التخطي إلى المحتوى الرئيسي

درة.. "براعة" الأداء في "الحرملك 2" ومبدأ اللون "الرمادي"





كتب- أحمد الروبي
ربما كنت أفتقد هذا العام وجود بعض الأعمال التي تدور في إطار تاريخي، ولو حتى بالأجواء، وهو ما عوضني عنه الجزء الثاني من الحرملك، وما جذبني أكثر هو دور "حنة" والذي تجسده درة، قد قررت أن أقوم بالكتابة عن الدور لأنه من الأدوار المحركة للأحداث بشكل كبير، وكون الشخصية هي أكثر ما جذبني في العمل.

درة من الفنانات اللاتي حرفيًا استمتعت بتنوعهن، فتاره تقدم عمل مصري، وتونسي، وعربي، بأدوار صعبة ومختلفة للغاية، فلا تجد دور قريب من الأخر هذا واقع يجب أن نتحدث عنه أنها موهبة مختلفة، تستحق الاحترام، وفنانة تطور من أدواتها طوال الوقت، وهو ما وضعها في وقت ليس كبير كنجمة.

أما عن دور "حنة" الدور صعب، وليست كلمة من ثلاثة أحرف اطلقها على الدور، فهو بالفعل واحد من أصعب الأدوار، فحنة فتاة، صعدت من القاع للقمة، وعلى الرغم من قساوة النشأة، إلا أنها فتاة لا يمكن أن تفهم شخصيتها من النظر لها أو لمعاملاتها، فهي فتاة واثقة من نفسها تاره، ومهزوزة أخرى، وهذا نابع من تعرضها للظلم والقهر.

درة جسدت دور الفتاة المقهورة التي تنتفض على الظلم، وتتمكن من الصعود على اكتاف من ظلموها، فهي أشبه بمن تم حجزه في غرفة مظلمة، لا أبواب لها، وحوائطها عالية، وهي تزحف للخروج من النافذة، طوال الوقت تجدها تقع في موقف صعب، ولكنها تستبصر الضوء القادم من العتمة، وتتمكن من الخروج، فهي المرة الأولى التي أرى فيه تناول قضية قهر المرأة بهذا الشكل المختلف.

البعض قد يعتبر حنة شخصية سيئة، أو قاسية، ولكن من يحاول التغلغل بداخلها يجدها فتاة بسيطة، ومقهورة، وتحاول أن تنال حقها، وتكافح كي تحيي بكافة السبل، فهي تعترف أن "الغاية تبرر الوسيلة" وبعيدًا عن إيماني بمبدأها من عدمه، إلا أنها خدمته دراميًا، وقدمت دور متناسق معه.

درة أصبحت من نجمات الجيل الحالي، فباتت تمتلك الكثير من الخبرة، والثقة، والتمكن الكبير من الأداء، وهو ما يجعلها تتعامل مع أصعب الأدوار بمنتهى الإريحية والتمكن، والبساطة في الأداء، فالسهل الممتنع سمه أدائها

البعض احب حنة، والبعض كرهها، ولكن تظل درة من قدمته الدور بأداء جيد للغاية، ناهيك عن حتى اسم الشخصية يعكس جزء من شخصيتها فهي متلونة، لا تؤمن بالأبيض ولا الأسود، فلون حنة المفضل هو الرمادي، قليل من الصواب، مع قليل من الخطأ، لتصل حنة لمرادها في النهاية.

في النهاية: تظل درة واحدة من الفنانات اللاتي أنتظر دورهن دائمًا بعناية شديدة، أتحمس لأدوارها، ولطاقتها التي تملأ أي عمل تشارك فيه، ولتظل واحدة من أهم نجمات الجيل الحالي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نسرين طافش.. "الجميلة" التي خطفت القلوب بـ"خفة الظل" في "أخي فوق الشجرة"

كتب- أحمد الروبي تزامنًا مع بدء عرض فيلم "أخي فوق الشجرة" قررت مشاهدة الفيلم، وتخصيص المقال التالي للحديث عن نسرين طافش ودورها في أحداث هذا الفيلم الذي أراها واحدة من مكاسب العمل عودة نسرين طافش للتواجد في السينما مرة أخرى. هناك دائمًا تصنيفات تطلق على نجوم الفن، فهناك ممثلو دراما، وأخرون سينما، بكل تأكيد هذا لا يعنى أن أـحدهم أفضل من الأخر، أو أن ممثلي السينما لن يقدموا دراما، ولكن ممثل السينما هو الذي يتحرك الجمهور من منزله من أجل الذهاب للسينما ومشاهدة الفيلم الخاص به، وأرى أننا أمام ممثلة سينما تمتلك من الحضور والكاريزما ما يكفي لتكون أحد نجمات السينما في مصر. نسرين طافش سبق وتواجدت في بطولة نادي الرجال السري مع النجم كريم عبد العزيز، ووقتها تحدثت أننا أمام نجمة خفيفة الظل على المشاهدين، وتمتلك حضور وكاريزما بشكل كبير، بل وتمكنت من أن تدخل من باب الكوميديا وهو الأصعب للدخول من خلاله لقلب الجمهور وخاصة المصري. والتجربة التي تقدمها نسرين هذا العام تثبت أنها فنانة كوميديانه من الدرجة الأولى، بل وتستطع أن تقدم كوميديا الموقف وهي الأصعب على الإطلاق، بجانب تواجدها بجوار ن...

درة... من الأداء المتقن إلى الإخراج المبدع في "وين صرنا"

 كتب- أحمد الروبي  قد تكون المرة الأولى التي يظهر فيها اسم درة في السينما كمخرجة، لكن من خلال فيلمها الأول "وين صرنا"، أظهرت الفنانة قدرات فنية فائقة جعلتها تبرز في هذا المجال بكل قوة. الفيلم الذي عُرض في مهرجان القاهرة السينمائي لم يكن مجرد فرصة لدرة لتقديم لمسة جديدة في عالم الفن، بل كان بداية قوية لمسيرتها كمخرجة، مما يعكس مدى تفوقها في هذا المجال. لقد أثبتت درة في "وين صرنا" أنها ليست فقط ممثلة محترفة بل قادرة أيضًا على التأثير في كل تفاصيل العمل السينمائي. إبداعها في إخراج الفيلم حيث أظهرت قدرة عالية على توجيه رؤية الفيلم بأسلوب فني جيد. الفيلم نفسه يروي قصة عائلة فلسطينية تعيش واقعًا مليئًا بالتحديات. برعت درة في توثيق تفاصيل حياتهم اليومية وأسلوب مقاومتهم للصعوبات التي تواجههم بأسلوب يعكس الصدق والعمق. نقلت الكاميرا مشاعر العائلة الفلسطينية وأحلامها وآلامها بطريقة مؤثرة تحاكي الواقع دون تزييف. كما تميزت باختيار زوايا التصوير والمؤثرات الصوتية التي دعمت الأجواء العامة للعمل، مما جعل الفيلم ينقل صورة حقيقية عن هذه العائلة للجمهور وكأن الجملة الأكثر تأثيرا في ا...

تكريم رنا مصطفى "ملكة جمال الإعلام"

كرمت الدكتور رنا مصطفى في مؤتمر هنا الشهيد الذي نظم منذ عدة أيام حيث حضرت هي وعدد من طلاب أكاديمية الثقافة والعلوم. رنا دائمًا ما تلفت الأنظار من خلال تواجدها في المناسبات العامة، حيث اطلق عليها المتابعين "ملكة جمال الإعلام" وذلك لكونها دائمًا ما تظهر بشكل يلفت الأنظار   وتختار إطلالتها بشكل جيد.