التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ريهام عبد الغفور.. "واقعية" الأداء في "ربع قيراط" و"منى" التي وحدت النساء لرفض الظلم



كتب- أحمد الروبي

يبدوا أن قصة "ربع قيراط" ضمن حكايات مسلسل إلا أنا قد جذبت الجمهور، ولكن ليس القصة وحدها، وواقعيتها هي ما جذب الجمهور، ولكن أداء ريهام عبد الغفور الأكثر واقعية هو عامل الجذب الأول في العمل، لذلك قررت أن أـخصص هذا المقال للحديث عند دور ريهام عبد الغفور في حكاية "ربع قيراط".

"الواقعية" هي سمة تنطبق على قصة المسلسل، وعلى أداء ريهام، فلولا الأداء الواقعي ما كان وصل العمل للجمهور بهذا الشكل، ونأتي هنا للتحدث عن شخصية صعبة، قررت الحياة في وقتًا ما أن تسلب منها كل شيء، العائلة، المنزل، حتى فرحتها في ظل العتمة سُلبت منها، لتعيش كأنقاض إنسانة تعاني من الوحدة، رغم تواجد أهلها حولها.

ريهام تمتلك تعابير صادقة للغاية، وتأتي في مقدمة الممثلين الذين يتمكنون من التوحد مع الشخصية بشكل فريد، فأحيانًا أتساءل هل تؤثر تلك المهنة على حياتها، وبالفعل يبدو أنها من الفنانين الذين يتأثرون بما يقدمون، فقد تجد الشخصية تظل بداخلها لفترة، وهذا أعلمه من كم الأحاسيس والمشاعر الصادقة التي أراها في أداء ريهام، فتعابير الحزن التي ترتسم على وجهها فسرها أحد المتابعين للمسلسل على السوشيال ميديا بعبارة "اقنعوني أن هذا تمثيل"، بالفعل هو ليس مجرد تقمص، وأنه أقرب للتوحد مع الشخصية، فهولاء هم سحرة التمثيل.

ورغم التعابير التي تمكنت من تقديمها ريهام عبد الغفور بحرفية شديدة، وإحساس كبير بالشخصية، يأتي نبرة الصوت التي تتغمغم بالألم، لتجعلك تتعاطف مع الشخصية، وتشعر بمدى صدقها، فمشاعرها تصدق ما تقدم، فتحالفت معها انفعالاتها، وابى صوتها أن لا ينساق في نفس المسار، لتجد شخصية مليئة بالصدق والأحاسيس.

أنا دائمًا ما أشعر أن هناك جزء من ريهام عبد الغفور في الشخصيات التي تقدمها، سواء كانت قريبة منها، أو بعيدة عنها، ولكن في هذا الدور تحديدًا يبدوا أن ريهام أعطيت الشخصية من روحها، فلا تفرق بينهما، ولكن تكون متأكد أنها صادقة فيما تقدم.

الدور قدمت أكثر من عظة ليس للنساء فقط، بل للجميع، لا تتنازل دائمًا، والحياة ليس مضمونة، ولا تضع ثقتك الكاملة في أحد، ولكن أبرز ما قدمه الدور بالنسبة لي هو أنه يجب أن لا تسقط، فهي رغم اللكمات التي وجهت لها، رغم انكسارها، ووجعها، لم تسقط، فغريزة الأمومة، ورغبتها في تربية أبنائها كانت الدافع الذي جعلها تتحامل، ورغم تواجد أهلها حولها، إلا أنها بالفعل كانت وحيدة فتكأة على ألامها، ووقفت، وهذا كان واحد من الرسائل التي قدمها الدور.

ريهام عبد الغفور دائمًا ما تبهرني، فهي صاحبت قدرات تمثيلية ضخمة،  وحضور كبير، وقدرة على تقديم كافة الأدوار دون تمييز، ليكلل بهذا الدور الصعب، الذي لا يمكن أن ترى أحدا أخر بخلاف ريهام عبد الغفور يمكن أن يقدمه بهذا الإتقان.

كنت أنوي أن أتحدث عن أهم المشاهد، ولكني لم أتمكن من أضع أمامي مشاهد بخلاف أخرى أهم، فكل مشاهدها كانت جيدة للغاية، وتحمل كم كبير من المشاعر، فحملت عبء المرأة المظلومة في المجتمع، وقدمته بأداء مختلف.

في النهاية: تظل ريهام عبد الغفور واحدة من أهم الفنانات في مصر والوطن العربي، فحتى الآن ورغم الإبهار الذي تقدمه ريهام لم نرى "بلورة" حقيقية لموهبتها التمثيلية، فلو كتب عمل خصيصًا لريها من 30 حلقة سنكون أمام دروس تمثيلية يمكن أن يستعين بها راغبي التمثيل.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نسرين طافش.. "الجميلة" التي خطفت القلوب بـ"خفة الظل" في "أخي فوق الشجرة"

كتب- أحمد الروبي تزامنًا مع بدء عرض فيلم "أخي فوق الشجرة" قررت مشاهدة الفيلم، وتخصيص المقال التالي للحديث عن نسرين طافش ودورها في أحداث هذا الفيلم الذي أراها واحدة من مكاسب العمل عودة نسرين طافش للتواجد في السينما مرة أخرى. هناك دائمًا تصنيفات تطلق على نجوم الفن، فهناك ممثلو دراما، وأخرون سينما، بكل تأكيد هذا لا يعنى أن أـحدهم أفضل من الأخر، أو أن ممثلي السينما لن يقدموا دراما، ولكن ممثل السينما هو الذي يتحرك الجمهور من منزله من أجل الذهاب للسينما ومشاهدة الفيلم الخاص به، وأرى أننا أمام ممثلة سينما تمتلك من الحضور والكاريزما ما يكفي لتكون أحد نجمات السينما في مصر. نسرين طافش سبق وتواجدت في بطولة نادي الرجال السري مع النجم كريم عبد العزيز، ووقتها تحدثت أننا أمام نجمة خفيفة الظل على المشاهدين، وتمتلك حضور وكاريزما بشكل كبير، بل وتمكنت من أن تدخل من باب الكوميديا وهو الأصعب للدخول من خلاله لقلب الجمهور وخاصة المصري. والتجربة التي تقدمها نسرين هذا العام تثبت أنها فنانة كوميديانه من الدرجة الأولى، بل وتستطع أن تقدم كوميديا الموقف وهي الأصعب على الإطلاق، بجانب تواجدها بجوار ن

نعيمة.. الراقصة الجميلة والنجمة القادمة

نعيمة هي فنانة استعراضية بدأت في التواجد من خلال إعلانات عدة، وبعدها تواجدت في السينما، ومن ثم بعض الأغاني الاستعراضية، إلا أن قررت الإتجاه للرقص الشرقي مؤخرًا، وعلى الرغم من الجماهيرية التي أصبحت تكتسبها في مصر والوطن العربي، إلا أنها تعد أصغر راقصة مصرية على الإطلاق، رغم حداثة تواجدها التي لم تتعدى ثلاثين يومًا. نعيمة بدأت في اقتحام مجال الرقص الشرقي بقوة وأصبح يتردد اسمها بقوة رغم حداثة تواجدها، ربما لعدة أسباب فهي واحدة ممن يمتلكون كاريزما عالية، وحضور طاغي، ناهيك عن خفة ظلها والتي قد تكون ميزة نادرًا ما تتواجد في الراقصات الشرقيات، بجانب روحها، هذا ليس كل شيء فهي تتمتع بقدر جميل من الجمال والجاذبية، جميعها صفات تأتي بجانب أنها تجيد الرقص الشرقين ولها أسلوب مميز، وبدأت تفرض نفسها بقوة في الفترة الأخيرة. نعيمة جمالها شرقي، فلها طابع جمالي ومهني من حيث اسلوبها، مميز ومختلف عن باقي الراقصات، وربما هو سر التفرد الذي تتمتع به هذه الراقصة الشابة، والتي ينتظرها مستقبل مبهر في هذا المجال. و اعتقد ان باب التمثيل سيفتح رويدًا لرويدًا لنعيمة بجانب كونها راقصة شرقية، ور

دانه حمدي.. مصدر الطاقة للغير والمعالجة المختلفة

كتب- أحمد الروبي دائمًا ما نسعى لأن نساعد الأخرون على التعافي من آلامهم وأزماتهم سواء النفسية والعاطفية، وحتى الجسدية وفي بعض الأحيان الجنسية، ونجد أن هناك أطباء، ومعالجين نفسيين ولايف كوتش أصبحوا يساهمون بشكل كبير في أن يشفى المجتمع متمثلًا في الأناس من أزماته، ونحن في هذا المقال أمام واحدة قد ساعدت المئات على التعافي من أزماتهم وهو دانه حمدي. دانه لها موقع خاص ومنصاتها على السوشيال ميديا والتي تخصص فيها الكثير لتساعد الأخرين على أن يعيشوا بشكل أفضل، حتى أن لها فيديوهات خاصة مليئة بمحفزات، وخبرات وطرق تنقلها للأخرين حتي يعيشوا بشكل أفضل ويتمكنوا من أن يسيروا على الطريق المستقيم، لنجد أنفسنا ليس أمام معاجل فقط، بل إنسانة تسغى لأن تساعد غيرها على تخطي الأزمات. ومن يتابع دانه عن كثب، يجدها أنها إحدى هولاء الذي يشعون طاقة وبهجة، بل ينتقل الأمر لتكون من مصادر الطاقة للغير، وينعكس هذا من خلال مئات التعليقات التي تأتي من أناس قد ساعدتهم في أن يعيشوا حياتهم بشكل أفضل، ويتخطوا الأزمات التي مروا بها، بل وتساهم في أن يحدد كل من تتعامل معهم بشكل كباشر أو غير مباشر من خلال المتابعين أن يحددوا