حينما تشاهد عمل تكون هناك نقاط مضيئة تجذبك دون أخرى، بل وتجعلك تتوحد مع الأحداث والشخصيات، وحين شاهدت فيلم "الحارث" كانت ياسمين رئيس الضوء المنير في العمل.
البعض يتفق أو يختلف على العمل
وهذا أمر طبيعي في أي عمل فني، فيصل للبعض، ولا يصل لأخرون، ولكن سلاسة أداء
ياسمين رئيس يصعب الاختلاف عليه في هذا العمل، فقد تمتعت بسلاسة وبساطة في الأداء،
وفهم كبير للشخصية وأبعادها، وتفاصيلها، ولذلك كان دورها واحد من أفضل أدوار
العمل، وأكثرهم إمتاعا.
شخصية فريدة في العمل كانت لها
كثير من الخطوط الدرامية، والأبعاد النفسية، فهي كانت حلقة الوصل في كافة تفاصيل
العمل، فهي الأم، والزوجة، والصديقة، وحتى تلك التي تعرضت للمس، فكانت شخصية تبدو
بسيطة، ولكن هذه البساطة التي شاهدها الجمهور ليست بساطة الشخصية، فهي أبعد ما
يكون عن البساطة، ولكن كانت سلاسة وبساطة ياسمين في التعامل مع الشخصية، فلولا تلك
السلاسة لما خرجت فريدة بهذا الشكل.
دائمًا ما أعتبر ياسمين واحدة من
أفضل فنانات جيلها، وأكثرهم اختلافًا، فهي دائمًا لها طابع في نوعية الأدوار التي
تجسدها، وكأنها تهوى تلك المناطقة المفخخة، التي تجعل الممثل أما مختلفًا،
ومتفردًا في منطقة وحده، أو تخسره القاعدة الجماهيرية التي بناها على مدار سنوات،
وياسمين من النوع الأول الذي استفاد من تواجده في منطقة صعبة، فساهمت موهبتها
وحضورها، وخبراتها التمثيلية في أن تكون متفردة بأدوار صعبة، ومناطق تمثيلية
يخشاها كثيرون.
كان هناك مشاهد صعبة للغاية،
وتمكنت ياسمين أن تقدمها بصدق كبير، مما جعل الجمهور يشعر بصدق مشاعرها، وقدرتها
على تقديم هذا الدور بسلاسة متناهية.
هذا لم يكن صعب وحده، بل القدرة
على رسم تاريخ الشخصية، والتحولات التي تطرأ عليها، فكانت تعبر عن الأشخاص الذين
يتجهون من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، وكم منهم نشاهدهم في حياتنا، فالدور كان
ثري ومليء بالتفاصيل، والانفعالات، وحتى لغة الجسد التي تعبر عن الشخصية، ومشاعرها
تمكنت منها ياسمين بشكل كبير.
في النهاية: تظل ياسمين واحدة من
أفضل الفنانات الموجودين على الساحة، لا تخشى المغامرة، والتنوع، وهو ما يعكس قدرتها
الكبيرة على التطور طوال الوقت، وجعلها في مكانة مختلفة.
تعليقات
إرسال تعليق