بعد مشاهدتي للحلقة الثانية من مسلسل نمرة 2، وحكاية اللي بيصير ببيروت والتي كانت بطلتها نيللي كريم، قررت الكتابة عن دور نيللي، والذي أراه دور مختلفة، وطرح لأزمة حقيقية تعاني منها النساء والرجال ولكن بطرح مختلف.
الشخصية كانت أشبه بالأزمة التي
تتعرض لها النساء، ويمكن أيضًا أن يواجها الرجال، فهي ليست أزمة منتصف العمر،
ولكنها أزمة ربما سببها المجتمع، فإيقاع الحياة المتسارع، جعل الحياة الزوجية
تعاني من شبه فتور بين الأزواج، مما يوتر العلاقة بينهما ويجعل كل طرف فيها يغير
من منظوره للحياه، بل ويتخلي في بعض الأوقات عن قناعاته.
كل ما سبق هو ما قدمته نيللي من
خلال المسلسل، ولكن
يبقى شيء هو الأهم قبل الحديث عن أدائها في العمل، وهو قدرت نيللي على اختيار دائمًا
أدوار لها أبعاد مختلفة، فلم تقدم يومًا شخصية بلا مغزى أو معنى، بل دائمًا تختار أدوار
لها دلالات مختلفة، وهنا في هذا العمل نتحدث عن سيدة بدأت تعاني من فطور في الحب،
والحياة، فلم تستمتع بالعمل، ولم تعد تشعر براحة في منزلها، فالعائلة بالنسبة لها
مهمة، ولكنها لا تشعر أن زوجها يمسك بها بل إيقاع الحياة فصل الرابط بينهما، وهذا
ما يحدث معنا في الحياة، فأحيانا الروتين يقتل الشغف، والحب، ونصبح أحياء بلا روح.
نيللي من
الفنانين الذين يتمكنون من إيصال الإحساس ليس فقط بلغة الجسد، أو نبرة الصوت، بل
تتمكن أيضًا من إيصال الحالة النفسية من نظراتها، فتجدها طوال الوقت تجول بأعبنها بحثًا عن شيء
غير موجود، وعندما ترى عالم لا تنتمي له تجد نظراتها تشبه الأطفال الذين يتعرضون
لشيء جديد للمرة الأولى، فالبعض قد لا ينتبه لما يمكن أن يقدمه فنان من خلال
نظراته، ولكنها تضيف مزيد من المصداقية على الشخصية.
ناهيك عن
تحكمها في طبقات الصوت المميز، فهي تقدم إحساسها من خلال نبراتها بقدرات تمثيلية
كبيرة، فنيللي من الفنانين الذين ينجحون دائمًا في الاختبار الذي أقوم به، فعندما
أشاهد الحلقة صوت بلا صورة يصلني الأحساس، وعندما أشاهدها صورة بلا صوت أعيش وأشعر
بالشخصية، وعندما أشاهد الحلقة بشكل طبيعي أصل لمرحلة الاستمتاع بالأداء الذي
تقدمه، وبالفعل كان اختيار جيد، وشخصية بها معاني، وأزمة يعاني منها الجميع، ماذا
لو أضاعتنا الحياة، هل يمكن لتجربة أن تعيدنا، أم الشغف لا يعود بعد الإنطفاء.
في
النهاية: دائمًا حين أكتب عن نيللي في كل مرة أتأكد أنها ممثلة من كوكب موازي،
يتعامل مع الفن كأنه حياه.
تعليقات
إرسال تعليق