بعد
مشاهدتي للحلقات التي عٌرضت من مسلسل "شديد الخطورة" الذي يُعد أولى
إنتاجات "watch it" المنصة المصرية التي قررت دخول عالم
الإنتاجات الرقمية، ولكن لم يكن هذا المحفز الأول لمشاهدة العمل، بل كانت تعتمرني
رغبة شديدة بمشاهدة بالعمل الذي تعود به ريم مصطفى بعد غياب عن الدراما الرمضاني
لعامين، وإن كانت أخر تواجد لها جيد للغاية.
وقررت أن
أكتب هذا المقال عن ريم مصطفى، وشخصية "نور أو سمر" في المسلسل، الحقيقة
أن الشخصية بالنسبة لي مرت بأكثر من مرحلة، في خطوطها
الدرامية، سنتحدث عنهم تباعًا، وعن المنظور تجاه الشخصية.
ربما الدور مختلف عن كثير من
أدوار ريم، بل يمكن القول أنه دور محير، فقد تجد هناك من يبغضها، ويبني حاجز نفسي
بينه وبين الشخصية، كونها مخادعة، ولصة، وهناك من يتعاطف معها ويبرر أفعالها، وها
أنا ما بين هولاء أحاول أن أتخذ خط أوسط بينهما.
الشخصية طوال حياتها كانت مجبرة، ومكرهة
على بعض الأفعال منذ أن نشأت في عائلة تقتات قوت يومها من الاحتيال، مؤورًا بتركها
في الشارع وتربيتها في ملجأ بعد أن تركها أشقائها، وكيف كافحت لتبني حياة لنفسها،
فحين تمكنت من الإمساك بزمام أمور حياتها حاولت السير على طريق مستقيم، وبعد أن
عثر عليها أهلها، وحاولوا جرها للاحتيال من جديد، ولكنها قاومت في البداية، فهي
حاولت أن تبتعد عن ماضيها، وتنشأ مستقبل أفضل لها، أن تبني حياة عادية، ليس أكثر
من حياة عادية.
بالنسبة لي فسمر أو نور، أو دعونا
نقول ريم كان المحرك الأساسي في حياتها والذي فرض نفسه على شخصيتها، هو الأمان
الغير موجود، فهي طوال الوقت تبحث عن الأمان، في زوج يحبها، وفي عمل يؤمن لها احتياجاتها
المادية، وشهادة تضعها في مأمن من نظرات الغير، وهذا ظهر جليًا من محاولة استغلال
أبيها لها من أجل أن تعود وتعمل معه وتلقي بحياتها عرض الحائط، أثبت هذا المشهد
أنها لم تشعر بالأمان منذ طفولتها حتى.
وهناك من اعتبروها أن خانت زوجها
بانها تركته، ولكن حتى في تركها له هي حاولت أن تجعله في مأمن لن تعيشه هي، هذا ما
جانب، والجانب الأخر المدهش بالنسبة لي في بناء الشخصية، والذي أعترف أن ريم جسدته
بتمكن شديد، هي مشاعر الحب، فدائمًا من لا يجد الحب لا يعطيه، هذه قاعدة ستراها في
حياتك طوال الوقت، ولكن رغم أن سمر لم تحصل على الحب من أهلها، ولم تنشأ في بيئة
تعطي الحب، إلا أنها كانت تمتلك تلك المشاعر ولم تسقط منها في رحلتها.
ما تحدثت عنه في السابق هي نظرة عن الدور، أما عن أداء ريم فيجب أن نقف عنده، لأنه تتمكن
دائمًا من تطوير أدائها باستمرار، فريم لم تتعامل مع ذاتها عن أنها الممثلة
الحسناء التي ستدخل القلوب، بل اختارت مسلكًا أخر وهو الممثلة الجيدة التي تتمكن
بادئها أن تقنعك بما تقدم، وتعاملت ريم مع الدور بحرفية شديدة، وتمكنت من
انفعالاتها، حتى أن طريقة كلام "نور" تختلف عن "سمر"، والعنف
والجسارة التي تتمتع بها سمر، مختلفة عن نور، ورغم أننا نتحدث عن شخصية واحدة ولكن
لكل شخصية بيئة تعيش فيها، لذلك أتقنت ريم وأيقنته تمامًا، فكانت تشعرك بهذا الاختلاف
من نبرة الصوت، ولغة الجسد، حتى الضعف الذي يمتلكها أمام والدها لا نجده في
"نور".
ريم مصطفي ليست فنانة جيدة تطور
من أدائها باستمرار فقط، ولكنها تمتلك "موهبة" قد يفتقدها كثير من النجوم
وهي حسن الاختيار فهي تعرف كيف تختار أدوارها بعناية، وما الذي يناسبها، لذلك دائمًا
ما تجدها مختلفة، ولا يمكن أن نتحدث عن "الاكشن" الذي قدمته رغم أنه لم
يكن كثيرًا حتى الآن، ولكنه متقن للغاية، ونادرًا ما نشاهد فنانة مصرية تقدم
الأكشن بهذه الدرجة من الإتقان.
في النهاية: دائمًا ما أعتبر أن ريم
قدمت مالم يمكن أن تقدمه من قبل وكسرت قاعدة، فتأتي بمفاجأتي بعمل جديد، وسقف طموح
مختلف، فلم أتوقع أنها ستقدم كوميديا جيدة، ولكنها "أبهرتني" في
"ريح المدام، وصعوبة دور "أمر واقع"، ومن قبله عشم إبليس، وهاهي
تنجح من جديد في "الأكشن" فهي دائمًا ما تختار منطقة تتحدى فيها ذاتها،
وتخوض هذا التحد، وتنجح فيه.
تعليقات
إرسال تعليق