التخطي إلى المحتوى الرئيسي

أروى جودة.. "الساحرة" التي أعادت نبض الدراما الاجتماعية وبراعة تقديم الصراع الداخلي في "إلا أنا"



 كتب- أحمد الروبي 
بالمصادفة ظهرت إعلانات مسلسل "إلا أنا" أكثر من مرة والحقيقة أنى لم يجذبني في البداية، حتى قررت في وقتًا ما مشاهدة حكاية "سنين وعدت" فقط الحلقة الأولى، وأما أن اكمل، أو اشيح بنظري عن العمل ولا أكمل مشاهدته، ووجدت تلك الحكاية بطلتها أروى جودة، وما بالك ما تلك الساحرة الفنية بوجهة نظري فهي من الفنانين اللاتي يمتلكن زاوية خاصة بهم دائمًا في أعمالهم، ولها منظور تتعامل به مع الشخصيات التي تجسدها، وفي رسم الشخصية.

لو تحدث عن العفوية فسأضع أروى في كفة مع عدد من الفنانات اللاتي يتمتعن بالعفوية، وأروى متفردة بالأدوار التي تقدمها وفي مكان وحدها، فما يمكن أن يعبر عنها سوى "أسلوب أروى" أو "مدرسة أروى" البعض قد يتهمني بالمبالغة، كوني أصف أن أروى لها مدرسة خاصة بها، أذًا أنا مبالغًا ولكن من يستطع أن يقدم مثل تلك النوعية من الأدوار بمنتهى السلاسة وهذه الصعوبة مثلها.

في البداية كان اختيار الاسم فهل يعلم أحد ما معنى اسم الشخصية التي لعبتها "هند" فهو أسم يعني الفتاة القوية الصبورة ذات التأثير والجاذبية، أتعون أن اسم الشخصية يعكس رسم الشخصية التي جسدتها، أي فنان يكون مهتم بتلك التفاصيل حتى تلك التفصيلة الصغيرة التي يمكن أن تمر مرور الكرام على 90% من الجمهور، فهذا مكمن قوة أدوارها أنها تخاطب كافة العقول والثقافات المختلفة.

أروى جسدت معاناة السيدة في المجتمع، واستطاعت أن تقدمه من اكثر من منظور ولكن بسلاسة عظيمة، ففي البداية تناولت أزمة السيدة العاملة والتقصير الذي يحظى به منزلها على حساب مستوى المعيشة الجيد الذي يتوفر، وبعدها تناولت أزمة أخرى مع السيدة التي بلا عمل، وأزمات الأزواج، والأبناء، وحتى الأصدقاء، حرفيًا هي تناولت معظم أزمات المرأة، من أزمات في العمل والمنزل والزوج والأبناء، وعلى الرغم من كم الأحداث الكبير الذي قدمته فقط في 12 حلقة إلا أنها استطاعت أن تحافظ على إيقاع الشخصية، وتقدم أخطاء المرأة وكيف يمكن أن تعالج أزمات حياتها.

البعض تعامل مع الشخصية كونها تواجه صراع مع من حولها، ولكن صراعها الحقيقي كان داخلي، إنها كانت تصارع وتناضل أحاسيس بداخلها، تناضل شعورها بالتقصير، تناضل خوفها على من حولها، تناضل لتحيا سعيدة، هند كانت تناضل طوال الوقت وبداخلها صراع لم يراه أحد، لم يشعر أحد بأنينها، وحتى الحل السحري والوقت الذي عاد فيه زوجها إلى صوابه، حينما استطاع أن يفهم صراعها الداخلي من خلال مذكراتها، البعض يستطع أن يسمع صراخك الداخلي ويحتويك، وأخرون ينظرون لك من الخارج فلا يفهمون مهما حييت، وهذه بالنسبة لي كان مفتاح الشخصية.

ولا يمكن أغفل بعض المشاهد التي كانت تبدوا فيه الشخصية جامدة المشاعر، وهي تبكي فهذا كان جزء من تكوين الشخصية وقدمته اروى بإحساس جيد للغاية، ناهيك عن ذكاء الحوار، فالحوار كان ذكي للغاية.

في النهاية: تظل أروى من أهم الفنانات على الساحة الفنية، تقدم أعمال ذات معانى، وشخصيات يمكن أن تتفكر في تفاصيلها لأيام، أحيانًا ننتقد فنان على أداء ما، وأحيانًا يتوجب أن نقول شكرا أروى على هذا الأداء.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نسرين طافش.. "الجميلة" التي خطفت القلوب بـ"خفة الظل" في "أخي فوق الشجرة"

كتب- أحمد الروبي تزامنًا مع بدء عرض فيلم "أخي فوق الشجرة" قررت مشاهدة الفيلم، وتخصيص المقال التالي للحديث عن نسرين طافش ودورها في أحداث هذا الفيلم الذي أراها واحدة من مكاسب العمل عودة نسرين طافش للتواجد في السينما مرة أخرى. هناك دائمًا تصنيفات تطلق على نجوم الفن، فهناك ممثلو دراما، وأخرون سينما، بكل تأكيد هذا لا يعنى أن أـحدهم أفضل من الأخر، أو أن ممثلي السينما لن يقدموا دراما، ولكن ممثل السينما هو الذي يتحرك الجمهور من منزله من أجل الذهاب للسينما ومشاهدة الفيلم الخاص به، وأرى أننا أمام ممثلة سينما تمتلك من الحضور والكاريزما ما يكفي لتكون أحد نجمات السينما في مصر. نسرين طافش سبق وتواجدت في بطولة نادي الرجال السري مع النجم كريم عبد العزيز، ووقتها تحدثت أننا أمام نجمة خفيفة الظل على المشاهدين، وتمتلك حضور وكاريزما بشكل كبير، بل وتمكنت من أن تدخل من باب الكوميديا وهو الأصعب للدخول من خلاله لقلب الجمهور وخاصة المصري. والتجربة التي تقدمها نسرين هذا العام تثبت أنها فنانة كوميديانه من الدرجة الأولى، بل وتستطع أن تقدم كوميديا الموقف وهي الأصعب على الإطلاق، بجانب تواجدها بجوار ن

نعيمة.. الراقصة الجميلة والنجمة القادمة

نعيمة هي فنانة استعراضية بدأت في التواجد من خلال إعلانات عدة، وبعدها تواجدت في السينما، ومن ثم بعض الأغاني الاستعراضية، إلا أن قررت الإتجاه للرقص الشرقي مؤخرًا، وعلى الرغم من الجماهيرية التي أصبحت تكتسبها في مصر والوطن العربي، إلا أنها تعد أصغر راقصة مصرية على الإطلاق، رغم حداثة تواجدها التي لم تتعدى ثلاثين يومًا. نعيمة بدأت في اقتحام مجال الرقص الشرقي بقوة وأصبح يتردد اسمها بقوة رغم حداثة تواجدها، ربما لعدة أسباب فهي واحدة ممن يمتلكون كاريزما عالية، وحضور طاغي، ناهيك عن خفة ظلها والتي قد تكون ميزة نادرًا ما تتواجد في الراقصات الشرقيات، بجانب روحها، هذا ليس كل شيء فهي تتمتع بقدر جميل من الجمال والجاذبية، جميعها صفات تأتي بجانب أنها تجيد الرقص الشرقين ولها أسلوب مميز، وبدأت تفرض نفسها بقوة في الفترة الأخيرة. نعيمة جمالها شرقي، فلها طابع جمالي ومهني من حيث اسلوبها، مميز ومختلف عن باقي الراقصات، وربما هو سر التفرد الذي تتمتع به هذه الراقصة الشابة، والتي ينتظرها مستقبل مبهر في هذا المجال. و اعتقد ان باب التمثيل سيفتح رويدًا لرويدًا لنعيمة بجانب كونها راقصة شرقية، ور

دانه حمدي.. مصدر الطاقة للغير والمعالجة المختلفة

كتب- أحمد الروبي دائمًا ما نسعى لأن نساعد الأخرون على التعافي من آلامهم وأزماتهم سواء النفسية والعاطفية، وحتى الجسدية وفي بعض الأحيان الجنسية، ونجد أن هناك أطباء، ومعالجين نفسيين ولايف كوتش أصبحوا يساهمون بشكل كبير في أن يشفى المجتمع متمثلًا في الأناس من أزماته، ونحن في هذا المقال أمام واحدة قد ساعدت المئات على التعافي من أزماتهم وهو دانه حمدي. دانه لها موقع خاص ومنصاتها على السوشيال ميديا والتي تخصص فيها الكثير لتساعد الأخرين على أن يعيشوا بشكل أفضل، حتى أن لها فيديوهات خاصة مليئة بمحفزات، وخبرات وطرق تنقلها للأخرين حتي يعيشوا بشكل أفضل ويتمكنوا من أن يسيروا على الطريق المستقيم، لنجد أنفسنا ليس أمام معاجل فقط، بل إنسانة تسغى لأن تساعد غيرها على تخطي الأزمات. ومن يتابع دانه عن كثب، يجدها أنها إحدى هولاء الذي يشعون طاقة وبهجة، بل ينتقل الأمر لتكون من مصادر الطاقة للغير، وينعكس هذا من خلال مئات التعليقات التي تأتي من أناس قد ساعدتهم في أن يعيشوا حياتهم بشكل أفضل، ويتخطوا الأزمات التي مروا بها، بل وتساهم في أن يحدد كل من تتعامل معهم بشكل كباشر أو غير مباشر من خلال المتابعين أن يحددوا