عودة
تستحق، ربما تلك الجملة التي يمكن أن افتتح بها مقالي عن جومانا مراد التي عادت
بعد تغيب لسبع سنوات عند الدراما، ولكن هذه المرة كان الدور أشبه باستعراض لقدرات
تمثيلية غير عادية، فربما هذا يشفع لتغيب جومانا عن الساحة كل تلك المدة الماضية،
ولندخل في تفاصيل الدور.
الدور في
المسلسل مهم ومحوري للغاية، فيمكن القول أنها في بناء السيناريو البطل الضد، أي
المواجهة لشخصية البطلة، وإن كانت شيرين رغم الشر إلا أنها مغلوبة على أمرها معظم
الوقت، فهي لم تكن فعلا يومًا، بل دائمًا رد فعل تسعى إلى الأخذ بحقها دائمًا، وليست
مجرد شريرة في المطلق، وهذا واحد من مكامن قوة الدور.
جومانا مراد
أعتادت أن تقدم دائمًا أدوار صعبة للغاية، مركبة، ومعقدة ولها أبعاد نفسية
واجتماعية متداخلة، وكأنها تهوى أن يتفكر الجمهور دائمًا في كل دور تلعبه، ويصاب
بالحيرة في الحكم على الشخصية، وهذا ما واجهته وانا أشاهد شيرين، فهي على الرغم من
الشر الذي ظهر، إلا أنها مازالت إنسانة، ومشاعرها الإيجابية عالية، وإلا ما كانت
أحبت.
الدور
صعب لا ينكر أحد ذلك، ولكن هناك تفاصيل عندما تضع يدك عليها تكون قد أوجدت مفتاح
الشخصية، وشيرين مفتاح الشخصية يتمحور حول "الاستغلال"
و"الحب"، فهي دائمًا ما تقع ضحية من يستغلوها ويعبثوا بها، وهو ما جعلها
تعبث هي الأخرى بذاتها وتصبح مدمنة، وكأنها اتفقت معهم أن تعذب ذاتها، فنظرت الناس
لها أثرت على نظرتها لذاتها.
والحب
فالشخصية تشعر طوال الوقت أنها تفتقد هذا الإحساس، فلم تجد من يحبها وتحبه، لم
يعاملها أحد جيدًا يومًا، لذلك كان فقد الأمان، والرغبة في الحب الذي سيجلب الأمان
هو مفتاح الشخصية الأخر، والذي جسدته بمنتهى الإحساس والإتقان على حدًا سواء.
وأهتمت جومانا
بالتفاصيل الدقيقة للشخصية، فلم تقدم دور مدمنة "كليشية" أو سبق تقديمه،
بل تمكنت من إضفاء بعد ومنظور مختلف على الشخصية التي جسدتها، فظهر دور مختلف، وتفاصيل
لا تخص سوى فنانين مهمين ومتمكنين من أدائهم مثل جومانا مراد.
في
النهاية: أرى أن جومانا مراد عادت للجمهور من خلال الباب الكبير، وقدمت دور صعب
ومختلف، وتفاصيله صعبة وكثيرة، ومجهدة، لتؤكد أنها فنانة كبيرة ومهمة، ولتجعل الجمهور
في انتظار المقبل منها، فقد مطالبة بأن لا تتغيب عن جمهور كبير يحبها.
تعليقات
إرسال تعليق