التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ساندي فرح.. السلام "الرائع" في "دانتيل" وسلاسة الأداء "الصعب"

 


كتب- أحمد الروبي 

 من الأعمال التي أتابعها بشغف في الفترة الأخيرة مسلسل "دانتيل" على منصة شاهد، وسبق قمت بالكتابة عن دور سيرين عبد النور، ولكن هذا المقال سأتحدث بالتفصيل عن ساندي فرح ودور ميرا الذي قدمته ضمن أحداث المسلسل.

الحقيقة أنها المرة الأولى التي أشاهد فيها ساندي فرح على الشاشة، وكانت مفاجأة بالنسبة لي أن تكون بتلك الخبرة والأريحية على الشاشة، فنحن نتحدث عن ممثلين لهم سنوات طوال وعشرات الأعمال، ولكنها تمتلك موهبة وخبرة كبيرة اختزلت تلك الفترة من خلال الأداء الذي شاهدته وفاجأتني للغاية، وربما قليل المتابعة للدراما اللبنانية، إلا أن ساندي إحدى الاكتشافات بالنسبة لي، فهي ممثلة تمتلك كافة مقومات النجمة، فبضع سنوات قلائل وستكون ساندي إحدى نجمات الصف الأول، وربما نشاهدها في دارمتنا المصرية.

في البداية نتحدث يجب أن نتحدث عن الاسم فـ"ميرا" اسم مرتبط بالسلام والرومانسية وقف الترجمات المختلفة له، وربما هذا ما تميزت به الشخصية، فميرا شخصية نقية بيضاء، بها سلام نفسي كبير، وتصالح مع الذات فرغم الصراعات التي تدور حولها، إلا أنها تختار الطريق الأمن، فتجدها سلسة بسيطة لدرجة التعقيد، فكيف تمتلك هذا السلام النفسي، والمحبة، وهذا ما تمكنت ساندي من تقديمه بشكل جيد للغاية، وخبرة تمثيلية كبيرة.

وهناك أمر قدمته ساندي مختلف للغاية، وهي قدرتها أن تجعل المشاهد يتعاطف معها، ويحبها، فالدور لو كان قدمته فنانة مختلفة عنها لم تكن ستتمكن من أن تكسب حب الجمهور لها بهذا الشكل، وهذا له عدة عوامل أهمها هو دراسة ساندي للغة الجسد، فلغة جسدها كانت هادئة، باعثة للطمأنينة، وهو ما جعل المشاهد دون إدراك يحب الشخصية، فهي خاطبته عقلة الباطن، وهو ما قدمته ساندي بمنتهى البراعة التمثيلية، وكأنها واحدة من الفنانات المخضرمات اللاتي جسدنا ما يزيد عن 100 عمل فني.

وبعد أن تعرضنا عن تقديمها للغة جسد مدروسة، فيجب أن نتحدث عن الانفعالات التي كانت منضبطة مع لغة الجسد، والحالة النفسية التي تعيشها الشخصية، فساندي كانت تشعر بميرا للغاية، لذلك كان الدور مقدم بحرفية ومضبوط الأداء بشكل لافت.

في المجمل تمكنت ساندي من تقديم الدور بشكل جيد للغاية، وكأنها استعرضت قدراتها التمثيلية اللافتة، ولم يبت أمامها سوى المزيد من الأعمال والشخصيات المختلفة التي تلعبها لنراها في منطقة وحدها.

في النهاية: ساندي تمتلك وجهة مريح، وموهبة كبيرة، وكاريزما ستجعل منها واحدة من أهم الفنانات على الساحة الفنية، فقط تحتاج للتواجد بشكل أكبر، وستكون أحد أهم الأسماء في لبنان بشكل خاص، والوطن العربي بشكل عام.

 

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نسرين طافش.. "الجميلة" التي خطفت القلوب بـ"خفة الظل" في "أخي فوق الشجرة"

كتب- أحمد الروبي تزامنًا مع بدء عرض فيلم "أخي فوق الشجرة" قررت مشاهدة الفيلم، وتخصيص المقال التالي للحديث عن نسرين طافش ودورها في أحداث هذا الفيلم الذي أراها واحدة من مكاسب العمل عودة نسرين طافش للتواجد في السينما مرة أخرى. هناك دائمًا تصنيفات تطلق على نجوم الفن، فهناك ممثلو دراما، وأخرون سينما، بكل تأكيد هذا لا يعنى أن أـحدهم أفضل من الأخر، أو أن ممثلي السينما لن يقدموا دراما، ولكن ممثل السينما هو الذي يتحرك الجمهور من منزله من أجل الذهاب للسينما ومشاهدة الفيلم الخاص به، وأرى أننا أمام ممثلة سينما تمتلك من الحضور والكاريزما ما يكفي لتكون أحد نجمات السينما في مصر. نسرين طافش سبق وتواجدت في بطولة نادي الرجال السري مع النجم كريم عبد العزيز، ووقتها تحدثت أننا أمام نجمة خفيفة الظل على المشاهدين، وتمتلك حضور وكاريزما بشكل كبير، بل وتمكنت من أن تدخل من باب الكوميديا وهو الأصعب للدخول من خلاله لقلب الجمهور وخاصة المصري. والتجربة التي تقدمها نسرين هذا العام تثبت أنها فنانة كوميديانه من الدرجة الأولى، بل وتستطع أن تقدم كوميديا الموقف وهي الأصعب على الإطلاق، بجانب تواجدها بجوار ن...

درة... من الأداء المتقن إلى الإخراج المبدع في "وين صرنا"

 كتب- أحمد الروبي  قد تكون المرة الأولى التي يظهر فيها اسم درة في السينما كمخرجة، لكن من خلال فيلمها الأول "وين صرنا"، أظهرت الفنانة قدرات فنية فائقة جعلتها تبرز في هذا المجال بكل قوة. الفيلم الذي عُرض في مهرجان القاهرة السينمائي لم يكن مجرد فرصة لدرة لتقديم لمسة جديدة في عالم الفن، بل كان بداية قوية لمسيرتها كمخرجة، مما يعكس مدى تفوقها في هذا المجال. لقد أثبتت درة في "وين صرنا" أنها ليست فقط ممثلة محترفة بل قادرة أيضًا على التأثير في كل تفاصيل العمل السينمائي. إبداعها في إخراج الفيلم حيث أظهرت قدرة عالية على توجيه رؤية الفيلم بأسلوب فني جيد. الفيلم نفسه يروي قصة عائلة فلسطينية تعيش واقعًا مليئًا بالتحديات. برعت درة في توثيق تفاصيل حياتهم اليومية وأسلوب مقاومتهم للصعوبات التي تواجههم بأسلوب يعكس الصدق والعمق. نقلت الكاميرا مشاعر العائلة الفلسطينية وأحلامها وآلامها بطريقة مؤثرة تحاكي الواقع دون تزييف. كما تميزت باختيار زوايا التصوير والمؤثرات الصوتية التي دعمت الأجواء العامة للعمل، مما جعل الفيلم ينقل صورة حقيقية عن هذه العائلة للجمهور وكأن الجملة الأكثر تأثيرا في ا...

تكريم رنا مصطفى "ملكة جمال الإعلام"

كرمت الدكتور رنا مصطفى في مؤتمر هنا الشهيد الذي نظم منذ عدة أيام حيث حضرت هي وعدد من طلاب أكاديمية الثقافة والعلوم. رنا دائمًا ما تلفت الأنظار من خلال تواجدها في المناسبات العامة، حيث اطلق عليها المتابعين "ملكة جمال الإعلام" وذلك لكونها دائمًا ما تظهر بشكل يلفت الأنظار   وتختار إطلالتها بشكل جيد.