التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ريم مصطفى- النجاح في تحدِ "شديد الخطورة.. والأمان الغائب في حياة "سمر"




 كنب- أحمد الروبي
بعد مشاهدتي للحلقات التي عٌرضت من مسلسل "شديد الخطورة" الذي يُعد أولى إنتاجات "watch it" المنصة المصرية التي قررت دخول عالم الإنتاجات الرقمية، ولكن لم يكن هذا المحفز الأول لمشاهدة العمل، بل كانت تعتمرني رغبة شديدة بمشاهدة بالعمل الذي تعود به ريم مصطفى بعد غياب عن الدراما الرمضاني لعامين، وإن كانت أخر تواجد لها جيد للغاية.

وقررت أن أكتب هذا المقال عن ريم مصطفى، وشخصية "نور أو سمر" في المسلسل، الحقيقة أن الشخصية بالنسبة لي مرت بأكثر من مرحلة، في خطوطها الدرامية، سنتحدث عنهم تباعًا، وعن المنظور تجاه الشخصية.

ربما الدور مختلف عن كثير من أدوار ريم، بل يمكن القول أنه دور محير، فقد تجد هناك من يبغضها، ويبني حاجز نفسي بينه وبين الشخصية، كونها مخادعة، ولصة، وهناك من يتعاطف معها ويبرر أفعالها، وها أنا ما بين هولاء أحاول أن أتخذ خط أوسط بينهما.

الشخصية طوال حياتها كانت مجبرة، ومكرهة على بعض الأفعال منذ أن نشأت في عائلة تقتات قوت يومها من الاحتيال، مؤورًا بتركها في الشارع وتربيتها في ملجأ بعد أن تركها أشقائها، وكيف كافحت لتبني حياة لنفسها، فحين تمكنت من الإمساك بزمام أمور حياتها حاولت السير على طريق مستقيم، وبعد أن عثر عليها أهلها، وحاولوا جرها للاحتيال من جديد، ولكنها قاومت في البداية، فهي حاولت أن تبتعد عن ماضيها، وتنشأ مستقبل أفضل لها، أن تبني حياة عادية، ليس أكثر من حياة عادية.

بالنسبة لي فسمر أو نور، أو دعونا نقول ريم كان المحرك الأساسي في حياتها والذي فرض نفسه على شخصيتها، هو الأمان الغير موجود، فهي طوال الوقت تبحث عن الأمان، في زوج يحبها، وفي عمل يؤمن لها احتياجاتها المادية، وشهادة تضعها في مأمن من نظرات الغير، وهذا ظهر جليًا من محاولة استغلال أبيها لها من أجل أن تعود وتعمل معه وتلقي بحياتها عرض الحائط، أثبت هذا المشهد أنها لم تشعر بالأمان منذ طفولتها حتى.

وهناك من اعتبروها أن خانت زوجها بانها تركته، ولكن حتى في تركها له هي حاولت أن تجعله في مأمن لن تعيشه هي، هذا ما جانب، والجانب الأخر المدهش بالنسبة لي في بناء الشخصية، والذي أعترف أن ريم جسدته بتمكن شديد، هي مشاعر الحب، فدائمًا من لا يجد الحب لا يعطيه، هذه قاعدة ستراها في حياتك طوال الوقت، ولكن رغم أن سمر لم تحصل على الحب من أهلها، ولم تنشأ في بيئة تعطي الحب، إلا أنها كانت تمتلك تلك المشاعر ولم تسقط منها في رحلتها.

ما تحدثت عنه في السابق هي نظرة عن الدور، أما عن أداء ريم فيجب أن نقف عنده، لأنه تتمكن دائمًا من تطوير أدائها باستمرار، فريم لم تتعامل مع ذاتها عن أنها الممثلة الحسناء التي ستدخل القلوب، بل اختارت مسلكًا أخر وهو الممثلة الجيدة التي تتمكن بادئها أن تقنعك بما تقدم، وتعاملت ريم مع الدور بحرفية شديدة، وتمكنت من انفعالاتها، حتى أن طريقة كلام "نور" تختلف عن "سمر"، والعنف والجسارة التي تتمتع بها سمر، مختلفة عن نور، ورغم أننا نتحدث عن شخصية واحدة ولكن لكل شخصية بيئة تعيش فيها، لذلك أتقنت ريم وأيقنته تمامًا، فكانت تشعرك بهذا الاختلاف من نبرة الصوت، ولغة الجسد، حتى الضعف الذي يمتلكها أمام والدها لا نجده في "نور".

ريم مصطفي ليست فنانة جيدة تطور من أدائها باستمرار فقط، ولكنها تمتلك "موهبة" قد يفتقدها كثير من النجوم وهي حسن الاختيار فهي تعرف كيف تختار أدوارها بعناية، وما الذي يناسبها، لذلك دائمًا ما تجدها مختلفة، ولا يمكن أن نتحدث عن "الاكشن" الذي قدمته رغم أنه لم يكن كثيرًا حتى الآن، ولكنه متقن للغاية، ونادرًا ما نشاهد فنانة مصرية تقدم الأكشن بهذه الدرجة من الإتقان.

في النهاية: دائمًا ما أعتبر أن ريم قدمت مالم يمكن أن تقدمه من قبل وكسرت قاعدة، فتأتي بمفاجأتي بعمل جديد، وسقف طموح مختلف، فلم أتوقع أنها ستقدم كوميديا جيدة، ولكنها "أبهرتني" في "ريح المدام، وصعوبة دور "أمر واقع"، ومن قبله عشم إبليس، وهاهي تنجح من جديد في "الأكشن" فهي دائمًا ما تختار منطقة تتحدى فيها ذاتها، وتخوض هذا التحد، وتنجح فيه.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نسرين طافش.. "الجميلة" التي خطفت القلوب بـ"خفة الظل" في "أخي فوق الشجرة"

كتب- أحمد الروبي تزامنًا مع بدء عرض فيلم "أخي فوق الشجرة" قررت مشاهدة الفيلم، وتخصيص المقال التالي للحديث عن نسرين طافش ودورها في أحداث هذا الفيلم الذي أراها واحدة من مكاسب العمل عودة نسرين طافش للتواجد في السينما مرة أخرى. هناك دائمًا تصنيفات تطلق على نجوم الفن، فهناك ممثلو دراما، وأخرون سينما، بكل تأكيد هذا لا يعنى أن أـحدهم أفضل من الأخر، أو أن ممثلي السينما لن يقدموا دراما، ولكن ممثل السينما هو الذي يتحرك الجمهور من منزله من أجل الذهاب للسينما ومشاهدة الفيلم الخاص به، وأرى أننا أمام ممثلة سينما تمتلك من الحضور والكاريزما ما يكفي لتكون أحد نجمات السينما في مصر. نسرين طافش سبق وتواجدت في بطولة نادي الرجال السري مع النجم كريم عبد العزيز، ووقتها تحدثت أننا أمام نجمة خفيفة الظل على المشاهدين، وتمتلك حضور وكاريزما بشكل كبير، بل وتمكنت من أن تدخل من باب الكوميديا وهو الأصعب للدخول من خلاله لقلب الجمهور وخاصة المصري. والتجربة التي تقدمها نسرين هذا العام تثبت أنها فنانة كوميديانه من الدرجة الأولى، بل وتستطع أن تقدم كوميديا الموقف وهي الأصعب على الإطلاق، بجانب تواجدها بجوار ن

نعيمة.. الراقصة الجميلة والنجمة القادمة

نعيمة هي فنانة استعراضية بدأت في التواجد من خلال إعلانات عدة، وبعدها تواجدت في السينما، ومن ثم بعض الأغاني الاستعراضية، إلا أن قررت الإتجاه للرقص الشرقي مؤخرًا، وعلى الرغم من الجماهيرية التي أصبحت تكتسبها في مصر والوطن العربي، إلا أنها تعد أصغر راقصة مصرية على الإطلاق، رغم حداثة تواجدها التي لم تتعدى ثلاثين يومًا. نعيمة بدأت في اقتحام مجال الرقص الشرقي بقوة وأصبح يتردد اسمها بقوة رغم حداثة تواجدها، ربما لعدة أسباب فهي واحدة ممن يمتلكون كاريزما عالية، وحضور طاغي، ناهيك عن خفة ظلها والتي قد تكون ميزة نادرًا ما تتواجد في الراقصات الشرقيات، بجانب روحها، هذا ليس كل شيء فهي تتمتع بقدر جميل من الجمال والجاذبية، جميعها صفات تأتي بجانب أنها تجيد الرقص الشرقين ولها أسلوب مميز، وبدأت تفرض نفسها بقوة في الفترة الأخيرة. نعيمة جمالها شرقي، فلها طابع جمالي ومهني من حيث اسلوبها، مميز ومختلف عن باقي الراقصات، وربما هو سر التفرد الذي تتمتع به هذه الراقصة الشابة، والتي ينتظرها مستقبل مبهر في هذا المجال. و اعتقد ان باب التمثيل سيفتح رويدًا لرويدًا لنعيمة بجانب كونها راقصة شرقية، ور

دانه حمدي.. مصدر الطاقة للغير والمعالجة المختلفة

كتب- أحمد الروبي دائمًا ما نسعى لأن نساعد الأخرون على التعافي من آلامهم وأزماتهم سواء النفسية والعاطفية، وحتى الجسدية وفي بعض الأحيان الجنسية، ونجد أن هناك أطباء، ومعالجين نفسيين ولايف كوتش أصبحوا يساهمون بشكل كبير في أن يشفى المجتمع متمثلًا في الأناس من أزماته، ونحن في هذا المقال أمام واحدة قد ساعدت المئات على التعافي من أزماتهم وهو دانه حمدي. دانه لها موقع خاص ومنصاتها على السوشيال ميديا والتي تخصص فيها الكثير لتساعد الأخرين على أن يعيشوا بشكل أفضل، حتى أن لها فيديوهات خاصة مليئة بمحفزات، وخبرات وطرق تنقلها للأخرين حتي يعيشوا بشكل أفضل ويتمكنوا من أن يسيروا على الطريق المستقيم، لنجد أنفسنا ليس أمام معاجل فقط، بل إنسانة تسغى لأن تساعد غيرها على تخطي الأزمات. ومن يتابع دانه عن كثب، يجدها أنها إحدى هولاء الذي يشعون طاقة وبهجة، بل ينتقل الأمر لتكون من مصادر الطاقة للغير، وينعكس هذا من خلال مئات التعليقات التي تأتي من أناس قد ساعدتهم في أن يعيشوا حياتهم بشكل أفضل، ويتخطوا الأزمات التي مروا بها، بل وتساهم في أن يحدد كل من تتعامل معهم بشكل كباشر أو غير مباشر من خلال المتابعين أن يحددوا