كتب- أحمد الروبي
قبل أن أبدًا حديثتي عن منى زكي، ومسلسل "لعبة نيوتن" يجب أن أدلى باعتراف أن حالة القلق والتوتر التي تعيشها البطلة، تنتقل للمشاهد لذلك في البداية شاهدت حلقتين وقررت أن أتوقف قليلًا عن المشاهدة، ولكن الحالة الفنية التي صنعها العمل حالت دون أن أتوقف وعدت لمشاهدته، وها أنا هنا أتحضر لكتابة المقال التالي عن منى زكي، ودورها في لعبة نيوتن.
الحقيقة أن البعض حين شاهد هناء،
وهو الدور الذي كانت تلعب منى زكي، كان أمام امرأة اعتادت الاعتماد على زوجها في
كل شيء، وهذا كان واضح في تعثرها في حل أتفه الأزمات، وتوقع المشاهدين أننا على
موعد مع مشاهدة فتاة ستتحكم الحياة في مصيرها، إلا أن هنا خانت توقعاتهم.
ومع تطور الأحداث، بدأت الشخصية
في التكشف، وبدأ الجمهور في مشاهدة تطور الشخصية، قد أدرك البعض أو لم يدرك أخرون،
أن هنا لم تكن يومًا شخصية ضعيفة، ولكنها وجدت في مجتمع جعل منها ضعيفة، وحين وضعت
في ظروف صعبة، ومجتمع مختلف، تمكنت هنا من الوقوف وحل أزمات قد يعجز الرجال عن
مواجهتها، لتبدأ في الإعلان عن الشخصية الكامنة التب قهرها المجتمع، وتحكم فيها
الزوج والأهل، فلم تقوى على إظهار ما تمتلكه من شجاعة وشخصية صلبة تتحكم في ظروف
حياتها.
هنا ليست مجرد شخصية تتعرض لعقبات
في محاولة عيش الحلم الأمريكي، بل الأمر أبعد من أن يكون كذلك، فهنا تصارع ذاتها
قبل أن تصارع المجتمع، وتواجه مخاوفها، وحين تتمكن من الانتصار على مخاوفها تواجه
المجتمع، وأهمية الدور في أبعاده، فهو دور يعكس القهر الذي يعيشه أي شخص، فهو أبعد
حتى من حصره في أزمات النساء أو السيدات مع المجتمع، بل هو أزمة الإنسان في مواجهة
مخاوفه الذاتية.
وفي نفس الوقت، تمثل هنا القوة
الكامنة بداخل كل شخص، فحين يريد أن يخرج الوحش الذي بداخله بخرج، ليتمكن من
مواجهة الظروف المحيطة به مهما تغيرت، ولكن كل ما سبق كان حديث عن ما قدمته منى
زكي من حيث تفاصيل الشخصية، أما من حيث الأداء فأتسم بالصدق، والانفعالات المضبوطة
المتزنة، تحكم كبير في انفعالاتها، أداء خال تمامًا من المبالغة، فكان عبقرية الأداء
في البساطة التي تمتعت بها الشخصية التي قدمتها، فتعاطف منى زكي، مع هنا، صنع تلك
الحالة من التوحد، وأنا متيقن أن هنا ستظل فترة بداخل منى زكي، فلن تتمكن من انتزاعها
بسهولة، فحالة التوحد مع الشخصية كانت فريدة.
في
النهاية: تظل أدوار منى زكي دائما تحمل رسائل تحتاج للتفكر فيها، وهنا كانت واحدة
من أفضل الشخصيات وأكثرها تفاصيل، في الحقيقة أنني لم أتمكن من رصد كافة تفاصيل
الشخصية، من انفعالات مضبوطة، ولغة جسد تعبر عن حال الشخصية، وتحكم تام في
انفعالات الوجه، وحالة القلق والتوتر الدائم في نظرات هنا، والخوف الذي يظهر في
أعينها، فالمثال الأوضح الذي كان يعبر عن سلاسة الأداء وعبقريته تمثلت في التوحد،
والذي جعل منى زكي تتصرف كهنا، فلها كل الثناء عن هذا الدور المتفرد المختلف،
والأداء الاستثنائي.
تعليقات
إرسال تعليق