التخطي إلى المحتوى الرئيسي

عمرو يوسف.. عندما صنع نجم من حالة "ولاد رزق 2" مشاهد عظيمة وفرض ذكائه الفني




 كتب- أحمد الروبي
فيلم "ولاد رزق 2" استطاع أن يتصدر شباك التذكر منذ بداية عرضه تزامنًا مع عيد الأضحى، وحين شاهدت العمل قررت الحديث في هذا المقال عن عمرو يوسف، ودوره في الفيلم، عمرو من الفنانين الذين يمتلكون قدرة فريدة على التنوع، فنان يسعى للتنوع بشكل كبير، إلا أن هناك ماهو أهم من ذلك فعمرو يمتلك عقلية مختلفة للغاية عن باقي نجوم جيله، فهو يؤمن بأهمية العمل ككل بجانب دوره، لذلك دائمًا ما تجده في أعمال مكتظة بالنجوم وجميعها تعد أعمال على المستوى الفني جيدة للغاية، وربما تلك العقلية بات يعي لها بعض النجوم، إلا أن عمرو قد سبقهم قليلًا في هذا.

عمرو قدم الجزء الثاني من الشخصية، ولم أشعر بانفصال عن الجزء الأول فالشخصية تسير كما كانت، في نفس خطها الدرامي والنفسي، ناهيك عن اهتمام عمرو بعدة أشياء، أولها الشكل الخارجي والذي كان يوحي بالفعل أن هذا الشاب من منطقة شعبية ورزق ببعض الأموال، بالطبع هذا بجانب نبرة الصوت، وحديث الشخصية، واللذان يتوافقان مع بعداها الاجتماعي والنفسي، وليكون الأكشن الذي تقدمه الشخصية قابل للتصديق كان يجب أن يتمتع بجسد رياضي، وبنيان قوي، وهو ما عمل عليه بشكل جيد، وقدم مشاهد حركة جيدة للغاية، فقد أولاها اهتمام كبير فكانت طبيعية وجيدة.

ولكن ما استوقفني في إحدى المشاهد هو قدرة عمرو على التعبير بما داخله بالنظرات، فقلة من الفنانين الذين يستطيعون أن يعكسون الحالة النفسية للشخصية بهذا الشكل، وسبق وقد تحدثت عن ذلك منذ عدة سنوات في مقال تكلمت فيه عن دور عمرو في مسلسل عد تنازلي، ولكن في هذا الفيلم يبدو أن قدرات عمرو قد تطورت بشكل كبير، فقد رأيت مجموعة كبيرة من المشاعر يعبر عنها بنظراته أكثر من حديثه، وهذه من أصعب المراحل لأي فنان فإستاطع أن يتجول بين أربعة مشاعر مختلفة في مشهد واحد فبعد أن علم أحمد عز أن عمرو يوسف قد نفذ عمليه من خلف ظهره، وذهب لمحاسبته، في الربع الأول امتلأت نظرات عمرو بالتحدي والمواجهة، وبعدها أخبره شقيقه أن نجله قد خطف، فتحول التحدي لذهول، وبعدها تحولت تلك النظرات لندم، وتحولت في النهاية لإنتقام، هذه المشاعر يصعب على فنان أن يخلطها جميعًا في مشهد واحد ويتجول فيما بينها،  ولكن عمرو نقل سقف التحدي لمنطقة مختلفة، وعبر عنها بالنظرات قبل الحديث، وهذا يخلق رابط قوي بين المشاهد والفنان، ويضيف مزيد من المصداقية، والتوحد بين الفنان والمشاهد، وعمرو قدم في العمل واحد من أفلامه المختلفة، وتنوع فيها ما بين الأكشن، ولمحات كوميدية، ومشاعر مختلطة لشخصية تبدوا أنها تعاني من اضطراب في مشاعرها، ولا تمتلك أي قدرة على خلق استقرار في حياتها، وذلك يظهر من حبه للسهر، وتعدد علاقاته، بجانب كونه شخصية بلا مبادئ.

عمرو أستاطع أن يقدم الشخصية بشكل جيد، ورسم ملامحها الداخلية والخارجية بشكل جيد، وقدم مشاهد حركة مختلفة، وأستطاع أن يبرز مشاعر الشخصية الإيجابية والسلبية وسط هذا الزحام من عمليات السرقة والسطو، ليكون هناك بعد انساني يشعر به المشاهد.

في النهاية: عمرو يوسف ليس مجرد واحد من نجوم هذا الجيل، بل يمتلك عقلية مختلفة، وموهبة تتطور باستمرار، بجانب الذكاء الفني الكبير الذي يمتلكه والذي جعله يتواجد في منطقة مختلفة، ودائمًا ما يختار أدوار متنوعة، ويصنع حالة من التوازن بين السينما والدراما لم يصنعها أي نجم أخر على الإطلاق.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نسرين طافش.. "الجميلة" التي خطفت القلوب بـ"خفة الظل" في "أخي فوق الشجرة"

كتب- أحمد الروبي تزامنًا مع بدء عرض فيلم "أخي فوق الشجرة" قررت مشاهدة الفيلم، وتخصيص المقال التالي للحديث عن نسرين طافش ودورها في أحداث هذا الفيلم الذي أراها واحدة من مكاسب العمل عودة نسرين طافش للتواجد في السينما مرة أخرى. هناك دائمًا تصنيفات تطلق على نجوم الفن، فهناك ممثلو دراما، وأخرون سينما، بكل تأكيد هذا لا يعنى أن أـحدهم أفضل من الأخر، أو أن ممثلي السينما لن يقدموا دراما، ولكن ممثل السينما هو الذي يتحرك الجمهور من منزله من أجل الذهاب للسينما ومشاهدة الفيلم الخاص به، وأرى أننا أمام ممثلة سينما تمتلك من الحضور والكاريزما ما يكفي لتكون أحد نجمات السينما في مصر. نسرين طافش سبق وتواجدت في بطولة نادي الرجال السري مع النجم كريم عبد العزيز، ووقتها تحدثت أننا أمام نجمة خفيفة الظل على المشاهدين، وتمتلك حضور وكاريزما بشكل كبير، بل وتمكنت من أن تدخل من باب الكوميديا وهو الأصعب للدخول من خلاله لقلب الجمهور وخاصة المصري. والتجربة التي تقدمها نسرين هذا العام تثبت أنها فنانة كوميديانه من الدرجة الأولى، بل وتستطع أن تقدم كوميديا الموقف وهي الأصعب على الإطلاق، بجانب تواجدها بجوار ن

نعيمة.. الراقصة الجميلة والنجمة القادمة

نعيمة هي فنانة استعراضية بدأت في التواجد من خلال إعلانات عدة، وبعدها تواجدت في السينما، ومن ثم بعض الأغاني الاستعراضية، إلا أن قررت الإتجاه للرقص الشرقي مؤخرًا، وعلى الرغم من الجماهيرية التي أصبحت تكتسبها في مصر والوطن العربي، إلا أنها تعد أصغر راقصة مصرية على الإطلاق، رغم حداثة تواجدها التي لم تتعدى ثلاثين يومًا. نعيمة بدأت في اقتحام مجال الرقص الشرقي بقوة وأصبح يتردد اسمها بقوة رغم حداثة تواجدها، ربما لعدة أسباب فهي واحدة ممن يمتلكون كاريزما عالية، وحضور طاغي، ناهيك عن خفة ظلها والتي قد تكون ميزة نادرًا ما تتواجد في الراقصات الشرقيات، بجانب روحها، هذا ليس كل شيء فهي تتمتع بقدر جميل من الجمال والجاذبية، جميعها صفات تأتي بجانب أنها تجيد الرقص الشرقين ولها أسلوب مميز، وبدأت تفرض نفسها بقوة في الفترة الأخيرة. نعيمة جمالها شرقي، فلها طابع جمالي ومهني من حيث اسلوبها، مميز ومختلف عن باقي الراقصات، وربما هو سر التفرد الذي تتمتع به هذه الراقصة الشابة، والتي ينتظرها مستقبل مبهر في هذا المجال. و اعتقد ان باب التمثيل سيفتح رويدًا لرويدًا لنعيمة بجانب كونها راقصة شرقية، ور

دانه حمدي.. مصدر الطاقة للغير والمعالجة المختلفة

كتب- أحمد الروبي دائمًا ما نسعى لأن نساعد الأخرون على التعافي من آلامهم وأزماتهم سواء النفسية والعاطفية، وحتى الجسدية وفي بعض الأحيان الجنسية، ونجد أن هناك أطباء، ومعالجين نفسيين ولايف كوتش أصبحوا يساهمون بشكل كبير في أن يشفى المجتمع متمثلًا في الأناس من أزماته، ونحن في هذا المقال أمام واحدة قد ساعدت المئات على التعافي من أزماتهم وهو دانه حمدي. دانه لها موقع خاص ومنصاتها على السوشيال ميديا والتي تخصص فيها الكثير لتساعد الأخرين على أن يعيشوا بشكل أفضل، حتى أن لها فيديوهات خاصة مليئة بمحفزات، وخبرات وطرق تنقلها للأخرين حتي يعيشوا بشكل أفضل ويتمكنوا من أن يسيروا على الطريق المستقيم، لنجد أنفسنا ليس أمام معاجل فقط، بل إنسانة تسغى لأن تساعد غيرها على تخطي الأزمات. ومن يتابع دانه عن كثب، يجدها أنها إحدى هولاء الذي يشعون طاقة وبهجة، بل ينتقل الأمر لتكون من مصادر الطاقة للغير، وينعكس هذا من خلال مئات التعليقات التي تأتي من أناس قد ساعدتهم في أن يعيشوا حياتهم بشكل أفضل، ويتخطوا الأزمات التي مروا بها، بل وتساهم في أن يحدد كل من تتعامل معهم بشكل كباشر أو غير مباشر من خلال المتابعين أن يحددوا