مازلت أتابع حلقات مسلسل
"ختم نمر" والذي يحقق أصداء واسعة في الشارع المصري، ولازال تعلقي بشخصية
مريم مستمر والذي تجسده نسرين طافش وقررت المضي قدمًا في الكتابة عن تلك الشخصية.
شخصية مريم باتت يظهر لها أبعاد مختلفة،
فمريم شخصية الأقرب لتركيبة البنت المصرية و ربما هذا سر تصريحات نسرين أن الفتاة
ستكون قريبة من قلوب المصريات وسيعجبن بها، هي فتاة نشأت وحيدة لا تمتلك في الحياة
سوى نور وهو دور خالتها الذي تجسده الفنانة وفاء سالم، وهذ مصدر الأمان بالنسبة
لها، لذلك بعد فقدها شهدت الشخصية تحولات في تركيبتها.
تركيبة شخصية مريم معقدة للغاية،
فهي رومانسية وهذه في المشاهد التي تجمعها بأحمد صلاح حسني، وعاطفية وذلك ظهر في
لحظات فقدها لخالتها، وعقلانية وقوية وهذا كان المشهد يمكن وصفه بأنه مبهر للغاية، وهو الذي جمعها
بأحمد صلاح حسني وطردها له، الشخصية مجموعة كبيرة من التناقضات البشرية، والتي
بالفعل تعزز إحساسنا بالشخصية، فهي الشخصية الأكثر قربًا للواقع في العمل، أو كما
يقال بالمصطلح السينمائي أنها "من لحم ودماء".
هذا لا يعني فقط أن الشخصية
مكتوبة بحرفية، لا بل يعني أنها قدمت بحرفية شديدة، وإحساسا عالي فهناك مطربين
دائمًا يتحدثون عن إحساسهم في الغناء، واليوم نتحدث عن إحساس نسرين في تقديم
الأدوار، فروحها حاضرة، وتعابيرها مصدقة للحالة التي تعيشها فتجد أدائها متناغم
ومتوحد مع الخصية بشكل كبير.
الأمر الذي استوقفني أيضًا في أداء
نسرين هو قدرتها على أظهار اكثر من انفعال في مشهد واحد، وهذا يعكس ويعزز الاضطراب
الذي تشعر به الشخصية، ويجعلني مصدقًا بشكل أكبر للحالة النفسية التي تعيشها، فالتوحد
من قبل المشاهد مطلوب، ومريم من أكثر الشخصيات التي يمكن أن يتوحد معها الجمهور.
ناهيك عن عدة مشاهد استوقفتني لنسرين طافش حين توفيت وفاء
سالم في العمل كان مشهد قاتم للغاية وقدمته بأحساس عالي للغاية، ولحظة طردها لأحمد صلاح حسني كان مشهد عظيم
فحمل قوة وجبروت ظهرت فيه، ولكنها مشاعر حب صادقة، ومشاهد الرومانسية التي كانت
مليئة بالعفوية، جميعها قدمتها نسرين بتمكن جيد وصدق شديد.
والممثل قد يحاول تطوير كافة أدواته،
سواء انفعالات، أو طبقات الصوت والتحكم بها، أو لغة جسد، ولكن القبول فقد تحظى به
من عند الله، ونسرين تمتلك قبول كبير في ملامحها، فملامحها هادئة، وتمتلك حضور
كبير.
في النهاية: أرى أن نسرين قدمت
أوراق اعتمادها كنجمة في الدراما المصرية مازال ينتظرها الكثير، ودائمًا ستكون
مطالبة بالبحث عن أدوار مختلفة، ولها أبعاد نفسية، حتى تستمر في مكانتها كنجمة
مختلفة.
تعليقات
إرسال تعليق