التخطي إلى المحتوى الرئيسي

جميلة عوض.. عبقرية التفاصيل وسلاسة الأدوار الصعبة في "حرب أهلية"

 


كتب- أحمد الروبي

الحقيقة أن هذا العام كان هناك كثير من الفنانين الذين قدموا بالنسبة لي أداء مبهر، وواحدة من هؤلاء وإن كانت تتصدر قمة الهرم الرمضاني للأداء المبهر الفنانة جميلة عوض، التي استطاعت أن تقدم واحد من أصعب أدوارها على الإطلاق، ولكن بتمكن وخبرات تمثيلية ضخمة، وسنتحدث في المقال التالي عن جميلة عوض ودورها في المسلسل.

جميلة كانت تقدم دور فتاة مصابة بمرض نفسي، يجعلها تحاول التفرقة بين كل من حولها، وذلك ليعيشوا الوحدة التي عاشتها بعيدًا عن أمها، فهي الفتاة التي لم تخترها أمها، وتركتها وحيدة، لتشعر أن العالم قرر أن يلفظها، فقررت هي الأخرى أن تنتقم من الجميع كل من له يد في ذلك أو لا ذنب له، فكانت تحصد الأخضر واليابس ليعيش كل من حولها ألم الفراق الذي عاشته هي الأخرى.

التفاصيل التي كانت تجسدها جميلة، ليست فقط في إيصال تلك الحالة للمشاهد، ولكن في انفعالات الوجه ونظرات العين التي دائمًا ما تنم عن حقد دفين، وغل وبلا مبرر، وحين تواجهها بأخطائها تظهر حالة تعكس مرضها النفسي، ورغبتها في الانتقام من المجتمع والعالم أجمع، وقد قدمت ذلك بمنتهى البراعة، والبساطة رغم صعوبة الدور.

جميلة فاجأتني للغاية في التعامل مع هذا الدور، فهو واحد من أصعب الأدوار على أي ممثل، فالتركيبة النفسية والشخصية صعبة للغاية، ولكن جميلة قدمت أداء متزن، وهادئ، وبعيد عن الثوابت التي تشبه تلك الأدوار، فلم أشعر أنني شاهدت تلك الانفعالات من قبل، بل كان رسم الشخصية وبناءها من صناعة جميلة، وهو ما أنعكس على أداء الشخصية، والذي قدمته بخبرات تمثيلية كبيرة.

جميلة تنضج وتتطور من عام لأخر، لتثبت تدريجيًا أنها واحدة من أفضل الفنانات اللاتي سيتواجدن على الساحة الفنية، فالتطور الملحوظ من عام لأخر، والاختيارات الجيدة المتنوعة، والقدرة على تقديم أدوار تحمل هذا الكم من الصعوبة يجعلنا ندرك أننا أمام ممثلة مختلفة، وموهبة ضخمة تثبت نفسها يوميًا.

في النهاية: لا يمكن أن أخفي أن جميلة فاجأتني هذا العام بدورها في "حرب أهلية" وقدمت واحد من أفضل وأصعب أدوارها على الإطلاق، وكانت من الأدوار المضيئة هذا العام، وباتت على بعد خطوات من مسلسل رمضاني يحمل اسمها منفردًا.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نسرين طافش.. "الجميلة" التي خطفت القلوب بـ"خفة الظل" في "أخي فوق الشجرة"

كتب- أحمد الروبي تزامنًا مع بدء عرض فيلم "أخي فوق الشجرة" قررت مشاهدة الفيلم، وتخصيص المقال التالي للحديث عن نسرين طافش ودورها في أحداث هذا الفيلم الذي أراها واحدة من مكاسب العمل عودة نسرين طافش للتواجد في السينما مرة أخرى. هناك دائمًا تصنيفات تطلق على نجوم الفن، فهناك ممثلو دراما، وأخرون سينما، بكل تأكيد هذا لا يعنى أن أـحدهم أفضل من الأخر، أو أن ممثلي السينما لن يقدموا دراما، ولكن ممثل السينما هو الذي يتحرك الجمهور من منزله من أجل الذهاب للسينما ومشاهدة الفيلم الخاص به، وأرى أننا أمام ممثلة سينما تمتلك من الحضور والكاريزما ما يكفي لتكون أحد نجمات السينما في مصر. نسرين طافش سبق وتواجدت في بطولة نادي الرجال السري مع النجم كريم عبد العزيز، ووقتها تحدثت أننا أمام نجمة خفيفة الظل على المشاهدين، وتمتلك حضور وكاريزما بشكل كبير، بل وتمكنت من أن تدخل من باب الكوميديا وهو الأصعب للدخول من خلاله لقلب الجمهور وخاصة المصري. والتجربة التي تقدمها نسرين هذا العام تثبت أنها فنانة كوميديانه من الدرجة الأولى، بل وتستطع أن تقدم كوميديا الموقف وهي الأصعب على الإطلاق، بجانب تواجدها بجوار ن

نعيمة.. الراقصة الجميلة والنجمة القادمة

نعيمة هي فنانة استعراضية بدأت في التواجد من خلال إعلانات عدة، وبعدها تواجدت في السينما، ومن ثم بعض الأغاني الاستعراضية، إلا أن قررت الإتجاه للرقص الشرقي مؤخرًا، وعلى الرغم من الجماهيرية التي أصبحت تكتسبها في مصر والوطن العربي، إلا أنها تعد أصغر راقصة مصرية على الإطلاق، رغم حداثة تواجدها التي لم تتعدى ثلاثين يومًا. نعيمة بدأت في اقتحام مجال الرقص الشرقي بقوة وأصبح يتردد اسمها بقوة رغم حداثة تواجدها، ربما لعدة أسباب فهي واحدة ممن يمتلكون كاريزما عالية، وحضور طاغي، ناهيك عن خفة ظلها والتي قد تكون ميزة نادرًا ما تتواجد في الراقصات الشرقيات، بجانب روحها، هذا ليس كل شيء فهي تتمتع بقدر جميل من الجمال والجاذبية، جميعها صفات تأتي بجانب أنها تجيد الرقص الشرقين ولها أسلوب مميز، وبدأت تفرض نفسها بقوة في الفترة الأخيرة. نعيمة جمالها شرقي، فلها طابع جمالي ومهني من حيث اسلوبها، مميز ومختلف عن باقي الراقصات، وربما هو سر التفرد الذي تتمتع به هذه الراقصة الشابة، والتي ينتظرها مستقبل مبهر في هذا المجال. و اعتقد ان باب التمثيل سيفتح رويدًا لرويدًا لنعيمة بجانب كونها راقصة شرقية، ور

دانه حمدي.. مصدر الطاقة للغير والمعالجة المختلفة

كتب- أحمد الروبي دائمًا ما نسعى لأن نساعد الأخرون على التعافي من آلامهم وأزماتهم سواء النفسية والعاطفية، وحتى الجسدية وفي بعض الأحيان الجنسية، ونجد أن هناك أطباء، ومعالجين نفسيين ولايف كوتش أصبحوا يساهمون بشكل كبير في أن يشفى المجتمع متمثلًا في الأناس من أزماته، ونحن في هذا المقال أمام واحدة قد ساعدت المئات على التعافي من أزماتهم وهو دانه حمدي. دانه لها موقع خاص ومنصاتها على السوشيال ميديا والتي تخصص فيها الكثير لتساعد الأخرين على أن يعيشوا بشكل أفضل، حتى أن لها فيديوهات خاصة مليئة بمحفزات، وخبرات وطرق تنقلها للأخرين حتي يعيشوا بشكل أفضل ويتمكنوا من أن يسيروا على الطريق المستقيم، لنجد أنفسنا ليس أمام معاجل فقط، بل إنسانة تسغى لأن تساعد غيرها على تخطي الأزمات. ومن يتابع دانه عن كثب، يجدها أنها إحدى هولاء الذي يشعون طاقة وبهجة، بل ينتقل الأمر لتكون من مصادر الطاقة للغير، وينعكس هذا من خلال مئات التعليقات التي تأتي من أناس قد ساعدتهم في أن يعيشوا حياتهم بشكل أفضل، ويتخطوا الأزمات التي مروا بها، بل وتساهم في أن يحدد كل من تتعامل معهم بشكل كباشر أو غير مباشر من خلال المتابعين أن يحددوا