التخطي إلى المحتوى الرئيسي

كندة علوش.. العبقرية في "بساطة الأداء" ودافع خوف "علياء" في "إلا أنا"



كتب- أحمد الروبي

عُرض حتى الآن أربع حلقات من حكاية "ضي القمر" من مسلس "إلا أنا" ورغم أنني لا أكتب عن أي ممثل في الحلقات الأولى، ولكن بعد الأداء الذي شاهدته في الشخصية التي تجسدها كندة علوش "ضي القمر" ارتأيت إنني يجب أن اكتب عن الدور، وتفاصيله.

في البداية "علياء" أو "عالية" بالاسم الدارج ظهر رسم الشخصية في الحلقة الأولى، فهي سيدة مكافحة تعمل، وتمكنت من تحقيق ذاتها، ولكن كعادة الحياة فهي تحاسبنا على كل شيء تعطينا إياه، فبعد تأجيلها للإنجاب لمدة خمس سنوات بدأت في معاناة الحصول على طفل وبعد أن حاولت عدة مرات للإنجاب، إلا أن الأمر أصبح يحتاج تدخل طبي، وانتظار النصيب من عند الله.

ما سبق كانت تفصيله عن الدور الذي تقدمه كندة علوش التي استطاعت ان تقدم معاناة السيدات في الكثير من مراحل حياتهم، سواء من التعرض والتعامل مع ضغوطات الحياة، ورغبتها في الحصول على طفل، وتعرضها لكلمات جارحة من الطبيب المعالج والذي كان أشبه بالتنمر، وتلك كانت تفصيله مهمة في الشخصية، كندة قدمت تلك التركيبة الصعبة في الدور بمنتهى السلاسة، والفهم والإدراك لأبعاد الشخصية وتكوينها.

كندة علوش ممثلة لا تكرر ذاتها على الإطلاق، وتمتلك قدرة كبيرة على التعايش مع الشخصية، فتكون واقعية لأبعد مدى، وكأن أدائها يشبه تلك المقولة الشهيرة التي نجدها تملأ صفحات التواصل الاجتماعي "أخبروه انه مجرد تمثيل ليس عليه أن يتقن الدور الي هذه الدرجة"، فكندة تلتفت لأصغر التفاصيل في الشخصية، فلا يمكن أن تتناسى حتى طبقات الصوت والتعامل معها، وكما أفعل دائمًا مع أي ممثل أريد أن أجد له خطأ ما في أدائه أشاهد العمل ثلاث مرات "صوت بلا صورة" و"صورة بلا صوت" و"كلاهما معًا"، فلكل مشاهدة ميزاتها، الأولى يجعلك تستمع على قدرة الممثل على التحكم في نبراته نقل إحساسه من خلال الصوت، وتمكنت كندة في التعامل مع نبرات الصوت بشكل لافت، فالصوت هو أخر أداه يستخدمها الممثل رغم أهميتها، ولكن كندة قدمته بشكل جيد.

أما الثاني، فكانت انفعالات كندة ولغة الجسد مضبوطة للغاية، وقدمت الدور بإحساس كبير، وهذا انعكس عليها من خلال انفعالات مضبوطة، وصدق في الأداء، بالتأكيد كانت المشاهدة الثالثة هي الأمتع، بل جعلتني أتيقن أنه رغم غياب كندة إلا أنها دائمًا ما تعود بأدوار تنسيك غيابها، وتشعرك بالفجوة التي تركتها بغيابها.

الشخصية التي تقدمها كانت صعبة للغاية، من حيث انفعالاتها، وتركيبتها وتكوينها النفسي، فهي ليست شخصية سلسة، وتعاني من عقدة الفقد، فدائمًا تجد نظراتها تتعلق بمن يدير ظهره لها، وكأنه قد لا يعود، لذلك كانت الشخصية مشاعره مختلطة، ودافع الخوف يسيطر عليها طوال الوقت، ويأخذ من طاقتها، وتمكنت كندة من إظهار كافة تلك المشاعر، والتفاصيل الخلصة برسم الشخصية، سواء في نظراتها، في لغة الجسد، ونبرة الصوت.

في النهاية: تظل كندة علوش واحدة من أهم الممثلات، اللاتي يقدمن دائمًا أدوار مختلفة، ولا يمكن أن يعوض غيابها أحد، فلا يوجد من يشبها في تقديم الشخصيات والأداء، وأظل دائمًا منبهر من أدائها فهي من أهم الممثلات في الوطن العربي على الإطلاق.

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نسرين طافش.. "الجميلة" التي خطفت القلوب بـ"خفة الظل" في "أخي فوق الشجرة"

كتب- أحمد الروبي تزامنًا مع بدء عرض فيلم "أخي فوق الشجرة" قررت مشاهدة الفيلم، وتخصيص المقال التالي للحديث عن نسرين طافش ودورها في أحداث هذا الفيلم الذي أراها واحدة من مكاسب العمل عودة نسرين طافش للتواجد في السينما مرة أخرى. هناك دائمًا تصنيفات تطلق على نجوم الفن، فهناك ممثلو دراما، وأخرون سينما، بكل تأكيد هذا لا يعنى أن أـحدهم أفضل من الأخر، أو أن ممثلي السينما لن يقدموا دراما، ولكن ممثل السينما هو الذي يتحرك الجمهور من منزله من أجل الذهاب للسينما ومشاهدة الفيلم الخاص به، وأرى أننا أمام ممثلة سينما تمتلك من الحضور والكاريزما ما يكفي لتكون أحد نجمات السينما في مصر. نسرين طافش سبق وتواجدت في بطولة نادي الرجال السري مع النجم كريم عبد العزيز، ووقتها تحدثت أننا أمام نجمة خفيفة الظل على المشاهدين، وتمتلك حضور وكاريزما بشكل كبير، بل وتمكنت من أن تدخل من باب الكوميديا وهو الأصعب للدخول من خلاله لقلب الجمهور وخاصة المصري. والتجربة التي تقدمها نسرين هذا العام تثبت أنها فنانة كوميديانه من الدرجة الأولى، بل وتستطع أن تقدم كوميديا الموقف وهي الأصعب على الإطلاق، بجانب تواجدها بجوار ن...

درة... من الأداء المتقن إلى الإخراج المبدع في "وين صرنا"

 كتب- أحمد الروبي  قد تكون المرة الأولى التي يظهر فيها اسم درة في السينما كمخرجة، لكن من خلال فيلمها الأول "وين صرنا"، أظهرت الفنانة قدرات فنية فائقة جعلتها تبرز في هذا المجال بكل قوة. الفيلم الذي عُرض في مهرجان القاهرة السينمائي لم يكن مجرد فرصة لدرة لتقديم لمسة جديدة في عالم الفن، بل كان بداية قوية لمسيرتها كمخرجة، مما يعكس مدى تفوقها في هذا المجال. لقد أثبتت درة في "وين صرنا" أنها ليست فقط ممثلة محترفة بل قادرة أيضًا على التأثير في كل تفاصيل العمل السينمائي. إبداعها في إخراج الفيلم حيث أظهرت قدرة عالية على توجيه رؤية الفيلم بأسلوب فني جيد. الفيلم نفسه يروي قصة عائلة فلسطينية تعيش واقعًا مليئًا بالتحديات. برعت درة في توثيق تفاصيل حياتهم اليومية وأسلوب مقاومتهم للصعوبات التي تواجههم بأسلوب يعكس الصدق والعمق. نقلت الكاميرا مشاعر العائلة الفلسطينية وأحلامها وآلامها بطريقة مؤثرة تحاكي الواقع دون تزييف. كما تميزت باختيار زوايا التصوير والمؤثرات الصوتية التي دعمت الأجواء العامة للعمل، مما جعل الفيلم ينقل صورة حقيقية عن هذه العائلة للجمهور وكأن الجملة الأكثر تأثيرا في ا...

تكريم رنا مصطفى "ملكة جمال الإعلام"

كرمت الدكتور رنا مصطفى في مؤتمر هنا الشهيد الذي نظم منذ عدة أيام حيث حضرت هي وعدد من طلاب أكاديمية الثقافة والعلوم. رنا دائمًا ما تلفت الأنظار من خلال تواجدها في المناسبات العامة، حيث اطلق عليها المتابعين "ملكة جمال الإعلام" وذلك لكونها دائمًا ما تظهر بشكل يلفت الأنظار   وتختار إطلالتها بشكل جيد.