كتب- أحمد الروبي
قد أكون قد تأخرت كثيرًا في الكتابة عن مسلسل "ستات بيت المعادي" ودور كندة علوش في العمل، لكن كما يقال كل تأخيره وفيها خيرًا، وها أنا الآن أهم للحديث عن تفاصيل كندة والدور الصعب الذي جسدته ضمن أحداث المسلسل.
كندة علوش تظل واحدة من أهم الفنانات
على الساحة المصرية، ربما وجودها نوعي إلى حد كبير، ولا تتواجد فقط لغرض التواجد
ولكن دائمًا ما تضع نفسها في أدوار مضيئة، تجعل الجمهور يغفر لها تواجدها القليل،
ونحن هنا نتحدث عن دور وتطور كبير في أحداثه، منذ أول حلقة لنهاية المسلسل.
كندة قدمت شخصية لها أبعاد نفسية صعبة
للغاية، ومختلفة فهي شخصية تقدس زوجها إلى حد كبير، تحبه، وعلى الرغم من إخلاصها
الكبير له، وتكريس وقتها ونفسها لزوجها، ليكون هو المرتبة الأعلى في حياتها، يستمر
في خيانتها وخداعها، لتكتشف مع تفاصيل الحلقات أنه أرتكب ذنب كبير، وجعلها تعيش
هذا الذنب وكأنها المذنبة لسنوات، لتكرر في خطه “جهنيمة” للخلاص منه، وكأنها أمام المرأة الحديدة.
الصعب في هذا الدور هو القدرة على
تقديم لغة جسد تتناسب مع البعد النفسي للشخصية، والتي أصبح يتطور مع تطور الشخصية
حتى أخر مشهد، فالاختلاف الذي كان يطرأ على الشخصية من الصدمات التي تعرضت لها غير
فيها الكثير، فكما يقال "لا تجد شخصًا قوي دون ماضي مؤلم"، وهو ما أنطبق
على تلك الشخصية، والتي قدمتها كندة بإتقان شديد وفهم لأبعادها، ويظل قدرتها على
تطوير الشخصية من حيث انفعلاتها وأسلوب حديثها، وحتى مشيتها هو أصعب ما قدم في هذا
الدور.
الشخصية لا تعكس فقط المرأة التي تتعرض
للظلم، بل تعكس واقع يعيشه الجميع، وتطور يطرأ على أي شخص يلقى الصعاب في
حياته، وبعيدًا عن النهاية القاسية، إلا أنها جعلت من يشاهد العمل يتعاطف معها،
دون أن يلقى عليها اللوم أو الذنب، ولتظل كندة واحدة من الفنانات اللاتي يمتلكن
قدرة كبيرة على تقديم الأدوار الصعبة للغاية، بمنتهى البراعة والسلاسة.
في النهاية: كندة
فنانة من طراز فريد، فهي من أهم الفنانات، واقدرهم قدرة على تجسيد أصعب الأدوار بمنتهى
السلاسة، والبساطة، لتظل كندة أستاذة الأدوار الصعب.
تعليقات
إرسال تعليق