التخطي إلى المحتوى الرئيسي

إنجي علاء.. "بلا دليل" عندما تقترن الموهبة بـ"الرؤية" المختلفة


كتب- أحمد الروبي
ربما تطرق للحديث عن مسلسل بلا دليل أثناء عرض حلقات العمل، ولكن كان يجب التحدث عن قصة العمل بعد انتهائه، ليكون قد تم استعراض كافة الأحداث وتتضح الشخصيات والخط الدرامي للعمل، وحبكة العمل، والقدرة على إبراز العقدة في العمل وهل استطاع السيناريو أن يحلها أم لا.

الحقيقة أن إنجي علاء، كاتبة سيناريو العمل، كانت ذكية في التعامل معه، وربما خبرتها في مجال الكتابة، بجانب الموهبة، جعل هناك شيء مميز في السيناريو الخاص بها، وهو فهم عقلية المشاهد، وقدرتها على جعله متابع لأحداث العمل طوال الوقت، في البداية خدعتني، وربما خدعت الجميع بجعلهم يشعرون أن هناك مرض نفسي تعاني منه حبيبة، وبعدها باتت توجه الأنظار كل عدة حلقات لأحد الشخصيات في العمل، وجعلت الشخص الوحيد المذنب هو الأكثر نقاءً وبساطة في الأبطال، ولكن جعلت الدافع قوي، وكانت حبكته جيده.

قبل الحديث عن قدرتها على كتابة شخصيات بهذا الكم من الحرفية، لا يمكن التناسي على قدرتها على سرد ورسم طبقات المجتمع والتجول فيما بينها بشكل سلس، فهناك الطلاب في المدارس والمخدرات، والأمراض النفسية التي تصيب الأبناء في سن صغير، والفقراء الذين يتداخلون مع الطبقات الغنية، والبسطاء الذي يبتعدون عن من لا يشبهونهم، والمراهقين، والكبار، ورجال الأعمال، وغيرها من كمجموعة كبيرة من طبقات المجتمع الذي تطرق لها العمل ولكن دون زحام، أو حشو أحداث قد تصيب المشاهد بالتخمة.

أما عن الشخصيات فكانت جميعها مرسومة بعناية شديدة، وكان هناك رسم لماضي تلك الشخصيات حتى يفهم المشاهد كيف تشكلت، وربما هذا التعقيد جعل الجمهور يشعر بمدى صدق تلك الشخصيات، وقربها من الواقع، لذلك أعتب أيضًا أن الشخصيات كانت واحدة من السمات المميزة لسيناريو بلا دليل.

وهناك أيضًا الحبكة التي قامت بها إنجي من ربط للشخصيات بعضها البعض، والعقدة المتمثلة في الجريمة، كانت من عوامل الجذب في العمل، وخدمت ذلك دراميًا بتكوين الشخصيات ورسمها بهذا الشكل لتكون جميعها موائمة للجرم، فإنجي كانت تريد أن تصنع عمل اجتماعي، ولكن في نفس الوقت بشكل مختلف وجديد يجذب المشاهدين بكافة فئاتهم العمرية، فكانت تلك التوليفة، ما بين الجريمة، وبعض الدراما النفسية، وجميعها صبت في صنع عمل درامي اجتماعي مختلف، وجيد، وربما يكون هذا العمل هو بداية صناعة أعمال اجتماعية مختلفة، وتلقى قبول في الشارع المصري الذي يفضل تلك الأعمال بشدة، ولكنها أصبحت غير جيدة الصنع في الفترة الأخيرة فأنصرف الجمهور عنها.

في النهاية: يجب أن أقول أن إنجي تمتلك رؤية مختلفة وخاصة بها، وتوليفة قد تكون ميزة خاصة بها وحدها، ومازلت أنتظر مزيد من الأعمال المختلفة الجيدة الصنع من إنجي.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نسرين طافش.. "الجميلة" التي خطفت القلوب بـ"خفة الظل" في "أخي فوق الشجرة"

كتب- أحمد الروبي تزامنًا مع بدء عرض فيلم "أخي فوق الشجرة" قررت مشاهدة الفيلم، وتخصيص المقال التالي للحديث عن نسرين طافش ودورها في أحداث هذا الفيلم الذي أراها واحدة من مكاسب العمل عودة نسرين طافش للتواجد في السينما مرة أخرى. هناك دائمًا تصنيفات تطلق على نجوم الفن، فهناك ممثلو دراما، وأخرون سينما، بكل تأكيد هذا لا يعنى أن أـحدهم أفضل من الأخر، أو أن ممثلي السينما لن يقدموا دراما، ولكن ممثل السينما هو الذي يتحرك الجمهور من منزله من أجل الذهاب للسينما ومشاهدة الفيلم الخاص به، وأرى أننا أمام ممثلة سينما تمتلك من الحضور والكاريزما ما يكفي لتكون أحد نجمات السينما في مصر. نسرين طافش سبق وتواجدت في بطولة نادي الرجال السري مع النجم كريم عبد العزيز، ووقتها تحدثت أننا أمام نجمة خفيفة الظل على المشاهدين، وتمتلك حضور وكاريزما بشكل كبير، بل وتمكنت من أن تدخل من باب الكوميديا وهو الأصعب للدخول من خلاله لقلب الجمهور وخاصة المصري. والتجربة التي تقدمها نسرين هذا العام تثبت أنها فنانة كوميديانه من الدرجة الأولى، بل وتستطع أن تقدم كوميديا الموقف وهي الأصعب على الإطلاق، بجانب تواجدها بجوار ن...

درة... من الأداء المتقن إلى الإخراج المبدع في "وين صرنا"

 كتب- أحمد الروبي  قد تكون المرة الأولى التي يظهر فيها اسم درة في السينما كمخرجة، لكن من خلال فيلمها الأول "وين صرنا"، أظهرت الفنانة قدرات فنية فائقة جعلتها تبرز في هذا المجال بكل قوة. الفيلم الذي عُرض في مهرجان القاهرة السينمائي لم يكن مجرد فرصة لدرة لتقديم لمسة جديدة في عالم الفن، بل كان بداية قوية لمسيرتها كمخرجة، مما يعكس مدى تفوقها في هذا المجال. لقد أثبتت درة في "وين صرنا" أنها ليست فقط ممثلة محترفة بل قادرة أيضًا على التأثير في كل تفاصيل العمل السينمائي. إبداعها في إخراج الفيلم حيث أظهرت قدرة عالية على توجيه رؤية الفيلم بأسلوب فني جيد. الفيلم نفسه يروي قصة عائلة فلسطينية تعيش واقعًا مليئًا بالتحديات. برعت درة في توثيق تفاصيل حياتهم اليومية وأسلوب مقاومتهم للصعوبات التي تواجههم بأسلوب يعكس الصدق والعمق. نقلت الكاميرا مشاعر العائلة الفلسطينية وأحلامها وآلامها بطريقة مؤثرة تحاكي الواقع دون تزييف. كما تميزت باختيار زوايا التصوير والمؤثرات الصوتية التي دعمت الأجواء العامة للعمل، مما جعل الفيلم ينقل صورة حقيقية عن هذه العائلة للجمهور وكأن الجملة الأكثر تأثيرا في ا...

تكريم رنا مصطفى "ملكة جمال الإعلام"

كرمت الدكتور رنا مصطفى في مؤتمر هنا الشهيد الذي نظم منذ عدة أيام حيث حضرت هي وعدد من طلاب أكاديمية الثقافة والعلوم. رنا دائمًا ما تلفت الأنظار من خلال تواجدها في المناسبات العامة، حيث اطلق عليها المتابعين "ملكة جمال الإعلام" وذلك لكونها دائمًا ما تظهر بشكل يلفت الأنظار   وتختار إطلالتها بشكل جيد.