التخطي إلى المحتوى الرئيسي

أمينة خليل.. رسالة "تقبل" الأخر والبحث عن الذات في "ليه لا"




كتب- أحمد الروبي
الحقيقة أنني تابعت بشغف بعض الذين هاجموا مسلسل "ليه لا" وبعض الذين احبوا، وقررت أن أحاول أن أخرج من تلك الحالة حتى أتمكن من الكتابة عن أمينة خليل ودور عليا الذي قدمته في المسلسل.

واليوم قررت أن أبدًا حديثي عن الدور بالاسم "عليا" البعض قد لا ينتبه لأسماء الشخصيات في بعض الأعمال، ورغم أن تلك الاسم تكون المفتاح للشخصية فاسم "عليا" في المعجم يدل على "الرفعة والسمو والشرف والكرامة" والتي خاض الكثيرون فيها في الشخصية كون تصرفاتها غير مسئولة بالنسبة للبعض، وهنا يأتي تفنيد الشخصية والحديث بشكل مفصل عنها.

لا يمكن أن أبدًا الحديث دون أن أتطرق لمشهد تركها لعقد القران، والذي يعكس بل ويشجع من يشعر أن الوقت فاته أن هناك بصيص امل، مهما رفضك الناس، أو أستنكر من حولك ما تقوم به، الأهم أن تكون أنت راضي عن ذاتك، ففي وقتًا ما ستجبر الجميع على احترامك طالما كانت أفعالك مسئولة وناتجة عن قناعة، فالمشهد لم يكن دعوة للهروب من الفرح كما رأه البعض من الخارج، بل رسالة لا تؤمن أبدًا أن الوقت قد فاتك فما زال هناك أمل.

شخصية عليا هي تمثلنا جميعًا، إنه ذاك الصراع العتيق بين الأجيال، وبين التطور والتجدد، بين رفض الاستماع للجيل الأصغر سنًا والإيمان أن الخبرة وحدها هي الفيصل، هذا كان الصراع الأول لعليا، والصراع الأخر والرسالة الأهم بالنسبة لي هي فكرة "التقبل".

بالفعل الدور يتمحور حول التقبل أو عدم التقبل طوال الوقت، ما تتقبله عليا، ويرفضه من حولها، وبين ما ترفضه هي ويتقبله غيرها، إنها صراع الذات، وقدرتها على تغيير المفاهيم فاليوم تتقبل ما كنت ترفضه أمس، وهذا ما حدث مع عليا، والقدرة على كسر سجنك الداخلي، لتتمكن من تحقيق أحلامك واكتشاف ذاتك.

شخصية عليا خاضت في مناطق معتمة بداخل الجميع، فجميعنا لا نؤمن أن هناك ما نبحث عنه ولم نجده، كحلم التصوير الذي اكتشفته عليا بداخلها، واستطاعت أن تكون مصورة جيدة، والقدرة على المواجهة والتي تصاعدت في الشخصية رغم أنها لم تكن ظاهرة من قبل، وهو ما يعكس أننا طوال الوقت مازلنا نكتشف ذاتنا.

أحيانا يكون دورنا أن نتحدث عن أدوار بعينها، ونتناقش فيما كانت تعنيه، وكيف أستطاع الفنان أن يقدمها، وجميع ما سبق وتحدثت عنه لو لم تتمكن أمينة خليل من تقديمه لما ظهر ووصلني بهذا الشكل.

العمل به مشاهد مبهجة، وحبكة جيدة، وعقدة القصة التي ظهرت من الحلقة الأولى وباتت تدور عنها الأحداث طوال الوقت، الحقيقة أنا مؤمن أن الفن نسبي، أي أن هناك ما قد يصلك ويعجبك ولا يصل لغيرك ويعجبه، ولكن ليه لا كان عمل جيد ومبهج بالنسبة لي، وقدمته أمينة خليل بأداء جيد للغاية، ليكون بطولة منفردة أولى موفقة بالنسبة لي، وسيتبعها أعمال جيدة هذا ما أثق فيه.

في النهاية: تظل أمينة خليل واحدة من أهم الفنانات على الساحة ليس فقط لقدراتها التمثيلية، وموهبتها وأدائها، ولكن بالتأكيد لاختياراتها الجيدة، وقدرتها على التنوع دون خوف، والذي يعكس ثقتها فيما تقدم وفي موهبتها.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نسرين طافش.. "الجميلة" التي خطفت القلوب بـ"خفة الظل" في "أخي فوق الشجرة"

كتب- أحمد الروبي تزامنًا مع بدء عرض فيلم "أخي فوق الشجرة" قررت مشاهدة الفيلم، وتخصيص المقال التالي للحديث عن نسرين طافش ودورها في أحداث هذا الفيلم الذي أراها واحدة من مكاسب العمل عودة نسرين طافش للتواجد في السينما مرة أخرى. هناك دائمًا تصنيفات تطلق على نجوم الفن، فهناك ممثلو دراما، وأخرون سينما، بكل تأكيد هذا لا يعنى أن أـحدهم أفضل من الأخر، أو أن ممثلي السينما لن يقدموا دراما، ولكن ممثل السينما هو الذي يتحرك الجمهور من منزله من أجل الذهاب للسينما ومشاهدة الفيلم الخاص به، وأرى أننا أمام ممثلة سينما تمتلك من الحضور والكاريزما ما يكفي لتكون أحد نجمات السينما في مصر. نسرين طافش سبق وتواجدت في بطولة نادي الرجال السري مع النجم كريم عبد العزيز، ووقتها تحدثت أننا أمام نجمة خفيفة الظل على المشاهدين، وتمتلك حضور وكاريزما بشكل كبير، بل وتمكنت من أن تدخل من باب الكوميديا وهو الأصعب للدخول من خلاله لقلب الجمهور وخاصة المصري. والتجربة التي تقدمها نسرين هذا العام تثبت أنها فنانة كوميديانه من الدرجة الأولى، بل وتستطع أن تقدم كوميديا الموقف وهي الأصعب على الإطلاق، بجانب تواجدها بجوار ن...

درة... من الأداء المتقن إلى الإخراج المبدع في "وين صرنا"

 كتب- أحمد الروبي  قد تكون المرة الأولى التي يظهر فيها اسم درة في السينما كمخرجة، لكن من خلال فيلمها الأول "وين صرنا"، أظهرت الفنانة قدرات فنية فائقة جعلتها تبرز في هذا المجال بكل قوة. الفيلم الذي عُرض في مهرجان القاهرة السينمائي لم يكن مجرد فرصة لدرة لتقديم لمسة جديدة في عالم الفن، بل كان بداية قوية لمسيرتها كمخرجة، مما يعكس مدى تفوقها في هذا المجال. لقد أثبتت درة في "وين صرنا" أنها ليست فقط ممثلة محترفة بل قادرة أيضًا على التأثير في كل تفاصيل العمل السينمائي. إبداعها في إخراج الفيلم حيث أظهرت قدرة عالية على توجيه رؤية الفيلم بأسلوب فني جيد. الفيلم نفسه يروي قصة عائلة فلسطينية تعيش واقعًا مليئًا بالتحديات. برعت درة في توثيق تفاصيل حياتهم اليومية وأسلوب مقاومتهم للصعوبات التي تواجههم بأسلوب يعكس الصدق والعمق. نقلت الكاميرا مشاعر العائلة الفلسطينية وأحلامها وآلامها بطريقة مؤثرة تحاكي الواقع دون تزييف. كما تميزت باختيار زوايا التصوير والمؤثرات الصوتية التي دعمت الأجواء العامة للعمل، مما جعل الفيلم ينقل صورة حقيقية عن هذه العائلة للجمهور وكأن الجملة الأكثر تأثيرا في ا...

تكريم رنا مصطفى "ملكة جمال الإعلام"

كرمت الدكتور رنا مصطفى في مؤتمر هنا الشهيد الذي نظم منذ عدة أيام حيث حضرت هي وعدد من طلاب أكاديمية الثقافة والعلوم. رنا دائمًا ما تلفت الأنظار من خلال تواجدها في المناسبات العامة، حيث اطلق عليها المتابعين "ملكة جمال الإعلام" وذلك لكونها دائمًا ما تظهر بشكل يلفت الأنظار   وتختار إطلالتها بشكل جيد.