أحيانًا يخشى الفنانين التنوع قلقًا من عدم تقبل الجمهور لهم، فبعد أن يعتاد على
رؤيتهم في أدوار بعينها يخشوا التنوع، ولكن من سنتحدث عنها اليوم هي فنانة ضربت
بالتكرار عرض الحائط، فهي الأكثر شجاعة من ناحية تنوع أدوارها، درة واحدة من
الفنانات اللاتي ليس فقط يمتلكن شجاعة تنوع الأدوار، ولكنها تنوع الدراما ما بين
مصرية، وتونسية، وسورية، وربما ذلك يعكس مدى الثقة التي تكنها لموهبتها الكبيرة.
درة من الفنانات اللاتي أصفهن دائمًا بالأكثر
موهبة، وذكاء، وقليلًا ما تجتمع الموهبة والذكاء في فنان واحد، ولكن في الأونة
الأخيرة ربما كنت أكثر انبهارًا، من اختياراتها التي يمكن أن نصفها أنها الأفضل في
بنات جيلها، فقد حلت بطلة لمسلسل الشارع اللي ورانا، والذي كان يحمل قصة غريبة
ومختلفة، والتواجد هذا العام في عمل تونسية وشخصية صعبة للغاية، مرورًا بالحرملك،
أو حنة ذلك يعكس خبرتها التي جعلتها تختار أدوار بعناية، بعيدًا عن فكرة التواجد، فدرة
في الفترة الأخيرة تعزز من مكانتها الفنية، وقيمتها كواحدة من أهم النجمات، وتبدأ
في سرد تاريخ فني سيجعل منها حاضرة بروحها دائمًا.
مقدمة طويلة ولكن لابد منها حين نتحدث عن
فنان، فنحن لسنا فقط أمام الدور، ولكن جودة اختياراته، وتنوعها هما من العناصر
التي تعكس فكرة وموهبته وخبرته، درة قدمت دور حنة الجارية التي تهرب، وتبدأ في
تعزيز مكانتها، شخصية ذكية وماكرة، وسلطية اللسان، تنبهك حركات جسدها عن عدم
احترامها لأحد سوى لذاتها، درة قدمت في حنة تنوع وتنقل في طبقات درامية تمر بها
الشخصية بسلاسة شديدة، ولكن دائمًا ما يلفت انتباهي هو لغة الجسد التي يطبقها
الفنان، هل تتناسب مع الدور الذي يلعبه، هي استطاع عقله الباطن أن يؤمن بالشخصية ويعيشها،
فينساب الجسد سليب الإرادة للعقل، أم لا، وشخصية حنة عبرت عنها درة بلغة جسد جيدة
للغاية، تعكس ما يدور في عقل الشخصية، ونبرة الصوت المرتفعة، شعورها باحتقار كل من
حولها، وحبها لذاتها، حنة لم تكن مجرد سرد لرحلة صعود، ولكنه يعكس مدى قوة غريزة
البقاء عند الإنسان، وقدرته الكبيرة على تحدى صعاب والمرور، فالدافع الأول الذي
رأيته في حنة لم يكن الطمع، ولكن رغبتها في البقاء، الشخصية التي جسدتها درة صعبة،
وتمر بتحولات عدة، ولكن هناك اختبار أقوم به لأتأكد من إجادة أي فنان لدور بعينه،
وهو أن أقوم بالتفكير فيمن يقدم الدور بدلا منه، ودور حنة أعطته دوره من روحها،
فتلك الحسناء لم أتمكن في أن أجعل من أي فنان بطلا بديلا عنها، وهو ما يعكس
إجادتها للدور، وبراعتها في تقديم الشخصية، والخبرة التي أثقلت موهبة درة فجعلتها
واحدة من أهم الفنانين في الوطن العربي، وأكثرهم شعبية.
في النهاية: درة قدمت في عام واحد عملين
ودرامة مختلفة، ولكنها برعت بشكل ملفت للنظر، فيبدو أنها قد بنت قلاع موهبتها،
وحصنتها بخبرتها، وباتت جاهزة لدك قلاع الدراما، لتكتب اسمها بحروف من لؤلؤ.
طبعا دره من افضل واجمل الفنانين الي عرفتهم وبحب تمثيلها وبحب شخصيتها وهي قدوه لكل النااس ويارب تفضل نااجحه علطول وتعيش سعيده طول العمر
ردحذف