التخطي إلى المحتوى الرئيسي

يوسف الشريف.. أداء "مبهر" وجراءة التجدد في "النهاية"




كتب- أحمد الروبي
يوسف الشريف، واحد من الفنانين الذين يمكن القول إنهم مطلعين على السينما والدراما العالمية، ويعرفون كيف يتحرك الزمان من حولهم بشكل سريع، فتجده دائمًا مواكبًا للتكنولوجيا، هذا ليس لأن عمله هذا العام "النهاية" خيال علمي وهي المرة الأولى التي يقدم فيها خيال علمي، ليس هذا فقط، ولكن لأنه دائمًا يرسخ ويقدم نوعيات أعمال قد تكون جديدة أو مهجورة.

يوسف هذا العام قدم مسلسل "النهاية" وقد رسخ نفسه بهذا العمل كأول فنان مصري يقدم عمل خيال علمي مصري، وليس مجرد خيال علمي، بل به جانب كبير يدعو للتفكر كما عود يوسف الشريف جمهوره، وهذا أمر يتفرد به وحده، ولكن كل ذلك مقدمه طويلة للحديث عن زين.

"زين" هو الشخصيتان اللتان يقدمهما في مسلسل "النهاية" أحدهم إنسان والأخر روبوت، وهما بالفعل مختلفان تمامًا، فأحدهم يتمتع بالمشاعر الإنسانية، والأخر لا ينتمي لعالم البسر والمشاعر أمر غير ملموس بالنسبة له، لذلك لا يؤمن بها، وربما هذا صعوبة الشخصيتان بكل تأكيد.

ربما زين الحقيقي والروبوت متشابهان إلى حد كبير، فالأثنان رغبة التغير لديهما قوية، وأيضًا التمرد على كل ما هو ثابت ومألوف لديهما، ويمتلكان رغبات متشابه، البشري يريد الأمان للعالم، والروبوت يحافظ على أمانه الشخصي، لذلك الدوافع متشابه، وهنا فرق الروبوت بين الدافع، والمشاعرـ، فالوعي شكل لديه دافع الخوف من الإبادة، وربما تلك نقطة جدلية فكيف الروبوت زين بلا مشاعر، وكيف يشعر بالخوف، ولكن تفسيرها بسيط، هو لم يشعر بالخوف، هو تعلمه، فهو يريد البقاء، والوعي الذي أمتلكه جعله يدرك أن بقاءه مرتبط بفناء البشرية، ولذلك دافع الشخصيتان متشابه.

ربما يقول البعض أنه في النهاية قد نكتشف أن زين روبوت هو الأخر، الحقيقة أنها معلومة لا أمتلكها، ولكن أرى أن زين البشري، دوافعه متغيرة، وغير مكتسبة من التعلم، بعكس الروبوت.

هذا من جانب الشخصية، أما لو تحدثنا عن الأداء ولغة الجسد الخاصة بالشخصية، فتمكن يوسف الشريف من التعامل مع الشخصيتان بحرفية شديدة، فأحدهم ترى الانفعالات على وجهه، وتشعر وترى الإنفعال، والأخر جامد بلا مشاعر، حتى أن حركته شبه أليه، وإن كانت تتمتع ببعض المرونة بالنسبة لألي، ولكن هذا يفسرها التقدم الذي وصلت له البشرية، فكان هذا أمر طبيعي ومقبول.

يوسف تعامل بشكل جيد، وتمكن من الفصل التام بين الشخصيتان، فعلى الرغم من أنهما لنفس الشخص ولكن يمكن تفرقتهم بسهولة، وهذا يرجع لتقديم الشخصيتان بأداء جيد ومتفرد، ناهيك عن جراءة تقديم عمل خيال علمي لم يقدم من قبل.

في النهاية: أرى أن يوسف الشريف واحد من أهم الفنانين في أخر ثمان سنوات، وساهم في صعود نوعيات أعمال درامية، ولا أبالغ لو تحدثنا عن أنه أسلوب أعمال مختلف على الدراما المصرية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نسرين طافش.. "الجميلة" التي خطفت القلوب بـ"خفة الظل" في "أخي فوق الشجرة"

كتب- أحمد الروبي تزامنًا مع بدء عرض فيلم "أخي فوق الشجرة" قررت مشاهدة الفيلم، وتخصيص المقال التالي للحديث عن نسرين طافش ودورها في أحداث هذا الفيلم الذي أراها واحدة من مكاسب العمل عودة نسرين طافش للتواجد في السينما مرة أخرى. هناك دائمًا تصنيفات تطلق على نجوم الفن، فهناك ممثلو دراما، وأخرون سينما، بكل تأكيد هذا لا يعنى أن أـحدهم أفضل من الأخر، أو أن ممثلي السينما لن يقدموا دراما، ولكن ممثل السينما هو الذي يتحرك الجمهور من منزله من أجل الذهاب للسينما ومشاهدة الفيلم الخاص به، وأرى أننا أمام ممثلة سينما تمتلك من الحضور والكاريزما ما يكفي لتكون أحد نجمات السينما في مصر. نسرين طافش سبق وتواجدت في بطولة نادي الرجال السري مع النجم كريم عبد العزيز، ووقتها تحدثت أننا أمام نجمة خفيفة الظل على المشاهدين، وتمتلك حضور وكاريزما بشكل كبير، بل وتمكنت من أن تدخل من باب الكوميديا وهو الأصعب للدخول من خلاله لقلب الجمهور وخاصة المصري. والتجربة التي تقدمها نسرين هذا العام تثبت أنها فنانة كوميديانه من الدرجة الأولى، بل وتستطع أن تقدم كوميديا الموقف وهي الأصعب على الإطلاق، بجانب تواجدها بجوار ن...

درة... من الأداء المتقن إلى الإخراج المبدع في "وين صرنا"

 كتب- أحمد الروبي  قد تكون المرة الأولى التي يظهر فيها اسم درة في السينما كمخرجة، لكن من خلال فيلمها الأول "وين صرنا"، أظهرت الفنانة قدرات فنية فائقة جعلتها تبرز في هذا المجال بكل قوة. الفيلم الذي عُرض في مهرجان القاهرة السينمائي لم يكن مجرد فرصة لدرة لتقديم لمسة جديدة في عالم الفن، بل كان بداية قوية لمسيرتها كمخرجة، مما يعكس مدى تفوقها في هذا المجال. لقد أثبتت درة في "وين صرنا" أنها ليست فقط ممثلة محترفة بل قادرة أيضًا على التأثير في كل تفاصيل العمل السينمائي. إبداعها في إخراج الفيلم حيث أظهرت قدرة عالية على توجيه رؤية الفيلم بأسلوب فني جيد. الفيلم نفسه يروي قصة عائلة فلسطينية تعيش واقعًا مليئًا بالتحديات. برعت درة في توثيق تفاصيل حياتهم اليومية وأسلوب مقاومتهم للصعوبات التي تواجههم بأسلوب يعكس الصدق والعمق. نقلت الكاميرا مشاعر العائلة الفلسطينية وأحلامها وآلامها بطريقة مؤثرة تحاكي الواقع دون تزييف. كما تميزت باختيار زوايا التصوير والمؤثرات الصوتية التي دعمت الأجواء العامة للعمل، مما جعل الفيلم ينقل صورة حقيقية عن هذه العائلة للجمهور وكأن الجملة الأكثر تأثيرا في ا...

تكريم رنا مصطفى "ملكة جمال الإعلام"

كرمت الدكتور رنا مصطفى في مؤتمر هنا الشهيد الذي نظم منذ عدة أيام حيث حضرت هي وعدد من طلاب أكاديمية الثقافة والعلوم. رنا دائمًا ما تلفت الأنظار من خلال تواجدها في المناسبات العامة، حيث اطلق عليها المتابعين "ملكة جمال الإعلام" وذلك لكونها دائمًا ما تظهر بشكل يلفت الأنظار   وتختار إطلالتها بشكل جيد.