التخطي إلى المحتوى الرئيسي

نجلاء بدر.. "عفوية" الاختيار و"سلاسة" الأدوار الصعبة




كتب- أحمد الروبي
اعتدت من كل عام أن أشاهد أداء نجلاء بدر وأتحدث عنه لشكل دقيق، وهذا العام هناك عملان سأكتب عنهما لنجلاء بدر وهما "البرنس" و"الفتوة"، في البداية كنت سأقوم بمشاهدة الفتوة فقط والحديث عنه، ولنكي شاهدت العملين للحديث عنهما.
قبل أن أتحدث عن كل عمل على حدا، يجب أن أقول أن الدوران بعيدان كل البعد عن بعضهما، تقدم دور لبنى، وهي زوجة مطيعة، وطيبة وتحب الجميع، حركاتها بسيطة، وردود أفعالها نابعة من سيدة مصرية أصيلة بسيطة، أما الفتوة فالأمر مختلف تمامًا لا يمكن أن أصف الشخصية بالشر أو الخير ولكن بناء الشخصية مختلف تمامًا.
البرنس
واستطاعت نجلاء بدر في دور لبنى في مسلسل "البرنس" أن تعكس حال كثير من السيدات المغلوبات على أمرهن، فهي زوجة نالت منها الدنيا ما نالت، ويأتي هوانها من ضغوطات الحياة عليها، والحياة البسيطة التي تعيشها، البعض تعامل مع الشخصية كونها فتاة طيبة، ولكنها ليست طيبة فقط بل منكسرة، يظهر ذلك من حديثها، وحركات الجسد وحتى مشيتها التي لا توحي بأي ثقة على الإطلاق.

ولم يكن ذلك فقط هو ما يظهر في شخصية لبنى، ولكن قدمت نجلاء مشاهد تمثيلية جيدة للغاية، فالبكاء في المشاهد سهل، ولكن حجم المشاعر الذي أخرجته نجلاء، ومدى الصدق والأحساس بأوجاع الشخصية لم يكن سهل على الأطلاق، لذلك يمكن القول أن نجلاء أجادت وقدمت لمحات تمثيلية جديدة ومختلفة عليها، فهي لم تكن يومًا فتاة منكسرة ولكنها استطاعت أن تتعامل مع الدور وتقدمه بحرفية شديدة.
الفتوة
الشخصية في الفتوة أمر أخر تمامًا، هي فتاة تعرف كيف تفتن من حولها، ولكنها بداخلها ليست فتاة سيئة، بل هي تريد أن تعيش حياة نظيفة، لم يسمح لها المجتمع لأن تحقق ما تريد ولكنها تسعى، فاتنة، ولكنها في نفس الوقت بها شيء من العفوية.

دور نجلاء الفتوة كان على شفا حفرة، فكان في أي لحظة يمكن أن يظهلا بشكل مختلف كونها فتاة لعوب فقط، ولكن تمكن نجلاء بدر من الشخصية وخبراتها التمثيلية العظيمة مكنها من التعامل مع الشخصية بحرفية تمثيلية شديدة.

وحتى الإغراء الذي كان يجب أن تقدمه الشخصية لم يكن مبتذل على الإطلاق، ونبرات صوتها المرتفعة، وحركاتها لا تنم عن ثقة في النفس على الإطلاق، بل تعكس فتاة تحاول أن تداري ضعفها وانهزاز ثقتها في نفسها بتلك الأشياء، فكانت الشخصية كما من يلهيك عن أمر بأمر أخر.

وما ظهر من أداء نجلاء في الفتوة ينبأ أن هناك المزيد سيظهر مع تصاعد الأحداث، وستظهر أشياء أكثر حول الشخصية، ولكنها في المجمل شخصية تسعى لمن يسندها، وتبحث عن رجل وعن عمل يكون سندها في الحياة بسبب خزلان أخيها لها واعتماده عليها ليحصل على أموال، فهي فتاة نشأت في بيئة صعبة، واعتادت أن تكون السند لنفسها، ويبدو أنها أصبحت تحتاج من يساندها، ويسندها.

 يظل الدور صعب، وأظل أتأكد كل يوم عن الأخر أن نجلاء بدر ليست مجرد فناة عادية، بل فنانة مختلفة، تمتلك طاقة وقدرة تمثيلية كبيرة للغاية، موهبة ضخمة، وحضور طاغي، وأداء سهل وممتع.

في النهاية: نجلاء بدر توصف بالجراءة ولكن جراءة نجلاء الحقيقة هو أنها تتواجد في أعمال لا يمكن أن تتوقع أن تقدمها نجلاء، فتقدمها وتنجح فيها، وهذا يرجع لموهبتها الكبيرة، وثقتها في أدائها، والجراءة في الاختيار، يجب أن نسعد أن الفن المصري به نجلا بدر.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نسرين طافش.. "الجميلة" التي خطفت القلوب بـ"خفة الظل" في "أخي فوق الشجرة"

كتب- أحمد الروبي تزامنًا مع بدء عرض فيلم "أخي فوق الشجرة" قررت مشاهدة الفيلم، وتخصيص المقال التالي للحديث عن نسرين طافش ودورها في أحداث هذا الفيلم الذي أراها واحدة من مكاسب العمل عودة نسرين طافش للتواجد في السينما مرة أخرى. هناك دائمًا تصنيفات تطلق على نجوم الفن، فهناك ممثلو دراما، وأخرون سينما، بكل تأكيد هذا لا يعنى أن أـحدهم أفضل من الأخر، أو أن ممثلي السينما لن يقدموا دراما، ولكن ممثل السينما هو الذي يتحرك الجمهور من منزله من أجل الذهاب للسينما ومشاهدة الفيلم الخاص به، وأرى أننا أمام ممثلة سينما تمتلك من الحضور والكاريزما ما يكفي لتكون أحد نجمات السينما في مصر. نسرين طافش سبق وتواجدت في بطولة نادي الرجال السري مع النجم كريم عبد العزيز، ووقتها تحدثت أننا أمام نجمة خفيفة الظل على المشاهدين، وتمتلك حضور وكاريزما بشكل كبير، بل وتمكنت من أن تدخل من باب الكوميديا وهو الأصعب للدخول من خلاله لقلب الجمهور وخاصة المصري. والتجربة التي تقدمها نسرين هذا العام تثبت أنها فنانة كوميديانه من الدرجة الأولى، بل وتستطع أن تقدم كوميديا الموقف وهي الأصعب على الإطلاق، بجانب تواجدها بجوار ن...

درة... من الأداء المتقن إلى الإخراج المبدع في "وين صرنا"

 كتب- أحمد الروبي  قد تكون المرة الأولى التي يظهر فيها اسم درة في السينما كمخرجة، لكن من خلال فيلمها الأول "وين صرنا"، أظهرت الفنانة قدرات فنية فائقة جعلتها تبرز في هذا المجال بكل قوة. الفيلم الذي عُرض في مهرجان القاهرة السينمائي لم يكن مجرد فرصة لدرة لتقديم لمسة جديدة في عالم الفن، بل كان بداية قوية لمسيرتها كمخرجة، مما يعكس مدى تفوقها في هذا المجال. لقد أثبتت درة في "وين صرنا" أنها ليست فقط ممثلة محترفة بل قادرة أيضًا على التأثير في كل تفاصيل العمل السينمائي. إبداعها في إخراج الفيلم حيث أظهرت قدرة عالية على توجيه رؤية الفيلم بأسلوب فني جيد. الفيلم نفسه يروي قصة عائلة فلسطينية تعيش واقعًا مليئًا بالتحديات. برعت درة في توثيق تفاصيل حياتهم اليومية وأسلوب مقاومتهم للصعوبات التي تواجههم بأسلوب يعكس الصدق والعمق. نقلت الكاميرا مشاعر العائلة الفلسطينية وأحلامها وآلامها بطريقة مؤثرة تحاكي الواقع دون تزييف. كما تميزت باختيار زوايا التصوير والمؤثرات الصوتية التي دعمت الأجواء العامة للعمل، مما جعل الفيلم ينقل صورة حقيقية عن هذه العائلة للجمهور وكأن الجملة الأكثر تأثيرا في ا...

تكريم رنا مصطفى "ملكة جمال الإعلام"

كرمت الدكتور رنا مصطفى في مؤتمر هنا الشهيد الذي نظم منذ عدة أيام حيث حضرت هي وعدد من طلاب أكاديمية الثقافة والعلوم. رنا دائمًا ما تلفت الأنظار من خلال تواجدها في المناسبات العامة، حيث اطلق عليها المتابعين "ملكة جمال الإعلام" وذلك لكونها دائمًا ما تظهر بشكل يلفت الأنظار   وتختار إطلالتها بشكل جيد.