الحقيقة أنني أدركت دخول حسن الرداد
السباق الرمضاني متأخرًا، وبعد معرفتي بالعمل تيقنت أنه لي عمل كوميدي كما أعتاد
حسن أن يقدم في كثير من أعماله على الرغم من تقديمه ألوان فنيه أخرى من حين لأخر،
المهم أنني انتظرت أن أتابع مسلسل "شاهد عيان" وأكتب عنه.
في البداية يدب أن نثني على حسن لابتعاده
هذا العام عن الكوميديا وتقديمه عمل جاد، وهذا يتطلب جراءة كبيرة من الفنان كون
القاعدة الجماهيرية الأكبر لكل فنان تنتظر منه النوعية التي أعتاد تقديمها، إلا أن
حسن خالف التوقعات وقدم عمل إثارة وتشويق، ولكن لا يمكن الحديث سوى عن أن حسن بذل
كثير من الجهد في تقديم شخصية "عمر" ضمن أحداث المسلسل.
حسن قدم دور "بودي جارد"
فائق الذكاء، وتلك النوعية ربما تكون أشبه بفيلم "taken" ممزوجة بقصص "تشارك هولموز" ولكن أنا لم أقصد أن
العمل مقتبس من أحدهم ولكن فقط التشبيه بالشخصية التي تقوم بجمع الخيوط وربطها،
والقدرة على حل ألغاز يصعب على أخرين إدراكها، بجانب المهارات الجسدية، والقتالية
التي يتمتع بها، فهي توليفة مختلفة وجيدة للغاية.
حسن قدم مشاهد أكشن جيدة للغاية،
وأستفاد من "اللياقة البدنية" التي وصل لها في الفترة الماضية لتسلهم في
إضافة مزيد من المصداقية عند الجمهور حول الشخصية، فكان يجب ضمن "رسم
الشخصية" أن يكون مؤهل بدنيًا، ويتمتع ببنيان جسدي قوي، وهو ما كان مؤهل له، ناهيك عن مشاهد الأكشن
والتي كان معظمها متقن بنسبة 100%، فأقنعني بالدور.
ناهيك عن
التفاصيل الصغيرة التي يُجيد عمر أن يجمعها ويكون منها ثوب فضفاض، فهذا كان يعكس
القدرات الخاصة التي يتمتع بها، ولكن المختلف في الدور أنه رغم كل ذلك قدم لمحة إنسانية
في الدور، فرغم الجمود الذي تراه في الشخصية حينما يتعامل مع أشخاص يقوم بحراستهم،
أو أعداء له، أو حتى أشخاص ليسوا في نطاق معرفته يكون حاد وجامد المشاعر، ويظهر
ذلك في ردود أفعال الشخصية لغة الجسد التي تراها لا توحي بأي شيء، وعلى العكس
حينما تكون منطقة أحباءه أو من يهتم بأمرهم تشعر بالجانب الإنساني بداخل الشخصية
واستطاع حسن أن يقدم الحالتين في الشخصية بشكل متزن وقوي للغاية.
هذا
العام بالنسبة لي هو أحد مكاسب حسن الرداد حيث قدم نفسه بشكل مختلف للجمهور، ووضع نفسه
في منطقة تمثيلية مختلفة وأجاد فيها، ليثبت أنه فنان يمتلك موهبة، وحضور، وجراءة
تمكنه من الدخول في مناطق تمثيلية جديدة عليه، ويثبت نفسها فيها، ليؤكد أنه واحد
من أهم النجوم على الساحة الفنية.
في
النهاية: المسلسل أحببته بشدة، وأرى أن قدرة حسن على تجديد دماءة والدخول في مناطق
تمثيلية جديدة عليه أمر جيد ومبهر، وأنتظر دائمًا من حسن أن يقدم أعمال جيدة على
المستوى الفني.
تعليقات
إرسال تعليق