كتب- أحمد الروبي
ربما نكون قد شاهدنا أكثر من عمل للفنانة ريهام عبد الغفور في الفترة الماضية، وليس ما أقصده الفترة القصيرة ولكن أقصد على مدار السنوات الماضية، وهي تتلون بوجوه الشخصيات التي تلعبها، لنجد أننا أمام فنانة تٌجيد تجسيد كل شيء، لم تنحصر في دور بعينه، أو تتلفح بعباءة شخصية نجحت فتعيد تجسيدها.
ويبدوا أن
دورها في "الأصلي" كان أكبر دليل أننا أمام فنانة تعرف ما تجسده، بل وصل
الأمر لأبعد من ذلك أنها تتحكم في انفعالاتها وفق ما تحدد الشخصية التي تجسدها،
وظهر هذا من دورها في هذا العمل، فجلوسها مليء بالثقة، والنظرات القوية، بل في
داخل العين وهو ما يعبر عن الثقة في النفس، وحتى خطواتها، التي تبدوا واثقة من
ذاتها، وهنا نظرت للعمل الذي يُعرض في نفس التوقيت وهو أزمة منتصف العمر، ستجد
أننا أما تضاد حرفي.
فشخصية ريهام
في أزمة منتصف العمر، هي سيدة لا تمتلك أدنى ذرة ثقة في ذاتها، وتدلل على ذلك من
نظراتها المنكسرة والتي تتهرب دائمًا، وحتى لغة الجسد التي تحاول دائمًا الانفصال
عن العالم الذي تعيش فيه وكأنها تبني جدران بينها وبين الأخرون خوفًا من ظهور
ضعفها.
الحقيقة أنني
حين أرى تجسيد ريهام للشخصيات التي لعبتها سواء في لا تطفئ الشمس، ورمضان كريم،
والزيبق، والرحلة، وسوق الجمعة، زي الشمس، وقصر النيل، وإلا أنا، ووش وظهر، ومنعطف
خطر، والغرفة 207، مرورًا بأزمة منتصف العمر والأصلي وما سبق تلك الأعمال منذ
بداية مسيرتها، نرى نجمة موهوبة، تمتلك تجسيد يمكن وصفه بـ"المرعب"
للشخصيات التي تلعبها، فيبدوا أنها تدرس أصغر تفصيله للشخصية، سواء مشيتها، ونبرة
صوتها وحدته، مرورا بالملابس والإكسسوارات، ولغة جسدها، وحتى انفعالاتها ونظراتها،
فهي تعيش ما تقدم بكامل تفاصيله، لذلك يعيش الجمهور الشخصية بكامل احساسه.
في النهاية:
ريهام عبد الغفور هي مزيج بين الموهبة، والخبرة التي أكتسبتها من عملها في الفن
منذ نعومة أظافرها، لنكون أمام واحدة من أهم ممثلات مصر على الإطلاق.
تعليقات
إرسال تعليق