كتب- أحمد الروبي
كنت قد سبق وكتبت في سطور انطباع أولي عن شخصية رانيا والتي تجسدها هيفاء وهبي في مسلسل "أسود فاتح"، ولكن مع بداية ظهور تفاصيل الشخصية بشكل كامل، والتحولات التي طرأت عليها قررت الكتابة عنها.
الشخصية شهدت تحول كبير في
تفاصيلها، فبعد أن تعرضت رانيا للسجن وقتل جنينها، بجانب الظلم، الخيانة من أقرب
الناس إليها، باتت الشخصية تسير في اتجاه مختلف، وكان هذا التحول أمر طبيعي ومبرر
للشخصية، ولكن الجيد لم يكن في تحول الشخصية فقط بل كان في كيفية تجسيد هيفاء وهبي
لهذا التحول، سواء على صعيد الانفعالات،
والقدرة على إبراز تلك المشاعر من خلال نظرات العين الخاصة بالشخصية، وهذه دائمًا
النقطة الأصعب أن تعرف حالة الشخصية النفسية من خلال نظراتها بجانب لغة الجسد
الخاصة بالشخصية.
الجيد في
إداء هيفاء وهبي في العمل هي قدرتها على الإلمام بتفاصيل الشخصية، ولم تفلت منها الانفعالات،
بل عرفت كيف تتعامل مع التحول في الشخصية، فحتى خطوات رانيا أثناء سيرها اختلفت،
فهي الآن تطارد من تسببوا في مقتل طفلها، وسجنها ظلمًا والافتراء عليها.
وغريزة
الأمومة هي الغريزة الأقوى على وجه الأرض بعد غريزة البقاء، لذلك الانتقام التي
ستبدأ به رانيا لمقتل جنينها قد بدأ، لذلك بعد هذه التحول يمكن القول أن هيفاء
تتعامل مع واحد من أصعب أدوارها، بل وأكثرهم إبرازًا لموهبتها الكبيرة، وقدرتها
على تجسيد هذا التباين في الشخصية الواحدة بمنتهى الحرفية.
هيفاء
وصلت بموهبتها إلى مناطق مضيئة، فهي لا تخشى دورًا، وتقدم كافة الأدوار، ولا تعرف
هل هذه الشخصية بها تفاصيل من هيفاء، أم أنها لا تشبهها على الأطلاق، وهي من أهم
سمات الممثل الجيد أن يتجرد ويتوحد مع الشخصية التي يقدمها.
قد توقعت
من قبل أن رانيا ستتحول بسبب الظروف التي ستجبرها على أن تكون شخصية مختلفة، وأنا
متيقن أنها ستنتقم من الجميع فهي الآن بلا نقطة ضعف، ولا يوجد أمامها ما تخشاه.
في النهاية:
هيفاء وهبي كل تثبت يوميًا أنها أهم فنانة عربية، سواء على مستوى الموهبة، أو ذكاء
اختيار الأدوار، أو التنوع الذي يجعلها لا تكرر دورًا ما، ولا تقدم ذاتها على
الشاشة، فكثيرون من الفنانين واقعون في غرام أنفسهم، أما هيفاء فهي واقعة في غرام
الفن.
تعليقات
إرسال تعليق