التخطي إلى المحتوى الرئيسي

سمر مرسي.. سيدة الأدوار الصعبة والهادئة التي تعشق "التفاصيل المركبة"



كتب- أحمد الروبي 
سمر مرسي، واحدة من الفنانات اللاتي يمتلكن مزيج وتركيبة مختلفة في أدوارها الدرامية، دائمًا ما تقدم أدوار وتركيبات صعبة ومعقدة، وظهر ذلك في الشخصية التي لعبتها، في مسلسل لمس اكتاف، ودور كاميليا فجسدت واحدة من أصعب واكثر الشخصيات في المسلسل تعقيدًا.

في مسلسل لمس أكتاف هناك "لاين" لكل شخصية يبدوا إلى حد كبير مستقيم، حتى أن التحولات تكون في ردود أفعال الشخصية وليس في تركيبتها، عدا كاميليا، هي الشخصية الوحيدة التي تظهر شيئًا وتخفي شيئًا، وتمر الشخصية بتحولات بشكل مستمر، وكأنها 4 شخصيات في شخصية واحدة.

الصعوبة في دور كاميليا، هو التحول  ومراحل تطور الشخصية، ولكن على الرغم من أنها لها لاين درامي متعرج، إلا أن سمر استطاعت أن تكسب تعاطف الجمهور، في البداية الشخصية تبدو قاسية مع زوجها الذي يحبها، وتظهر متأمرة وخائنة تحاول زج زوجها في غياهب السجون،  وبعدها يتضح للجمهور قسوة زوجها واجباروا لها أن تعيش معه، رغم رغبتها في تركه، ويصاب المشاهد بحيرة في الوسط بين ما إذا كانت سمر شخصية شريرة أم طيبة.

رغم دوافع الانتقام التي تمتلكها سمر بسبب قتل زوجها لوالدها واستيلائه على أمواله، إلا أنها ليس فقط دافع الانتقام هو المحرك الرئيسي للشخصية، بل أيضًا الخوف، هي تخاف حمزة وتخشى بطشه وتعلم مدى الشر الذي يمتلكه، فالخوف قد يدفعك لفعل مالا يمكن أن تتوقع أن تفعله، فدافع الخوف قد يجبر الإنسان على القتل، أو قتل نفسه، فتدافع الأدرنالين، ومحاولة الإفلات تجبرك على التصرف عكس شخصيتك، لذلك بدا لي أن دافع الخوف هو كان الأقوى والمسيطر على كاميليا من الانتقام، وهو ما يبقيها تقاوم، وتظهر عكس شخصيتها، كاميليا تبدو فتاة هادئة وجميلة، ومن عائلة ارستقراطية، حادة الطباع قليلا ومزاجية، ولكن دافعي الانتقام والخوف، زادا من قوتها وصلابتها، وجعلها تمتلك القدرة على مواجهة زوجها وعائلتها الخارجة عن القانون بمنتهى القوة.

سمر استطاعت أن تجعل الجمهور يشعر بألمها ومعانتها، ورغبتها في النجاة، وذلك عكس ملامحها التي لا تظهر أي من داخلها، والقدرة على إيصال تلك المشاعر للجمهور، والتعامل معها بهذا الثبات، والأداء الهادئ الجيد للغاية، وتمكن شديد من الشخصية، وقدرة كبيرة على وصولها لدوافع الخوف التي قد تصل لها أي شخصية وتبرزها، يجعل من سمر واحدة من أفضل الأدوار في العمل، والتي لا يمكن أن نتحدث عنها.

في النهاية: شخصية كاميليا ثرية، وقوية، ومليئة بالتحولات، والتحديات، ورغم ثراء وقوة الشخصية إلا أن سمر تمكنت من مفاتيح الشخصية، وتعاملت معها بخبرات تمثيلية جيدة، لتكون واحدة من ممثلي الأدوار الصعبة بإمتياز.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نسرين طافش.. "الجميلة" التي خطفت القلوب بـ"خفة الظل" في "أخي فوق الشجرة"

كتب- أحمد الروبي تزامنًا مع بدء عرض فيلم "أخي فوق الشجرة" قررت مشاهدة الفيلم، وتخصيص المقال التالي للحديث عن نسرين طافش ودورها في أحداث هذا الفيلم الذي أراها واحدة من مكاسب العمل عودة نسرين طافش للتواجد في السينما مرة أخرى. هناك دائمًا تصنيفات تطلق على نجوم الفن، فهناك ممثلو دراما، وأخرون سينما، بكل تأكيد هذا لا يعنى أن أـحدهم أفضل من الأخر، أو أن ممثلي السينما لن يقدموا دراما، ولكن ممثل السينما هو الذي يتحرك الجمهور من منزله من أجل الذهاب للسينما ومشاهدة الفيلم الخاص به، وأرى أننا أمام ممثلة سينما تمتلك من الحضور والكاريزما ما يكفي لتكون أحد نجمات السينما في مصر. نسرين طافش سبق وتواجدت في بطولة نادي الرجال السري مع النجم كريم عبد العزيز، ووقتها تحدثت أننا أمام نجمة خفيفة الظل على المشاهدين، وتمتلك حضور وكاريزما بشكل كبير، بل وتمكنت من أن تدخل من باب الكوميديا وهو الأصعب للدخول من خلاله لقلب الجمهور وخاصة المصري. والتجربة التي تقدمها نسرين هذا العام تثبت أنها فنانة كوميديانه من الدرجة الأولى، بل وتستطع أن تقدم كوميديا الموقف وهي الأصعب على الإطلاق، بجانب تواجدها بجوار ن

نعيمة.. الراقصة الجميلة والنجمة القادمة

نعيمة هي فنانة استعراضية بدأت في التواجد من خلال إعلانات عدة، وبعدها تواجدت في السينما، ومن ثم بعض الأغاني الاستعراضية، إلا أن قررت الإتجاه للرقص الشرقي مؤخرًا، وعلى الرغم من الجماهيرية التي أصبحت تكتسبها في مصر والوطن العربي، إلا أنها تعد أصغر راقصة مصرية على الإطلاق، رغم حداثة تواجدها التي لم تتعدى ثلاثين يومًا. نعيمة بدأت في اقتحام مجال الرقص الشرقي بقوة وأصبح يتردد اسمها بقوة رغم حداثة تواجدها، ربما لعدة أسباب فهي واحدة ممن يمتلكون كاريزما عالية، وحضور طاغي، ناهيك عن خفة ظلها والتي قد تكون ميزة نادرًا ما تتواجد في الراقصات الشرقيات، بجانب روحها، هذا ليس كل شيء فهي تتمتع بقدر جميل من الجمال والجاذبية، جميعها صفات تأتي بجانب أنها تجيد الرقص الشرقين ولها أسلوب مميز، وبدأت تفرض نفسها بقوة في الفترة الأخيرة. نعيمة جمالها شرقي، فلها طابع جمالي ومهني من حيث اسلوبها، مميز ومختلف عن باقي الراقصات، وربما هو سر التفرد الذي تتمتع به هذه الراقصة الشابة، والتي ينتظرها مستقبل مبهر في هذا المجال. و اعتقد ان باب التمثيل سيفتح رويدًا لرويدًا لنعيمة بجانب كونها راقصة شرقية، ور

دانه حمدي.. مصدر الطاقة للغير والمعالجة المختلفة

كتب- أحمد الروبي دائمًا ما نسعى لأن نساعد الأخرون على التعافي من آلامهم وأزماتهم سواء النفسية والعاطفية، وحتى الجسدية وفي بعض الأحيان الجنسية، ونجد أن هناك أطباء، ومعالجين نفسيين ولايف كوتش أصبحوا يساهمون بشكل كبير في أن يشفى المجتمع متمثلًا في الأناس من أزماته، ونحن في هذا المقال أمام واحدة قد ساعدت المئات على التعافي من أزماتهم وهو دانه حمدي. دانه لها موقع خاص ومنصاتها على السوشيال ميديا والتي تخصص فيها الكثير لتساعد الأخرين على أن يعيشوا بشكل أفضل، حتى أن لها فيديوهات خاصة مليئة بمحفزات، وخبرات وطرق تنقلها للأخرين حتي يعيشوا بشكل أفضل ويتمكنوا من أن يسيروا على الطريق المستقيم، لنجد أنفسنا ليس أمام معاجل فقط، بل إنسانة تسغى لأن تساعد غيرها على تخطي الأزمات. ومن يتابع دانه عن كثب، يجدها أنها إحدى هولاء الذي يشعون طاقة وبهجة، بل ينتقل الأمر لتكون من مصادر الطاقة للغير، وينعكس هذا من خلال مئات التعليقات التي تأتي من أناس قد ساعدتهم في أن يعيشوا حياتهم بشكل أفضل، ويتخطوا الأزمات التي مروا بها، بل وتساهم في أن يحدد كل من تتعامل معهم بشكل كباشر أو غير مباشر من خلال المتابعين أن يحددوا