يوسف الشريف، واحد من الفنانين
الذين يمكن القول إنهم مطلعين على السينما والدراما العالمية، ويعرفون كيف يتحرك
الزمان من حولهم بشكل سريع، فتجده دائمًا مواكبًا للتكنولوجيا، هذا ليس لأن عمله
هذا العام "النهاية" خيال علمي وهي المرة الأولى التي يقدم فيها خيال
علمي، ليس هذا فقط، ولكن لأنه دائمًا يرسخ ويقدم نوعيات أعمال قد تكون جديدة أو
مهجورة.
يوسف هذا العام قدم مسلسل "النهاية"
وقد رسخ نفسه بهذا العمل كأول فنان مصري يقدم عمل خيال علمي مصري، وليس مجرد خيال
علمي، بل به جانب كبير يدعو للتفكر كما عود يوسف الشريف جمهوره، وهذا أمر يتفرد به
وحده، ولكن كل ذلك مقدمه طويلة للحديث عن زين.
"زين" هو الشخصيتان
اللتان يقدمهما في مسلسل "النهاية" أحدهم إنسان والأخر روبوت، وهما
بالفعل مختلفان تمامًا، فأحدهم يتمتع بالمشاعر الإنسانية، والأخر لا ينتمي لعالم
البسر والمشاعر أمر غير ملموس بالنسبة له، لذلك لا يؤمن بها، وربما هذا صعوبة
الشخصيتان بكل تأكيد.
ربما زين الحقيقي والروبوت
متشابهان إلى حد كبير، فالأثنان رغبة التغير لديهما قوية، وأيضًا التمرد على كل ما
هو ثابت ومألوف لديهما، ويمتلكان رغبات متشابه، البشري يريد الأمان للعالم،
والروبوت يحافظ على أمانه الشخصي، لذلك الدوافع متشابه، وهنا فرق الروبوت بين
الدافع، والمشاعرـ، فالوعي شكل لديه دافع الخوف من الإبادة، وربما تلك نقطة جدلية فكيف
الروبوت زين بلا مشاعر، وكيف يشعر بالخوف، ولكن تفسيرها بسيط، هو لم يشعر بالخوف،
هو تعلمه، فهو يريد البقاء، والوعي الذي أمتلكه جعله يدرك أن بقاءه مرتبط بفناء
البشرية، ولذلك دافع الشخصيتان متشابه.
ربما يقول البعض أنه في النهاية
قد نكتشف أن زين روبوت هو الأخر، الحقيقة أنها معلومة لا أمتلكها، ولكن أرى أن زين
البشري، دوافعه متغيرة، وغير مكتسبة من التعلم، بعكس الروبوت.
هذا من جانب الشخصية، أما لو
تحدثنا عن الأداء ولغة الجسد الخاصة بالشخصية، فتمكن يوسف الشريف من التعامل مع
الشخصيتان بحرفية شديدة، فأحدهم ترى الانفعالات على وجهه، وتشعر وترى الإنفعال،
والأخر جامد بلا مشاعر، حتى أن حركته شبه أليه، وإن كانت تتمتع ببعض المرونة
بالنسبة لألي، ولكن هذا يفسرها التقدم الذي وصلت له البشرية، فكان هذا أمر طبيعي
ومقبول.
يوسف تعامل بشكل جيد، وتمكن من
الفصل التام بين الشخصيتان، فعلى الرغم من أنهما لنفس الشخص ولكن يمكن تفرقتهم بسهولة،
وهذا يرجع لتقديم الشخصيتان بأداء جيد ومتفرد، ناهيك عن جراءة تقديم عمل خيال علمي
لم يقدم من قبل.
في النهاية: أرى أن يوسف الشريف واحد من أهم الفنانين في أخر ثمان سنوات،
وساهم في صعود نوعيات أعمال درامية، ولا أبالغ لو تحدثنا عن أنه أسلوب أعمال مختلف
على الدراما المصرية.
تعليقات
إرسال تعليق