،
أو نبرة الصوت، أو حتى التفاصيل الخاصة بلغة الجسد عند الشخصية والتي أتقنتها سارة
بمنتهى التمكن لتجعلني أقف متحير هذا أداء فنانة لها باع كبير في الفن، ولكن حين
تقدم هذا الأداء ومازالت في سنواتها الأولى فنحن هنا أما مشروع نجمة كبيرة بعض
الرتوش وستكون في مكانة هامة للغاية سواء في تونس أو مصر.
في النهاية: أثبت سارة باداءها
مع مرور الحلقات أنها يمكن أن تحمل على عاتقها مسئولية عمل كامل من بطولتها، وأننا أمام فنانة تحترم فنها وجمهورها على
حدًا سواء.
تعليقات
إرسال تعليق