"جوقة
عزيزة" واحد من أهم وأفضل الأعمال السورية والعربية هذا العام، ولكن لا يمكن
أنت نتحدث عن العمل ولا نتحدث عن "عزيزة" أو نسرين طافش التي تجسد دور
عزيزة، ففي هذا المقال سنتطرق إلى الدور الذي جسدته نسرين طافش في أحداث العمل.
على المستوى
الفني مازالت نسرين طافش تؤكد من عمل لآخر أنها واحدة من أهم الفنانات على الساحة
الفنية، وذلك ليس مجرد كلمات ولكنه واقع يمكن رصده، فنسرين نجحت في سوريا والخليج،
ومصر، وهذا من الأمور الصعبة أن يحقق ممثل نجاح مع ثقافات مختلفة، ويتمكن من رسم
الضحكة على وجههم إلا نادرًا، ونسرين تأتي ضمن الفنانات القلائل للغاية الاتي تمكن
من النجاح في مصر والوطن العربي.
نأتي إلى
عزيزة، المناضلة، المكافحة، وخفيفة الظل، والتعيسة في الحب، أو يمكن وصفها ككلمات
أغنية فيروز "صباح ومسا" وكأنها تعبر كلماتها عنها، "تركت الحب
وأخت الأسى"، فحالة عزيزة فريدة من نوعها فهي شخصية حين تغضب تحاول أن تضحك،
وتواجه غضبها بالصوت العالي، والضحكات الرنانة، وحين ينكسر قلبها تحاول أن تضحك،
وكأن ابتسامتها هي ملاذها من الانكسار.
عزيزة ليست
مجرد شخصية تقدم على الشاشة، بل شخصية تعيش بداخل كل شخص منا، بالأسى، والانكسار،
والحزن، والمقاومة، والنجاح، فهي ترفض المفروض، وتخلق العالم الذي يناسبها،
ويجعلها سعيدة، أو هكذا تحاول، تفاصيل كل ما ذكرتها في السابق ليست شخصية على ورق،
ولكنه شخصية حقيقية تمكنت نسرين من أن توصل جميع تلك الأحاسيس من خلالها، ببراعة
تمثيلية متفردة لتثبت نسرين انها ممثلة من نوعية فريدة.
ناهيك عن دورها الوطني، ومقاومتها للإحتلال الفرنساوي، فنكتشف أننا أمام فتاة ليست ذات عقل خاوي، أو مجرد فنانة أو راقصة، بل هي تتمتع بروح وطنية وتقاوم الإحتلال، بل وتحث كل من حولها عبى المقاومة.
نسرين تقدمت
استعراضات، وغناء، ودراما، وكوميديا، وكأننا نشاهد عمل مكتمل ومتوازن الأركان، بأداء
متعملق منها، فموهبتها في الغناء والاستعراض، وخفة ظلها وروحها جعلتنا أمام حالة
فنية فريدة، تخترق القلوب فتأسرها، ليكون هذا العام واحد من أفضل الأعوام والمواسم
التي قدمت فيها نسرين عمل درامي في رمضان، كونه تمكن من إبراز كافة مواهب نسرين
الفنية.
وفي النهاية:
لا يمكن أن نمر مرور الكرام على هذا الأداء المختلف، والموهبة الكبيرة، والروح
التي قلما ما نجد فنانة تتمتع بها، فأنا حين اشاهد نسرين لا يمكن إلا أن ابتسم فرحًا
من مشاهدتها على الشاشة، وهي دائمًا تجعلني أفوز بالرهان عليها، كونها واحدة من
أهم فنانات جيلها، بل والأسباق التي سبقتها وتليها.
تعليقات
إرسال تعليق