ربما هذا ليس تقييم لأداء قدر
كونه انطباع أولي عن نيللي كريم ودورها في مسلسل "100 وش" منذ إعلان
نيللي عن تقديم عمل كوميدي وقد تحمست، ولكن لم يكن الحماس وحده هو الشعور المسيطر،
بل انتابني القلق، هل تلك الحسناء ستتمكن من إضحاك شعب قد أبكته لسنوات بأعمالها
التي تنتمي بعضها للدراما النفسية، والميلودراما لذلك انتظرت لأرى ماذا ستقدم.
وبدأت عرض حلقات بـ"100
وش" والحقيقة أن نيللي قدمت عمل ربما يعتبر البعض أن هذه القصة سبق وتم تقديمها،
ولكن هذه المرة باللمسة الخاصة بنيللي كريم، فأقل ما يقال عنها أنها ملكة العفوية،
ومتخصصة في التفاصيل الصغيرة، فهي لا تخشى دور مهما كان صعب، أو يحتاج لتفاصيل.
ربما الشخصية تظهر من اسمها إنها
هذا السلاح ذو حدين، أو السم الأبيض فهي حلاوة السكر ومذاقه، وذلك من خلال الكوميديا
الخاصة بالشخصية، وتفاصيلها المرحة، واضراره التي تصيب الجسم بالكثير من الأمراض،
وهذا هي الحياة البائسة التي تعيشها، فهي فتاة فقيرة، تعول أسرتها وشقيقتها، تكافح
في الحياة قدر إمكانها، لا يمكن أن نتهمها بأنه تلك التي اختارت الطريق السهل، فهي
تعاني وتعمل بكد، وتحتمل ضغوط المجتمع الذي يعصف بها.
يبدوا أن نيللي حتى حين تختار
دورًا كوميدي يحب أن يحمل في طياته تفاصيل، وأبعاد لا يمكن التغاضي عنها، فهي دائمًا
ما تقدم شخصيات حقيقية من رحم المجتمع، فتمسك، وتشعر بها، وتتعاطف معها، ولكن
نيللي واحدة من أكثر النجمات اللاتي يعرفن كيف يتعاملن مع موهبتهن، لذلك هي أهم
نجمة دراما في مصر على الإطلاق، وتختار أدوارها وأعمالها بعناية شديدة.
المسلسل واحد من الأعمال
الكوميدية التي اختفت من على الساحة، فالكوميديا ليست تلك الإفيهات والتي هي الطريق
الأسهل للكوميديا، ولكنه ورق كوميدي، يعتمد على كوميديا الموقف، والكوميديا
السوداء في بعض الأحيان، وكوميديا الإفيهات ولكن دون إسراف لذلك أعتبر أن نيللي
حينما عادت وقررت أن تقدم كوميديا أعطت درسًا في تقديم كوميديا غابت عن الدراما
المصرية، ليكون واحد من أفضل الأعمال الكوميدية.
نيللي تقدم دور سكر ببراعة وإتقان
شديدان، صدقت الشخصية، ملامحها، وملابسها، وحتى لغة الجسد المبالغ فيها والتي تعبر
عن بناء الشخصية بشكل كبير، أجادت في تقديم سكر، وبرعت في التفاصيل الصغيرة،
ويبدوا أنها ستسعد الجمهور هذا العام.
في النهاية: تظل نيللي كريم أبرع
من أنجب الفن المصرين ممثلة واعية، ومثقفة، وتعرف ماذا تقدم، موهبة حقيقية، وخبرة
كبيرة مثقلة بثقافة استثنائية، ويبدوا أننا مدانين لها بالشكر كونها عادت بكوميديا
حقيقية للدراما المصرية.
تعليقات
إرسال تعليق