فيلم
"ولاد رزق 2" استطاع أن يتصدر شباك التذكر منذ بداية عرضه تزامنًا مع
عيد الأضحى، وحين شاهدت العمل قررت الحديث في هذا المقال عن عمرو يوسف، ودوره في
الفيلم، عمرو من الفنانين الذين يمتلكون قدرة فريدة على التنوع، فنان يسعى للتنوع
بشكل كبير، إلا أن هناك ماهو أهم من ذلك فعمرو يمتلك عقلية مختلفة للغاية عن باقي
نجوم جيله، فهو يؤمن بأهمية العمل ككل بجانب دوره، لذلك دائمًا ما تجده في أعمال
مكتظة بالنجوم وجميعها تعد أعمال على المستوى الفني جيدة للغاية، وربما تلك
العقلية بات يعي لها بعض النجوم، إلا أن عمرو قد سبقهم قليلًا في هذا.
عمرو قدم
الجزء الثاني من الشخصية، ولم أشعر بانفصال عن الجزء الأول فالشخصية تسير كما
كانت، في نفس خطها الدرامي والنفسي، ناهيك عن اهتمام عمرو بعدة أشياء، أولها الشكل
الخارجي والذي كان يوحي بالفعل أن هذا الشاب من منطقة شعبية ورزق ببعض الأموال،
بالطبع هذا بجانب نبرة الصوت، وحديث الشخصية، واللذان يتوافقان مع بعداها
الاجتماعي والنفسي، وليكون الأكشن الذي تقدمه الشخصية قابل للتصديق كان يجب أن
يتمتع بجسد رياضي، وبنيان قوي، وهو ما عمل عليه بشكل جيد، وقدم مشاهد حركة جيدة
للغاية، فقد أولاها اهتمام كبير فكانت طبيعية وجيدة.
ولكن ما
استوقفني في إحدى المشاهد هو قدرة عمرو على التعبير بما داخله بالنظرات، فقلة من
الفنانين الذين يستطيعون أن يعكسون الحالة النفسية للشخصية بهذا الشكل، وسبق وقد
تحدثت عن ذلك منذ عدة سنوات في مقال تكلمت فيه عن دور عمرو في مسلسل عد تنازلي،
ولكن في هذا الفيلم يبدو أن قدرات عمرو قد تطورت بشكل كبير، فقد رأيت مجموعة كبيرة
من المشاعر يعبر عنها بنظراته أكثر من حديثه، وهذه من أصعب المراحل لأي فنان
فإستاطع أن يتجول بين أربعة مشاعر مختلفة في مشهد واحد فبعد أن علم أحمد عز أن
عمرو يوسف قد نفذ عمليه من خلف ظهره، وذهب لمحاسبته، في الربع الأول امتلأت نظرات
عمرو بالتحدي والمواجهة، وبعدها أخبره شقيقه أن نجله قد خطف، فتحول التحدي لذهول،
وبعدها تحولت تلك النظرات لندم، وتحولت في النهاية لإنتقام، هذه المشاعر يصعب على
فنان أن يخلطها جميعًا في مشهد واحد ويتجول فيما بينها، ولكن عمرو نقل سقف التحدي لمنطقة مختلفة، وعبر
عنها بالنظرات قبل الحديث، وهذا يخلق رابط قوي بين المشاهد والفنان، ويضيف مزيد من
المصداقية، والتوحد بين الفنان والمشاهد، وعمرو قدم في العمل واحد من أفلامه
المختلفة، وتنوع فيها ما بين الأكشن، ولمحات كوميدية، ومشاعر مختلطة لشخصية تبدوا
أنها تعاني من اضطراب في مشاعرها، ولا تمتلك أي قدرة على خلق استقرار في حياتها،
وذلك يظهر من حبه للسهر، وتعدد علاقاته، بجانب كونه شخصية بلا مبادئ.
عمرو
أستاطع أن يقدم الشخصية بشكل جيد، ورسم ملامحها الداخلية والخارجية بشكل جيد، وقدم
مشاهد حركة مختلفة، وأستطاع أن يبرز مشاعر الشخصية الإيجابية والسلبية وسط هذا
الزحام من عمليات السرقة والسطو، ليكون هناك بعد انساني يشعر به المشاهد.
في
النهاية: عمرو يوسف ليس مجرد واحد من نجوم هذا الجيل، بل يمتلك عقلية مختلفة،
وموهبة تتطور باستمرار، بجانب الذكاء الفني الكبير الذي يمتلكه والذي جعله يتواجد
في منطقة مختلفة، ودائمًا ما يختار أدوار متنوعة، ويصنع حالة من التوازن بين
السينما والدراما لم يصنعها أي نجم أخر على الإطلاق.
تعليقات
إرسال تعليق