كتب- أحمد الروبي
مع بداية عرض مسلسل "أزمة منتصف العمر" بدأ الحديث عن السرد الجريء للقصة بشكل ظاهري، لتبدأ تفاصيل المسلسل في التكشف ونبدأ نغوص في المزيد من الشخصيات، وتأثير النشأ التي جعلتهم بهذا الشكل الذي ظهروا عليه، وهو تفسير واقع للشخصيات، وكما قد تقرأ في كتاب "لا بطعم الفلامنكو" فهناك "لا" لم تقلها صغيرًا أجبرتك على ظروف مغايرة وأنت كبير، ومن خلال الغوص في تفاصيل تلك الشخصيات سأبدأ هذا المقال بالحديث عن كريم فهمي.
شخصية كريم فهمي في الشكل الظاهري، هو
شاب قرر أن يُجرب الفرصة الثانية في الحياة بعد أن انهارت حياته الأولى على أثر
إجهاض زوجته نتيجة إدمانها للمواد المخدرة، ولكن يبدوا أن الفرص الثانية ليست
دائمًا الخيار الأمثل، لتبدأ حياة كريم فهمي في التكشف عن الأسرار التي كان يخفيها
على من حوله، وكأنه أختار أن يخفيها بداخل صندوق أسود في عقله لن تمسه يد ولا حتى
ذاكرته هو تريد أن تسترجعها.
في البداية نتطرق للاسم وهو وعمر،
والاسم مشتق من "العُمْر" في إشارة للحياة، والتي يحبها ويريد أن يعيشها
دائمًا سعيد، ولكن دائمًا ما تكون الحياة صعبة كحال قصة عمر، هو شخصية انفعالاتها
ليست سريعة، هادئ، ولين الطباع، ويأتي هدوءه من التجارب التي مرت عليه في الحياة
وأصبح يدرك قيمة الصمت أمام الكلام.
كريم يقدم واحد من الأدوار المختلفة في
مسيرته، فالشخصية في أبعادها مختلفة، وتتحكم فيها دائمًا انفعالات قبل الكلام،
وهذا يجعل الشخصية أصعب في التجسيد بكل تأكيد، كونها تعتمد على ردود الأفعال، سواء
تعابير الوجه والتي طوال الوقت تكشف عن ما تشعر به الشخصية التي يجسدها، أو حتى
لغة الجسد والتي دائمًا تكون تعبر عن حالة الشخصية.
التفاصيل التي أحتاج كريم فهمي في هذا
العمل أن يلتفت لها كانت كثيرة، ولكنه تمكن من أن يتوحد معها، ليقدم أداء متزن، واحساس
كبير بالشخصية، وبتفاصيلها وحتى نبرة الصوت التي أجاد استخدامها مع الشخصية، لنكون
أمام واحد من أفضل أدواره على الإطلاق.
في النهاية: خطوات كريم فهمي في الأونة
الأخيرة تصاعدية، فدائمًا ما يقدم أدوار مختلفة، وشخصيات ملم بتفاصيلها، لنكون
أمام نجوم من الذين يتمتعون بذكاء بجانب الموهبة والكاريزما، وذكاء النجم هو الذي
يضعه دائمًا في منطقة مختلفة.
كريم فهمي استاذ وفنان ونجم متميز يارب من نجاح لنجاح
ردحذف