التخطي إلى المحتوى الرئيسي

نسرين طافش.. عندما قررت أن تناقش قضايا المرأة العربية وتلقى الضوء على معاناتها في "ختم نمر"




كتب- أحمد الروبي
مع انتهاء عرض حلقات مسلسل "ختم نمر" والتي اعتبرها تجربة درامية جنينا ثمارها من أكثر من جانب، ولعل أهمهم هو الظهور اللافت لنسرين طافش في الدراما المصرية بشكل مكثف، فكان لها تجربتين سابقتين في مصر ولم تحصل على حقها باستثناء نادي الرجال السري، ولكن هو الأخر لم يعطها فرصتها لتخرج تلك الطاقات التمثيلية كما حدث في ختم نمر.

نسرين جسدت دور مريم ضمن أحداث المسلسل، والدور كان له عدة أبعاد، بعد ثقافي يعكس الفرق بين الثقافة التي نشأت بها، وقدرتها على التأقلم مع الثقافة التي تعيش بها، وبعد متعلق بالحب الأفلاطوني، ومحاولاتها للتمسك بحبيها، وهناك جانب تمر به كافة الفتيات وهو صراع العقل والقلب، أي يمكن أن نصف الشخصية التي لعبتها بكونها حقيقية ونابعة من الواقع.

دائمًا ما نجد فنانين يتحدثون عن مناقشتهم لقضايا في أعمالهم، ونسرين عكست وجسدت قضية تواجها الفتيات في حياتهن بشكل متكرر، ولكن المختلف في القضة هذه المرة هو ألية الطرح، فالشخصية طرحت تلك الأزمة بشكل سلسل ومختلف، وهذا بالتأكيد نابع من السيناريو.

ولكن إحساس الممثل بأزمة الشخصية يعكس قدرته على عكس رسم الشخصية في السيناريو إلى أداء ملموس، ونسرين قدمت شخصية مريم بأداء مختلف، وإحساس متقد، فأنعكس ذلك على لحظات الحزن والانكسار، وفقد الأمل، وحتى البحث عن بصي ضوء في ظل العتمة التي عاشتها الشخصية.

البعض نظر إلى الشخصية كونها فتاة تقع ضحية ظروف معينة فتعيش صراع القلب والعقل، ولكن هناك ماهو أبعد من ذلك ذهبت به الشخصية، فهى كانت مفتقد الإحساس بالأمان، بل هي عاشت إحساس الفقد أكثر من التملك، وتحاول طوال الوقت الحفاظ على من هم حولها خوفًا من فقدهم، كانت تتمسك بكل قوتها، وتشعر أنهم ستفقدهم، فقدت أهلها ف صغرها، وخالتها، وحبيبها، فتأثرت بظروف صعبة، والبعض لم يفهم ويبرر تصرفها تجاه عمر حينما أخبرته أنها لا تحبه.

ولكن خوفها من فقده للأبد، جعلها تتأقلم مع إحساس فقده لفترة حتى لا يتعرض للقتل، لذلك هذه النقطة هي الأكثر تماسكًا، والتي تعكس مدى فهم نسرين للشخصية وتعاملها معها، فطوال الوقت كنت أشعر بخوفها من فقد من حولها، واعتيادها على شعور الوحدة، حتى دموعها حينما انهمرت كونها أصبحت وحيدة يعكس مدى قوة تلك المشاعر بداخلها.

في النهاية الشخصية كانت مترابطة، ومحبوكة للغاية، ونسرين تمكنت من أن تمسك أبعاد الشخصية، ومشاعرها بحرفية شديدة، واستطاعت أن تقدم لمحة لفتاة في مجتمعاتنا العربية، تعاني من الترهيب، والضعف، والوحدة، والاستغلال، والخداع، وحتى الصراع الداخلي، إنها لمحة عن معاناة الفتاة العربية التي تقاوم طوال الوقت، لترى بصيص ضوء، في ظل العتمة، فتحية لها لتقديمها أدوار لها أهداف، وتمنى بأن تظل تقدم نوعية من مختلفة من الأعمال التي تناقش قضايا.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نسرين طافش.. "الجميلة" التي خطفت القلوب بـ"خفة الظل" في "أخي فوق الشجرة"

كتب- أحمد الروبي تزامنًا مع بدء عرض فيلم "أخي فوق الشجرة" قررت مشاهدة الفيلم، وتخصيص المقال التالي للحديث عن نسرين طافش ودورها في أحداث هذا الفيلم الذي أراها واحدة من مكاسب العمل عودة نسرين طافش للتواجد في السينما مرة أخرى. هناك دائمًا تصنيفات تطلق على نجوم الفن، فهناك ممثلو دراما، وأخرون سينما، بكل تأكيد هذا لا يعنى أن أـحدهم أفضل من الأخر، أو أن ممثلي السينما لن يقدموا دراما، ولكن ممثل السينما هو الذي يتحرك الجمهور من منزله من أجل الذهاب للسينما ومشاهدة الفيلم الخاص به، وأرى أننا أمام ممثلة سينما تمتلك من الحضور والكاريزما ما يكفي لتكون أحد نجمات السينما في مصر. نسرين طافش سبق وتواجدت في بطولة نادي الرجال السري مع النجم كريم عبد العزيز، ووقتها تحدثت أننا أمام نجمة خفيفة الظل على المشاهدين، وتمتلك حضور وكاريزما بشكل كبير، بل وتمكنت من أن تدخل من باب الكوميديا وهو الأصعب للدخول من خلاله لقلب الجمهور وخاصة المصري. والتجربة التي تقدمها نسرين هذا العام تثبت أنها فنانة كوميديانه من الدرجة الأولى، بل وتستطع أن تقدم كوميديا الموقف وهي الأصعب على الإطلاق، بجانب تواجدها بجوار ن

نعيمة.. الراقصة الجميلة والنجمة القادمة

نعيمة هي فنانة استعراضية بدأت في التواجد من خلال إعلانات عدة، وبعدها تواجدت في السينما، ومن ثم بعض الأغاني الاستعراضية، إلا أن قررت الإتجاه للرقص الشرقي مؤخرًا، وعلى الرغم من الجماهيرية التي أصبحت تكتسبها في مصر والوطن العربي، إلا أنها تعد أصغر راقصة مصرية على الإطلاق، رغم حداثة تواجدها التي لم تتعدى ثلاثين يومًا. نعيمة بدأت في اقتحام مجال الرقص الشرقي بقوة وأصبح يتردد اسمها بقوة رغم حداثة تواجدها، ربما لعدة أسباب فهي واحدة ممن يمتلكون كاريزما عالية، وحضور طاغي، ناهيك عن خفة ظلها والتي قد تكون ميزة نادرًا ما تتواجد في الراقصات الشرقيات، بجانب روحها، هذا ليس كل شيء فهي تتمتع بقدر جميل من الجمال والجاذبية، جميعها صفات تأتي بجانب أنها تجيد الرقص الشرقين ولها أسلوب مميز، وبدأت تفرض نفسها بقوة في الفترة الأخيرة. نعيمة جمالها شرقي، فلها طابع جمالي ومهني من حيث اسلوبها، مميز ومختلف عن باقي الراقصات، وربما هو سر التفرد الذي تتمتع به هذه الراقصة الشابة، والتي ينتظرها مستقبل مبهر في هذا المجال. و اعتقد ان باب التمثيل سيفتح رويدًا لرويدًا لنعيمة بجانب كونها راقصة شرقية، ور

دانه حمدي.. مصدر الطاقة للغير والمعالجة المختلفة

كتب- أحمد الروبي دائمًا ما نسعى لأن نساعد الأخرون على التعافي من آلامهم وأزماتهم سواء النفسية والعاطفية، وحتى الجسدية وفي بعض الأحيان الجنسية، ونجد أن هناك أطباء، ومعالجين نفسيين ولايف كوتش أصبحوا يساهمون بشكل كبير في أن يشفى المجتمع متمثلًا في الأناس من أزماته، ونحن في هذا المقال أمام واحدة قد ساعدت المئات على التعافي من أزماتهم وهو دانه حمدي. دانه لها موقع خاص ومنصاتها على السوشيال ميديا والتي تخصص فيها الكثير لتساعد الأخرين على أن يعيشوا بشكل أفضل، حتى أن لها فيديوهات خاصة مليئة بمحفزات، وخبرات وطرق تنقلها للأخرين حتي يعيشوا بشكل أفضل ويتمكنوا من أن يسيروا على الطريق المستقيم، لنجد أنفسنا ليس أمام معاجل فقط، بل إنسانة تسغى لأن تساعد غيرها على تخطي الأزمات. ومن يتابع دانه عن كثب، يجدها أنها إحدى هولاء الذي يشعون طاقة وبهجة، بل ينتقل الأمر لتكون من مصادر الطاقة للغير، وينعكس هذا من خلال مئات التعليقات التي تأتي من أناس قد ساعدتهم في أن يعيشوا حياتهم بشكل أفضل، ويتخطوا الأزمات التي مروا بها، بل وتساهم في أن يحدد كل من تتعامل معهم بشكل كباشر أو غير مباشر من خلال المتابعين أن يحددوا