التخطي إلى المحتوى الرئيسي

درة.. الموهبة المكتملة والنضوج الفني لـ"حنة" الحرملك




كتب- أحمد الروبي
أحيانًا يخشى الفنانين التنوع قلقًا  من عدم تقبل الجمهور لهم، فبعد أن يعتاد على رؤيتهم في أدوار بعينها يخشوا التنوع، ولكن من سنتحدث عنها اليوم هي فنانة ضربت بالتكرار عرض الحائط، فهي الأكثر شجاعة من ناحية تنوع أدوارها، درة واحدة من الفنانات اللاتي ليس فقط يمتلكن شجاعة تنوع الأدوار، ولكنها تنوع الدراما ما بين مصرية، وتونسية، وسورية، وربما ذلك يعكس مدى الثقة التي تكنها لموهبتها الكبيرة.
درة من الفنانات اللاتي أصفهن دائمًا بالأكثر موهبة، وذكاء، وقليلًا ما تجتمع الموهبة والذكاء في فنان واحد، ولكن في الأونة الأخيرة ربما كنت أكثر انبهارًا، من اختياراتها التي يمكن أن نصفها أنها الأفضل في بنات جيلها، فقد حلت بطلة لمسلسل الشارع اللي ورانا، والذي كان يحمل قصة غريبة ومختلفة، والتواجد هذا العام في عمل تونسية وشخصية صعبة للغاية، مرورًا بالحرملك، أو حنة ذلك يعكس خبرتها التي جعلتها تختار أدوار بعناية، بعيدًا عن فكرة التواجد، فدرة في الفترة الأخيرة تعزز من مكانتها الفنية، وقيمتها كواحدة من أهم النجمات، وتبدأ في سرد تاريخ فني سيجعل منها حاضرة بروحها دائمًا.

مقدمة طويلة ولكن لابد منها حين نتحدث عن فنان، فنحن لسنا فقط أمام الدور، ولكن جودة اختياراته، وتنوعها هما من العناصر التي تعكس فكرة وموهبته وخبرته، درة قدمت دور حنة الجارية التي تهرب، وتبدأ في تعزيز مكانتها، شخصية ذكية وماكرة، وسلطية اللسان، تنبهك حركات جسدها عن عدم احترامها لأحد سوى لذاتها، درة قدمت في حنة تنوع وتنقل في طبقات درامية تمر بها الشخصية بسلاسة شديدة، ولكن دائمًا ما يلفت انتباهي هو لغة الجسد التي يطبقها الفنان، هل تتناسب مع الدور الذي يلعبه، هي استطاع عقله الباطن أن يؤمن بالشخصية ويعيشها، فينساب الجسد سليب الإرادة للعقل، أم لا، وشخصية حنة عبرت عنها درة بلغة جسد جيدة للغاية، تعكس ما يدور في عقل الشخصية، ونبرة الصوت المرتفعة، شعورها باحتقار كل من حولها، وحبها لذاتها، حنة لم تكن مجرد سرد لرحلة صعود، ولكنه يعكس مدى قوة غريزة البقاء عند الإنسان، وقدرته الكبيرة على تحدى صعاب والمرور، فالدافع الأول الذي رأيته في حنة لم يكن الطمع، ولكن رغبتها في البقاء، الشخصية التي جسدتها درة صعبة، وتمر بتحولات عدة، ولكن هناك اختبار أقوم به لأتأكد من إجادة أي فنان لدور بعينه، وهو أن أقوم بالتفكير فيمن يقدم الدور بدلا منه، ودور حنة أعطته دوره من روحها، فتلك الحسناء لم أتمكن في أن أجعل من أي فنان بطلا بديلا عنها، وهو ما يعكس إجادتها للدور، وبراعتها في تقديم الشخصية، والخبرة التي أثقلت موهبة درة فجعلتها واحدة من أهم الفنانين في الوطن العربي، وأكثرهم شعبية.

في النهاية: درة قدمت في عام واحد عملين ودرامة مختلفة، ولكنها برعت بشكل ملفت للنظر، فيبدو أنها قد بنت قلاع موهبتها، وحصنتها بخبرتها، وباتت جاهزة لدك قلاع الدراما، لتكتب اسمها بحروف من لؤلؤ.

تعليقات

  1. طبعا دره من افضل واجمل الفنانين الي عرفتهم وبحب تمثيلها وبحب شخصيتها وهي قدوه لكل النااس ويارب تفضل نااجحه علطول وتعيش سعيده طول العمر

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نسرين طافش.. "الجميلة" التي خطفت القلوب بـ"خفة الظل" في "أخي فوق الشجرة"

كتب- أحمد الروبي تزامنًا مع بدء عرض فيلم "أخي فوق الشجرة" قررت مشاهدة الفيلم، وتخصيص المقال التالي للحديث عن نسرين طافش ودورها في أحداث هذا الفيلم الذي أراها واحدة من مكاسب العمل عودة نسرين طافش للتواجد في السينما مرة أخرى. هناك دائمًا تصنيفات تطلق على نجوم الفن، فهناك ممثلو دراما، وأخرون سينما، بكل تأكيد هذا لا يعنى أن أـحدهم أفضل من الأخر، أو أن ممثلي السينما لن يقدموا دراما، ولكن ممثل السينما هو الذي يتحرك الجمهور من منزله من أجل الذهاب للسينما ومشاهدة الفيلم الخاص به، وأرى أننا أمام ممثلة سينما تمتلك من الحضور والكاريزما ما يكفي لتكون أحد نجمات السينما في مصر. نسرين طافش سبق وتواجدت في بطولة نادي الرجال السري مع النجم كريم عبد العزيز، ووقتها تحدثت أننا أمام نجمة خفيفة الظل على المشاهدين، وتمتلك حضور وكاريزما بشكل كبير، بل وتمكنت من أن تدخل من باب الكوميديا وهو الأصعب للدخول من خلاله لقلب الجمهور وخاصة المصري. والتجربة التي تقدمها نسرين هذا العام تثبت أنها فنانة كوميديانه من الدرجة الأولى، بل وتستطع أن تقدم كوميديا الموقف وهي الأصعب على الإطلاق، بجانب تواجدها بجوار ن

نعيمة.. الراقصة الجميلة والنجمة القادمة

نعيمة هي فنانة استعراضية بدأت في التواجد من خلال إعلانات عدة، وبعدها تواجدت في السينما، ومن ثم بعض الأغاني الاستعراضية، إلا أن قررت الإتجاه للرقص الشرقي مؤخرًا، وعلى الرغم من الجماهيرية التي أصبحت تكتسبها في مصر والوطن العربي، إلا أنها تعد أصغر راقصة مصرية على الإطلاق، رغم حداثة تواجدها التي لم تتعدى ثلاثين يومًا. نعيمة بدأت في اقتحام مجال الرقص الشرقي بقوة وأصبح يتردد اسمها بقوة رغم حداثة تواجدها، ربما لعدة أسباب فهي واحدة ممن يمتلكون كاريزما عالية، وحضور طاغي، ناهيك عن خفة ظلها والتي قد تكون ميزة نادرًا ما تتواجد في الراقصات الشرقيات، بجانب روحها، هذا ليس كل شيء فهي تتمتع بقدر جميل من الجمال والجاذبية، جميعها صفات تأتي بجانب أنها تجيد الرقص الشرقين ولها أسلوب مميز، وبدأت تفرض نفسها بقوة في الفترة الأخيرة. نعيمة جمالها شرقي، فلها طابع جمالي ومهني من حيث اسلوبها، مميز ومختلف عن باقي الراقصات، وربما هو سر التفرد الذي تتمتع به هذه الراقصة الشابة، والتي ينتظرها مستقبل مبهر في هذا المجال. و اعتقد ان باب التمثيل سيفتح رويدًا لرويدًا لنعيمة بجانب كونها راقصة شرقية، ور

دانه حمدي.. مصدر الطاقة للغير والمعالجة المختلفة

كتب- أحمد الروبي دائمًا ما نسعى لأن نساعد الأخرون على التعافي من آلامهم وأزماتهم سواء النفسية والعاطفية، وحتى الجسدية وفي بعض الأحيان الجنسية، ونجد أن هناك أطباء، ومعالجين نفسيين ولايف كوتش أصبحوا يساهمون بشكل كبير في أن يشفى المجتمع متمثلًا في الأناس من أزماته، ونحن في هذا المقال أمام واحدة قد ساعدت المئات على التعافي من أزماتهم وهو دانه حمدي. دانه لها موقع خاص ومنصاتها على السوشيال ميديا والتي تخصص فيها الكثير لتساعد الأخرين على أن يعيشوا بشكل أفضل، حتى أن لها فيديوهات خاصة مليئة بمحفزات، وخبرات وطرق تنقلها للأخرين حتي يعيشوا بشكل أفضل ويتمكنوا من أن يسيروا على الطريق المستقيم، لنجد أنفسنا ليس أمام معاجل فقط، بل إنسانة تسغى لأن تساعد غيرها على تخطي الأزمات. ومن يتابع دانه عن كثب، يجدها أنها إحدى هولاء الذي يشعون طاقة وبهجة، بل ينتقل الأمر لتكون من مصادر الطاقة للغير، وينعكس هذا من خلال مئات التعليقات التي تأتي من أناس قد ساعدتهم في أن يعيشوا حياتهم بشكل أفضل، ويتخطوا الأزمات التي مروا بها، بل وتساهم في أن يحدد كل من تتعامل معهم بشكل كباشر أو غير مباشر من خلال المتابعين أن يحددوا