التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مي عمر- عندما وضعتها "العفوية والبساطة" في قلوب المشاهدين.. وكسبت حبهم في "ولد الغلابة"



كتب- أحمد الروبي
البساطة واحدة من الأدوات السحرية التي قد يمتلكها أو يفتقدها أي ممثل، وأحيانًا حين يتخلى عنها الفنان فقد تخلى عن الوريد الذي يوصل إحساس الممثل للمشاهدين، ومي عمر واحدة من الفنانات اللاتي يمتزن بسلاسة وبساطة متناهية في أدائها التمثيلي بشكل كبير، وربما عفويتها وبساطتها السبب وراء حب الجمهور لها.

منذ عامات تكلمت عن أداء مي عمر التمثيلي الجيد في مسلسل "ريح المدام" وهو عمل كوميدي تشاركت فيه البطولة مع أثنان من أهم الكوميدانات الصاعدين، واستطاعت أن تزاحم وقتها وتضوي نورًا بينهما وهذا كان أمر لافت وقتها هاجمها البعض إلا أنني كنت أثق في عفويتها وموهبتها اللتان ستساهمان يومًا أن تكون واحدة من أهم الفنانات على الساحة، وهذا العام تتواجد في مسلسل "ولد الغلابة" بشخصية لا يمكن أن نقول عنها بسيطة، فالبساطة لا تتواجد في شخصًا فقد كل شيء حتى حريته، مي استطاعت خلال أحداث العمل أن تجعل المشاهد أن يصدق غضبها الذي قد يجعل منها قاتلة الرجل الذي تزوجها عنوة، وزج بأبيها في غياهم السجون، وسلبها حريتها، تلك الأحداث المتلاحقة عصفت بفتاة شابة لم تدرك بعد كيف تقوى على مواجهة الحياة، ولكن يبدو أنها كانت مع معدن صلد ونفيس، فزادتها صلابة وقوة، حتى اهانات زوجها ومحاولات كسرها فشلت، فالشخصية تركيبتها معقدة، فمي جسدت اللين والقسوة، الكبرياء والانكسار، الحب والكراهية، وتلك المشاعر المتضادة والمتواجهة، واستطاعت أن تعبر عن الإحساس بنظراتها، وانفعالاتها، فقدمت قدرة  كبيرة على التجول بين انفعالات متضادة في مشهد واحد ببراعة متناهية، فتراها تتعرض للانكسار والهوان وخلال 5 ثوان تتحول نظرات الضعف لتحد، وتتمالك جسدها الذي انهكه الاعتداء بالضرب، ليتحول إلى وضعية الهجوم، ومن الأدوات التي جاءت من صدقها للشخصية هو لغة الجسد التي قامت بما تبقى للمشاهد ليصدق الشخصية، ولغة الجسد يتحكم فيها الأحساس الداخلي، ومي قد آمنت وصدقت ما تقدم فساندتها لغة الجسد.

وهناك اختبار عادة ما أقوم به، وهو مشاهدة الأعمال التي أريد أن أعرف ما إذا كانت لغتها التمثيلية جيدة من عدمه، وذلك عن طريق كتم الصوت، ومشاهدة العمل بدون سماع الحوار، وأحاول تكوين الانطباعات عن كل شخصية من خلال انفعالاتها ولغة الجسد الخاصة بها، غالبًا ما يحدث لدي فراغات كبيرة في أداء بعض الممثلين لعدم قدرتهم في التعبير عن الشخصية دون الصوت، وأنا لا أنكر أهمية الصوت، ولكن بدون الصوت تكشف عن معدن الفنان واحساسه، ومي أعطتني الانطباع كاملا بنظراتها، وانفعالاتها، وهو ما يعكس مدى صدقها، وعفوية موهبتها، وإيمانها بما يقدم، فتكون حواسها أجمع مسخره لمساندتها فيصدقها الجمهور، بجانب أنها لا تلتفت للمشككين في موهبتها، بل تعمل بشكل دؤوب على تطوير أدائها باستمرار، فالنجاح لا يأتي إلا من التعثر أحيانًا، وهي استطاعت أن تجعل عثراتها سلمًا لترتقي عليه بموهبتها.

في النهاية: كل فنان له ما يميزه وما يعيبه، ومي واحدة من مشاريع النجمات اللاتي سيحملن أعمال كاملة مع أكتافهن، فهي تمتلك قبول كبير، ووجه مريح على الشاشة، ويتطور أدائها بشكل ملحوظ، فهي تمتلك كافة مقومات النجم، والفنان الجيد، والاثنان لا يجتمعان إلا نادرًا، وقد اجتمع بمي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نسرين طافش.. "الجميلة" التي خطفت القلوب بـ"خفة الظل" في "أخي فوق الشجرة"

كتب- أحمد الروبي تزامنًا مع بدء عرض فيلم "أخي فوق الشجرة" قررت مشاهدة الفيلم، وتخصيص المقال التالي للحديث عن نسرين طافش ودورها في أحداث هذا الفيلم الذي أراها واحدة من مكاسب العمل عودة نسرين طافش للتواجد في السينما مرة أخرى. هناك دائمًا تصنيفات تطلق على نجوم الفن، فهناك ممثلو دراما، وأخرون سينما، بكل تأكيد هذا لا يعنى أن أـحدهم أفضل من الأخر، أو أن ممثلي السينما لن يقدموا دراما، ولكن ممثل السينما هو الذي يتحرك الجمهور من منزله من أجل الذهاب للسينما ومشاهدة الفيلم الخاص به، وأرى أننا أمام ممثلة سينما تمتلك من الحضور والكاريزما ما يكفي لتكون أحد نجمات السينما في مصر. نسرين طافش سبق وتواجدت في بطولة نادي الرجال السري مع النجم كريم عبد العزيز، ووقتها تحدثت أننا أمام نجمة خفيفة الظل على المشاهدين، وتمتلك حضور وكاريزما بشكل كبير، بل وتمكنت من أن تدخل من باب الكوميديا وهو الأصعب للدخول من خلاله لقلب الجمهور وخاصة المصري. والتجربة التي تقدمها نسرين هذا العام تثبت أنها فنانة كوميديانه من الدرجة الأولى، بل وتستطع أن تقدم كوميديا الموقف وهي الأصعب على الإطلاق، بجانب تواجدها بجوار ن

نعيمة.. الراقصة الجميلة والنجمة القادمة

نعيمة هي فنانة استعراضية بدأت في التواجد من خلال إعلانات عدة، وبعدها تواجدت في السينما، ومن ثم بعض الأغاني الاستعراضية، إلا أن قررت الإتجاه للرقص الشرقي مؤخرًا، وعلى الرغم من الجماهيرية التي أصبحت تكتسبها في مصر والوطن العربي، إلا أنها تعد أصغر راقصة مصرية على الإطلاق، رغم حداثة تواجدها التي لم تتعدى ثلاثين يومًا. نعيمة بدأت في اقتحام مجال الرقص الشرقي بقوة وأصبح يتردد اسمها بقوة رغم حداثة تواجدها، ربما لعدة أسباب فهي واحدة ممن يمتلكون كاريزما عالية، وحضور طاغي، ناهيك عن خفة ظلها والتي قد تكون ميزة نادرًا ما تتواجد في الراقصات الشرقيات، بجانب روحها، هذا ليس كل شيء فهي تتمتع بقدر جميل من الجمال والجاذبية، جميعها صفات تأتي بجانب أنها تجيد الرقص الشرقين ولها أسلوب مميز، وبدأت تفرض نفسها بقوة في الفترة الأخيرة. نعيمة جمالها شرقي، فلها طابع جمالي ومهني من حيث اسلوبها، مميز ومختلف عن باقي الراقصات، وربما هو سر التفرد الذي تتمتع به هذه الراقصة الشابة، والتي ينتظرها مستقبل مبهر في هذا المجال. و اعتقد ان باب التمثيل سيفتح رويدًا لرويدًا لنعيمة بجانب كونها راقصة شرقية، ور

دانه حمدي.. مصدر الطاقة للغير والمعالجة المختلفة

كتب- أحمد الروبي دائمًا ما نسعى لأن نساعد الأخرون على التعافي من آلامهم وأزماتهم سواء النفسية والعاطفية، وحتى الجسدية وفي بعض الأحيان الجنسية، ونجد أن هناك أطباء، ومعالجين نفسيين ولايف كوتش أصبحوا يساهمون بشكل كبير في أن يشفى المجتمع متمثلًا في الأناس من أزماته، ونحن في هذا المقال أمام واحدة قد ساعدت المئات على التعافي من أزماتهم وهو دانه حمدي. دانه لها موقع خاص ومنصاتها على السوشيال ميديا والتي تخصص فيها الكثير لتساعد الأخرين على أن يعيشوا بشكل أفضل، حتى أن لها فيديوهات خاصة مليئة بمحفزات، وخبرات وطرق تنقلها للأخرين حتي يعيشوا بشكل أفضل ويتمكنوا من أن يسيروا على الطريق المستقيم، لنجد أنفسنا ليس أمام معاجل فقط، بل إنسانة تسغى لأن تساعد غيرها على تخطي الأزمات. ومن يتابع دانه عن كثب، يجدها أنها إحدى هولاء الذي يشعون طاقة وبهجة، بل ينتقل الأمر لتكون من مصادر الطاقة للغير، وينعكس هذا من خلال مئات التعليقات التي تأتي من أناس قد ساعدتهم في أن يعيشوا حياتهم بشكل أفضل، ويتخطوا الأزمات التي مروا بها، بل وتساهم في أن يحدد كل من تتعامل معهم بشكل كباشر أو غير مباشر من خلال المتابعين أن يحددوا