مي عمر، الحقيقة أنني اعتدت أن
اكتب عنها كثيرًا فير كل عام، وذلك لعدة أسباب أولها إيماني الشديد بموهبتها، فهي
من أهم وأفضل المواهب على الساحة الفنية، والتي حولت موهبتها وشغفها بالفن
لنجومية، لتصبح واحدة من أهم نجمات الدراما والسينما، فأصبح تواجدها قوي، ومتنوع، وبعد
مشاهدة حلقات الفتوة التي عُرض قررت الكتابة عن ليل.
الشخصية في الحقيقة اسم على مسمى "ليل"
فهي الهدوء المخيف، تبدوا من ظاهرها فتاة هادئة وفاتنة، ولكنها تحمل بداخلها
الخوف، ففقدها لأمها، جعل شعور الفقد هو المحرك الرئيسي للشخصية، تخشى فقد كل من
حولها، أخيها، وأبيها، وحبيبها، ونشأتها لم تكن سلسة، فتربت على يد زوج أب لا
تحبها، وبعدها زوج ظلمها وكان يعتدي عليها بالضرب، وعلى الرغم من كونها أبنة
الفتوة إلا انها لا تشعر بالأمان.
مي عمر من متابعتي لأعمالها منذ
بدايتها كانت بالنسبة لي أحد الوجوه المريحة على الشاشة فهذه هبة من الله، وهي
ساهمت في تطوير ذلك بموهبة وأداء متزن وقوي بشكل كبير، بجانب الاهتمام بالتفاصيل
الصغيرة، فتجد لزمات تضيفها على الشخصية لتضيف مزيد من الصدق عليها، بجانب
اهتمامها بلغة الجسد بشكل كبير، خطواتها، والحركات الانفعالية التي تصدر عن
الشخصية، جميعها تعبر عن الشخصية التي رسمتها مي بشكل جيد.
مي قدمت أداء جيد للغاية، وقدمت
دور "ليل" كواحد من أهم أدوارها، وأكثرهم صدقًا وعفوية، فالعفوية في الأداء
هي المنطقة الأصعب، ولكن أداء مي يتسم بعفوية شديدة، وحضور طاغي، فمي تعرف كيف
تسيطر على المشاهد من خلال حضورها الذي يطغى على المشهد، بأداء قوي وانفعالات جيدة
ومدروسة.
في وقت ما البعض هاجم مي وهاجم
موهبتها، ولكن كانت تمتلك إيمان قوي بذاتها، وبموهبتها، الملايين من البشر لا
يملكون الإيمان والثقة التي أمنت ووثقت بيهم مي في موهبتها، وقدرتها على إثبات أنها
ممثلة جيدة للغاية، وهذه النقطة الأهم التي دائمًا حين تذكر مي اتوقف عندها، منذ
أربع سنوات هاجمها البعض كونها ممثلة ليست جيدة، لأجد مي تتنوع في أعمالها، وتقدم
كل عام عن الأخر دور أكثر صعوبة، وأداء مبهر، وفجأ تحول الناقدين لها إلى مهللين
بناجها.
ربما ما سبق ليس له بالعمل، ولكن
له علاقة وطيدة بموهبة استطاعت أن تواجه كل من شككوا فيها لتثبت ذاتها، ونعود لليل
التنوع الذي تقدمه مي في الأونة الأخيرة مبهر، ما بين كوميدي، وتراجدي، وحقبة
تاريخية مختلفة، فهي لا تضع نفسها في تصنيف ولكنها تقدم أعمال متنوعة.
"ليل" ما ظهر حتى الآن
يؤكد أنها ستكون المحرك الرئيسي للأحداث، وحلقة وصل بين الخير والشر، قامت ببناء
جيد للشخصية، والعمل على كافة التفاصيل حتى يخرج الدور بهذه الجودة التمثيلية التي
تجعل من مي قاب قوسين أو أدنى من تقديم عمل من بطولتها.
في النهاية: دائمًا كنت أحب
مشاهدة أعمال مي، لأنها إحدى الفنانات اللاتي يجتهدن بشدة على أدوارهن، إلا أن ليل
منطقة تمثيلية جديدة عليها نجحت فيها لتبرهن أنها ممثلة مختلفة.
تعليقات
إرسال تعليق