الحقيقة
أنني تابعت بشغف بعض الذين هاجموا مسلسل "ليه لا" وبعض الذين احبوا،
وقررت أن أحاول أن أخرج من تلك الحالة حتى أتمكن من الكتابة عن أمينة خليل ودور
عليا الذي قدمته في المسلسل.
واليوم
قررت أن أبدًا حديثي عن الدور بالاسم "عليا" البعض قد لا ينتبه لأسماء
الشخصيات في بعض الأعمال، ورغم أن تلك الاسم تكون المفتاح للشخصية فاسم
"عليا" في المعجم يدل على "الرفعة والسمو والشرف والكرامة"
والتي خاض الكثيرون فيها في الشخصية كون تصرفاتها غير مسئولة بالنسبة للبعض، وهنا
يأتي تفنيد الشخصية والحديث بشكل مفصل عنها.
لا يمكن
أن أبدًا الحديث دون أن أتطرق لمشهد تركها لعقد القران، والذي يعكس بل ويشجع من
يشعر أن الوقت فاته أن هناك بصيص امل، مهما رفضك الناس، أو أستنكر من حولك ما تقوم
به، الأهم أن تكون أنت راضي عن ذاتك، ففي وقتًا ما ستجبر الجميع على احترامك طالما
كانت أفعالك مسئولة وناتجة عن قناعة، فالمشهد لم يكن دعوة للهروب من الفرح كما رأه
البعض من الخارج، بل رسالة لا تؤمن أبدًا أن الوقت قد فاتك فما زال هناك أمل.
شخصية
عليا هي تمثلنا جميعًا، إنه ذاك الصراع العتيق بين الأجيال، وبين التطور والتجدد،
بين رفض الاستماع للجيل الأصغر سنًا والإيمان أن الخبرة وحدها هي الفيصل، هذا كان
الصراع الأول لعليا، والصراع الأخر والرسالة الأهم بالنسبة لي هي فكرة
"التقبل".
بالفعل
الدور يتمحور حول التقبل أو عدم التقبل طوال الوقت، ما تتقبله عليا، ويرفضه من
حولها، وبين ما ترفضه هي ويتقبله غيرها، إنها صراع الذات، وقدرتها على تغيير
المفاهيم فاليوم تتقبل ما كنت ترفضه أمس، وهذا ما حدث مع عليا، والقدرة على كسر
سجنك الداخلي، لتتمكن من تحقيق أحلامك واكتشاف ذاتك.
شخصية
عليا خاضت في مناطق معتمة بداخل الجميع، فجميعنا لا نؤمن أن هناك ما نبحث عنه ولم
نجده، كحلم التصوير الذي اكتشفته عليا بداخلها، واستطاعت أن تكون مصورة جيدة، والقدرة
على المواجهة والتي تصاعدت في الشخصية رغم أنها لم تكن ظاهرة من قبل، وهو ما يعكس
أننا طوال الوقت مازلنا نكتشف ذاتنا.
أحيانا يكون
دورنا أن نتحدث عن أدوار بعينها، ونتناقش فيما كانت تعنيه، وكيف أستطاع الفنان أن
يقدمها، وجميع ما سبق وتحدثت عنه لو لم تتمكن أمينة خليل من تقديمه لما ظهر ووصلني
بهذا الشكل.
العمل به
مشاهد مبهجة، وحبكة جيدة، وعقدة القصة التي ظهرت من الحلقة الأولى وباتت تدور عنها
الأحداث طوال الوقت، الحقيقة أنا مؤمن أن الفن نسبي، أي أن هناك ما قد يصلك ويعجبك
ولا يصل لغيرك ويعجبه، ولكن ليه لا كان عمل جيد ومبهج بالنسبة لي، وقدمته أمينة خليل
بأداء جيد للغاية، ليكون بطولة منفردة أولى موفقة بالنسبة لي، وسيتبعها أعمال جيدة
هذا ما أثق فيه.
في
النهاية: تظل أمينة خليل واحدة من أهم الفنانات على الساحة ليس فقط لقدراتها
التمثيلية، وموهبتها وأدائها، ولكن بالتأكيد لاختياراتها الجيدة، وقدرتها على
التنوع دون خوف، والذي يعكس ثقتها فيما تقدم وفي موهبتها.
تعليقات
إرسال تعليق