كندة علوش.. علياء التي عكست معاناة المرأة و"الإحساس" الذي أدخلها القلوب

القاهرة- أحمد الروبي

بعد انتهاء قصة "ضي القمر" من مسلسل إلا أنا الذي يتناول قضايا تتعلق بالمرأة، قررت هذه المرة أن أتحدث عن شخصية "علياء التي قدمتها كندة علوش بعد انتهاء حلقات المسلسل.

في البداية يجب أن نتطرق إلى القضية التي قدمتها كندة علوش في العمل، فقضية الإنجاب، والطريق إليه، والصعوبات التي تواجه المرأة، سواء معنويًا، أو جسديًا، قد قدم بشكل تفصيلي دقيق، لم يقدم من قبل بهذه التفاصيل التي ظهرت في العمل.

الإجادة من كندة كانت قبل أن تدخل في تفاصيل الشخصية، هو الدور وقدرتها على اختيار قصة حيوية لم تقدم بتلك التفاصيل من قبل، والإحساس الذي قدمته به كندة دور علياء، والتفاصيل الدقيقة التي ألتفت لها وهي تقدم تلك الشخصية كان أمر جيد للغاية.

الدور له أكثر من منظور لرؤيته، فهو ليس مجرد دور يتحدث عن معاناة المرأة فقط، بل هو نقطة ضوء، للرجال قبل النساء، هو يوضح الصراع النفسي الذي يدور داخل النساء، وفقد إحساس الأمان في أحلك لحظات حياتهم، والاختلاف في تعامل الرجال مع أزمة الإنجاب مع زيجاتهم، وضرورة أن يكون هو السند والمعيل، وخالق للدوافع، فالمرأة في هذا الوقت تشعر أنها وحيدة، وتحارب ذاتها، هذا من جانب.

ولكن شخصية علياء قدمت رسائل أخرى، منها ضرورة الرضا بقضاء الله، فنحن علينا السعي، ولكن في نقطة فاصله يجب أن نؤمن أن الله قدر أمر ما، وعلينا تقبله، هذه من الرسائل الرئيسية للشخصية التي قدمها الدور.

قد أكون قد سبق وتحدثت عن الدور من خلال مقال سابق، ولكن أثناء عُرض العمل شاهدت تفاعل كبير من النساء على وجه الخصوص مع الدور، ولمست كم التفاصيل التي لم أكن منتبه لها من قبل وقد قدمتها كندة بإحساس كبير.

المهم من الممثل دائمًا أن يسعى لتقديم أدوار جيدة، ولكن قليلون من يهتمون بتلك التفاصيل الدقيقة التي تُزيد من مصداقية الدور، وإحساس الجمهور به، فكندة قدمت واحد من أهم أدوارها، وعكست قضية كثير من النساء لم يسبق لأي عمل فني أن تناولها بهذا الكم الكبير من التفاصيل.

فمشاهد تقلبات الحالة المزاجية، وقدرتها على التحول المفاجئ في المشاعر في نفس المشهد بإحساس كبير، قدمتها بأداء جيد، وإحساس صادق، وقدرة على انعكاس تلك المشاعر من خلال انفعالات مضبوطة، لذلك وصل الإحساس للمشاهد.

في النهاية: دائمًا ما أكون متيقن أن كندة علوش من الفنانات اللاتي يمتلكن قدرات تمثيلية كبيرة، وعقلية مختلفة، فهي لا تقدم دور لمجرد التواجد، بل يكون الدور ذا مغذى ومعنى، وله هدف ورسالة، وهو ما يضع كندة في قالب فني مختلف عن غيرها من الفنانات.