التخطي إلى المحتوى الرئيسي

سيرين عبد النور.. تجسد مشاكل المرأة العربية في "دانتيل".. وهبة "الاختيار"

 

كتب- أحمد الروبي

شاهدت مؤخرًا الحلقات التي عُرضت من مسلسل "دانتيل" على منصة شاهد، وقررت الكتابة عن العمل بشكل عام، ولكن في هذا المقال تحديدًا سأتحدث عن شخصية ميرنا، والتي جسدتها سيرين عبد النور.

"ميرنا" اسم ينم عن معناه، فميرنا اسم يعني الفتاة الهادئة، التي تتسم بحسن الطباع، والجمال، وهو ما يمكن أن يصف شخصية ميرنا في العمل، وعلى الرغم أنه قد يكون مبكرًا الحديث عن أبعاد الشخصية بشكل كامل لأنه مازال هناك حلقات ستظهر وتكشف تفاصيل في تلك الشخصية، ولكن بالتأكيد رسم الشخصية لا يمكن تجاهله والحديث عنه.

لم تكن الشخصية التي تجسدها سيرين بسيطة، بل هناك أبعاد نفسية، ورمزية في الشخصية فميرنا هي كفاح المرأة في المجتمعات العربية، الضغوطات، والتنازلات التي تتقبلها المرأة مكره في بعض الأحيان، وكأنها الحلقة الأضعف في نسيج المجتمع، الذي يتهالك كلما همشنا دور المرأة.

وحتى موهبة ميرنا في "التفصيل" والتي اندثرت خلف ماكينة الخياطة، وكأننا نتحدث عن الكبت الذي يتعرض له الجميع بشكل عام، من دفن لمواهبهم، والتنازل عن أحلامهم في مواجهة مصاعب الحياة.

ميرنا على الرغم من القوة الكامنة بداخلها والتي ستظهر مع مرور الحلقات، إلا أنها فتاة عاشت بائسة، بلا هدف، أو روح طوال حياتها، ولكن تحدثنا عن الشخصية، ولكن هناك براعة تمثيلية، وأداء مضبوط، ومنضبط من سيرين عبد النور، فالأداء اللافت الذي قدمت به الشخصية هو سبب شعورنا بتلك التفاصيل الدقيقة، والمهمة في الشخصية، فسيرين تعاملت مع الشخصية بإحساس كبير، وظهر ذلك في لغة الجسد التي تسير في نفس التوافق مع الحالة النفسية للشخصية، بجانب طبقات الصوت التي تتحكم فيها سيرين عبد النور، فتزيد من الشعور بالحالة النفسية للشخصية، وهو أمر قد لا يلتفت له كثير من الفنانين ولكن سيرين عبد النور قدمته بشكل جيد للغاية.

سيرين واحدة من أفضل الفنانات والتي يثبتن ذلك من خلال أدوارهم، وأدواتها كفنانة، والتي تجيد استخدامها بعناية، لذلك كان دور ميرنا واحد من أفضل أدوار العمل، وأكثرهم إحساسا.

في النهاية: تظل سيرين عبد النور موهبة ونجمة مهمة للغاية، تتمتع بهبة اختيار الأدوار، فهي هبة، وخبرة، ورؤية جيدة للغاية، فدائمًا تجدها متنوعة، ومختلفة ومتجددة، ودائمًا ما تجعلني احتار هل قدرتها على اختيار وتجسيد هذه الأدوار المتنوعة، فقط خبرة، وموهبة، أم هبة الاختيار.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نسرين طافش.. "الجميلة" التي خطفت القلوب بـ"خفة الظل" في "أخي فوق الشجرة"

كتب- أحمد الروبي تزامنًا مع بدء عرض فيلم "أخي فوق الشجرة" قررت مشاهدة الفيلم، وتخصيص المقال التالي للحديث عن نسرين طافش ودورها في أحداث هذا الفيلم الذي أراها واحدة من مكاسب العمل عودة نسرين طافش للتواجد في السينما مرة أخرى. هناك دائمًا تصنيفات تطلق على نجوم الفن، فهناك ممثلو دراما، وأخرون سينما، بكل تأكيد هذا لا يعنى أن أـحدهم أفضل من الأخر، أو أن ممثلي السينما لن يقدموا دراما، ولكن ممثل السينما هو الذي يتحرك الجمهور من منزله من أجل الذهاب للسينما ومشاهدة الفيلم الخاص به، وأرى أننا أمام ممثلة سينما تمتلك من الحضور والكاريزما ما يكفي لتكون أحد نجمات السينما في مصر. نسرين طافش سبق وتواجدت في بطولة نادي الرجال السري مع النجم كريم عبد العزيز، ووقتها تحدثت أننا أمام نجمة خفيفة الظل على المشاهدين، وتمتلك حضور وكاريزما بشكل كبير، بل وتمكنت من أن تدخل من باب الكوميديا وهو الأصعب للدخول من خلاله لقلب الجمهور وخاصة المصري. والتجربة التي تقدمها نسرين هذا العام تثبت أنها فنانة كوميديانه من الدرجة الأولى، بل وتستطع أن تقدم كوميديا الموقف وهي الأصعب على الإطلاق، بجانب تواجدها بجوار ن

نعيمة.. الراقصة الجميلة والنجمة القادمة

نعيمة هي فنانة استعراضية بدأت في التواجد من خلال إعلانات عدة، وبعدها تواجدت في السينما، ومن ثم بعض الأغاني الاستعراضية، إلا أن قررت الإتجاه للرقص الشرقي مؤخرًا، وعلى الرغم من الجماهيرية التي أصبحت تكتسبها في مصر والوطن العربي، إلا أنها تعد أصغر راقصة مصرية على الإطلاق، رغم حداثة تواجدها التي لم تتعدى ثلاثين يومًا. نعيمة بدأت في اقتحام مجال الرقص الشرقي بقوة وأصبح يتردد اسمها بقوة رغم حداثة تواجدها، ربما لعدة أسباب فهي واحدة ممن يمتلكون كاريزما عالية، وحضور طاغي، ناهيك عن خفة ظلها والتي قد تكون ميزة نادرًا ما تتواجد في الراقصات الشرقيات، بجانب روحها، هذا ليس كل شيء فهي تتمتع بقدر جميل من الجمال والجاذبية، جميعها صفات تأتي بجانب أنها تجيد الرقص الشرقين ولها أسلوب مميز، وبدأت تفرض نفسها بقوة في الفترة الأخيرة. نعيمة جمالها شرقي، فلها طابع جمالي ومهني من حيث اسلوبها، مميز ومختلف عن باقي الراقصات، وربما هو سر التفرد الذي تتمتع به هذه الراقصة الشابة، والتي ينتظرها مستقبل مبهر في هذا المجال. و اعتقد ان باب التمثيل سيفتح رويدًا لرويدًا لنعيمة بجانب كونها راقصة شرقية، ور

دانه حمدي.. مصدر الطاقة للغير والمعالجة المختلفة

كتب- أحمد الروبي دائمًا ما نسعى لأن نساعد الأخرون على التعافي من آلامهم وأزماتهم سواء النفسية والعاطفية، وحتى الجسدية وفي بعض الأحيان الجنسية، ونجد أن هناك أطباء، ومعالجين نفسيين ولايف كوتش أصبحوا يساهمون بشكل كبير في أن يشفى المجتمع متمثلًا في الأناس من أزماته، ونحن في هذا المقال أمام واحدة قد ساعدت المئات على التعافي من أزماتهم وهو دانه حمدي. دانه لها موقع خاص ومنصاتها على السوشيال ميديا والتي تخصص فيها الكثير لتساعد الأخرين على أن يعيشوا بشكل أفضل، حتى أن لها فيديوهات خاصة مليئة بمحفزات، وخبرات وطرق تنقلها للأخرين حتي يعيشوا بشكل أفضل ويتمكنوا من أن يسيروا على الطريق المستقيم، لنجد أنفسنا ليس أمام معاجل فقط، بل إنسانة تسغى لأن تساعد غيرها على تخطي الأزمات. ومن يتابع دانه عن كثب، يجدها أنها إحدى هولاء الذي يشعون طاقة وبهجة، بل ينتقل الأمر لتكون من مصادر الطاقة للغير، وينعكس هذا من خلال مئات التعليقات التي تأتي من أناس قد ساعدتهم في أن يعيشوا حياتهم بشكل أفضل، ويتخطوا الأزمات التي مروا بها، بل وتساهم في أن يحدد كل من تتعامل معهم بشكل كباشر أو غير مباشر من خلال المتابعين أن يحددوا