كتب- أحمد الروبي
عُرض فيلم "خط دم " على منصة "شاهد vip" اليوم، وقد أنتظر البعض هذا العمل كونه من الأفلام المصرية النادرة التي تناولت مصاصي الدماء، ولكن بمنظور مختلف، بجانب أن العمل له أبعاد نفسية وفلسفية عن أي عمل أخر، وفي ظل هذا الاختلاف في العمل قررت الكتابة عن نيللي كريم بطلة الفيلم، مع ظافر العابدين.
الفيلم من الأعمال التي تستخدم
"لوكيشن واحد"، أو أكثر من لوكيشن ولكن القصة تدور معظمها في منزل
العائلة، بخلاف بعض المشاهد، لذلك كان هذا الاختيار الأصعب للعمل، فلو كان هناك
رتابة في التمثيل أو الحوار سيمل المشاهد، ولكن لا يمكن أن يقال رتابة وملل في
وجود نيللي كريم، واحدة من أفضل الممثلات في مصر على الإطلاق، فهذا ليس جذافًا، بل
أعمالها تؤكد ذلك، فهي صاحبة رقم قياسي في الأعمال الصعبة المختلفة، وكان أخرها خط
دم.
الشخصية لم تكن مجرد أم أصبح أبنائها
مصاصي دماء، لا فليس هذا المنظور الذي يجب أن تنظر له للشخصية، بل كان صراع،
فنيللي جسدت الصراع الداخلي، والصراع مع الحياة، والصراع مع رفض المألوف،
والمحاولة في السير في طريق نعرف نهايته، وغريزة الأمومة التي كانت تسيطر عليها،
فتضحي بنفسها لاجل أبنائها، وعائلتها.
نيللي قدمت واحد من أفضل أدوارها التمثيلية،
فمازالت تبهرني بقدرتها على التجسيد والتعبير ودون كلام، فهي تسجد الأدوار بكافة
حواسها، فخصلات شعرها تصدق ما تقدمه، لذلك تجعل المشاهد في حالة توحد دائم مع
الشخصية، ناهيك عن البعد النفسي، وكيف يمكن للحياة أن تجعلنا نقبل بأفعال لا يمكن
أن نتصورها دايمًا فهذا قدمته بمنتهى السلاسة فكيف بدأ بقطة، وانتهى بجرائم قتل،
فهي سارت مرغمة في طريق الحفاظ على أبنائها مهما تكلف الأمر.
نيللي في الجانب الرئيسي للقصة
قدمت الأم بتضحياتها وغريزتها في الحفاظ على أبناءها، ولكن بنظرة مختلفة لم تقدم
من قبل، وتمكنت نيللي من تقديم رسم شخصية جيد للغاية، وواقعية في الأداء، والانفعالات،
وحتى من يدرسون لغة الجسد، سيجدون أن لغة جسدها كانت صادقة للغاية في العمل.
وواحد من أفضل المشاهد في العمل
كان مشهد النهاية، وكيف تقدم من نفسها ضحية لأبنائها من اجل أن يتمكنوا هم من
العيش، فهذا واحد من أفضل المشاهد وأكثرهم واقعية.
في النهاية: أنا دائمًا حين أرى
من عمل يحمل اسم نيللي كريم يتملكني يقين بنسبة 70% أنه عمل جيد، فنيللي ليست فقط
واحدة من أفضل المواهب، بل هي تمتلك أيضًا موهبة اختيار ما يناسبها، فقدمت عمل
مختلف، ومنظور مختلف.
تعليقات
إرسال تعليق