التخطي إلى المحتوى الرئيسي

درة- حينما جسدت القهر في شخصية.. وأضاءت في "يوم وليلة"



كتب- أحمد الروبي
هناك نوعية أفلام ننتظرها سنوات حتى نتعثر بها في السينما، وهذا العام تعثرت في فيلم "يوم وليلة" والذي تعامل مع طبقة المجتمع بشكل عرضي فرأينا واقع المجتمع من خلال كافة الطبقات والشخصيات بمختلف انتمائهم، وديانتهم، وميولهم، ومهناتهم، وحتى أعمارهم، والحقيقة أن كان هناك أدوار مضيئة في العمل كثير ومنها دور درة، والتي جسدت دور ممرضة تدعى ميرفت، والحقيقة أن الشخصية كانت مضيئة ومختلفة، وصعبة.

شخصية ميرفت كان بها تكوين مختلف عن الكثير من أدوار درة في السابق، ولكل في بناء الشخصية أرادت درة من المشاهد أن يتفهم طبيعتها وتمكنت بذلك من خلال مشهد واحد، وقدمته بقدرة تمثيلية كبيرة،  فكانت فتاة تصارع الحياة، وتصارع الظروف، وزوج لا يهتم لها ولا لطفلها، وزاد على تلك الصراعات صراعها مع يطمعون بها، ويستغلوها طوال الوقت.

الشخصية كانت ترغم على أفعال لا ترضى بها لأجل المال، فهي تعول بيتًا كاملا، من بينهم شقيق ضاقت عليه الدنيا، وزوج قرر أن يرميهم هي وطفلها، ألا أنها تحلم بأن أن ينشأ نجلها نشأ مختلفة حتى لا يتشبه بهم.

الشخصية التي جسدتها درة شخصية نرى مثلها مئات بل آلاف الشخصيات، ربما لا يشبهونها حرفيًا، ولكن تجد في تكوينها الكثير منها، ولكن يظل الدور صعب للغاية، فهو يحكى عن فتاة مقهورة، لا يقوى صوتها على أن يعلوا حتى رافضًا للظلم الذي تتعرض له، فكما لو كانت كسرتها الدنيا ونالت منها ما نالت فلم يعد يقوى صوتها على أن يرفض الظلم، أعتدته، وعاشت في الحياة كما يقولون إنسان من الدرجة الثانية، وهو ما أنعكس على انفعالاتها، وانكسار خطواتها، وتهدج صوتها في الحديث، وتقبلها للظلم.

ولكن يظل المشهد الذي لا يزال في ذاكرتي، وهو بالنسبة لي من أهم مشاهد الفيلم، وأهم مشهد لدرة في العمل، وأيضًا أعتبره تمرد على أي مشهد قدم في السينما من قبل يشبهه، ففي أحد المشاهد يحاول أحمد الفيشاوي الاعتداء عليها تحت تهديد السلاح، المختلف في هذا المشهد أن حالة الاستسلام والقهر والظلم الذي تتعرض له الشخصية في حياتها ظهرت في هذا المشهد، فكانت مقاومتها دموعها، فهي الوحيدة التي لم تتمكن من تحمل الظلم بهذا الشكل، فكان مشهد نفسيًا صعب للغاية، ويصعب تجسيده ليظهر بهذا الكم من المشاعر والأحاسيس والتصديق، إلا أن درة قدمته ببراعة شديدة وتصديق كبير للشخصية.

في النهاية: درة تتنوع في أدوارها بشكل لافت، وتختار الدور الذي يقدمها بشكل مختلف، وكأنها تعيد اكتشاف نفسها باستمرار، فتقدم الكوميدي، والتراجيدي، والأرستقراطية، وحتى البسيطة، هذا التنوع يجعلها فنانة لا يمكن تصنيفها بنوعية أعمال، قدر تصنيفها أنها نجمة من طراز مختلفز

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نسرين طافش.. "الجميلة" التي خطفت القلوب بـ"خفة الظل" في "أخي فوق الشجرة"

كتب- أحمد الروبي تزامنًا مع بدء عرض فيلم "أخي فوق الشجرة" قررت مشاهدة الفيلم، وتخصيص المقال التالي للحديث عن نسرين طافش ودورها في أحداث هذا الفيلم الذي أراها واحدة من مكاسب العمل عودة نسرين طافش للتواجد في السينما مرة أخرى. هناك دائمًا تصنيفات تطلق على نجوم الفن، فهناك ممثلو دراما، وأخرون سينما، بكل تأكيد هذا لا يعنى أن أـحدهم أفضل من الأخر، أو أن ممثلي السينما لن يقدموا دراما، ولكن ممثل السينما هو الذي يتحرك الجمهور من منزله من أجل الذهاب للسينما ومشاهدة الفيلم الخاص به، وأرى أننا أمام ممثلة سينما تمتلك من الحضور والكاريزما ما يكفي لتكون أحد نجمات السينما في مصر. نسرين طافش سبق وتواجدت في بطولة نادي الرجال السري مع النجم كريم عبد العزيز، ووقتها تحدثت أننا أمام نجمة خفيفة الظل على المشاهدين، وتمتلك حضور وكاريزما بشكل كبير، بل وتمكنت من أن تدخل من باب الكوميديا وهو الأصعب للدخول من خلاله لقلب الجمهور وخاصة المصري. والتجربة التي تقدمها نسرين هذا العام تثبت أنها فنانة كوميديانه من الدرجة الأولى، بل وتستطع أن تقدم كوميديا الموقف وهي الأصعب على الإطلاق، بجانب تواجدها بجوار ن

نعيمة.. الراقصة الجميلة والنجمة القادمة

نعيمة هي فنانة استعراضية بدأت في التواجد من خلال إعلانات عدة، وبعدها تواجدت في السينما، ومن ثم بعض الأغاني الاستعراضية، إلا أن قررت الإتجاه للرقص الشرقي مؤخرًا، وعلى الرغم من الجماهيرية التي أصبحت تكتسبها في مصر والوطن العربي، إلا أنها تعد أصغر راقصة مصرية على الإطلاق، رغم حداثة تواجدها التي لم تتعدى ثلاثين يومًا. نعيمة بدأت في اقتحام مجال الرقص الشرقي بقوة وأصبح يتردد اسمها بقوة رغم حداثة تواجدها، ربما لعدة أسباب فهي واحدة ممن يمتلكون كاريزما عالية، وحضور طاغي، ناهيك عن خفة ظلها والتي قد تكون ميزة نادرًا ما تتواجد في الراقصات الشرقيات، بجانب روحها، هذا ليس كل شيء فهي تتمتع بقدر جميل من الجمال والجاذبية، جميعها صفات تأتي بجانب أنها تجيد الرقص الشرقين ولها أسلوب مميز، وبدأت تفرض نفسها بقوة في الفترة الأخيرة. نعيمة جمالها شرقي، فلها طابع جمالي ومهني من حيث اسلوبها، مميز ومختلف عن باقي الراقصات، وربما هو سر التفرد الذي تتمتع به هذه الراقصة الشابة، والتي ينتظرها مستقبل مبهر في هذا المجال. و اعتقد ان باب التمثيل سيفتح رويدًا لرويدًا لنعيمة بجانب كونها راقصة شرقية، ور

دانه حمدي.. مصدر الطاقة للغير والمعالجة المختلفة

كتب- أحمد الروبي دائمًا ما نسعى لأن نساعد الأخرون على التعافي من آلامهم وأزماتهم سواء النفسية والعاطفية، وحتى الجسدية وفي بعض الأحيان الجنسية، ونجد أن هناك أطباء، ومعالجين نفسيين ولايف كوتش أصبحوا يساهمون بشكل كبير في أن يشفى المجتمع متمثلًا في الأناس من أزماته، ونحن في هذا المقال أمام واحدة قد ساعدت المئات على التعافي من أزماتهم وهو دانه حمدي. دانه لها موقع خاص ومنصاتها على السوشيال ميديا والتي تخصص فيها الكثير لتساعد الأخرين على أن يعيشوا بشكل أفضل، حتى أن لها فيديوهات خاصة مليئة بمحفزات، وخبرات وطرق تنقلها للأخرين حتي يعيشوا بشكل أفضل ويتمكنوا من أن يسيروا على الطريق المستقيم، لنجد أنفسنا ليس أمام معاجل فقط، بل إنسانة تسغى لأن تساعد غيرها على تخطي الأزمات. ومن يتابع دانه عن كثب، يجدها أنها إحدى هولاء الذي يشعون طاقة وبهجة، بل ينتقل الأمر لتكون من مصادر الطاقة للغير، وينعكس هذا من خلال مئات التعليقات التي تأتي من أناس قد ساعدتهم في أن يعيشوا حياتهم بشكل أفضل، ويتخطوا الأزمات التي مروا بها، بل وتساهم في أن يحدد كل من تتعامل معهم بشكل كباشر أو غير مباشر من خلال المتابعين أن يحددوا