التخطي إلى المحتوى الرئيسي

هيدي كرم.. إعادة اكتشاف موهبة ضخمة ونجمة حقيقية



كتب- أحمد الروبي
في دروس اللغة العربية حفظنا أن التضاد يبرز المعنى ويقويه، وفي لغة الفن التضاد يبرز الموهبة ويرسخ وجودها، هذا ما حدث هذا العام مع هيدي كرم، هي واحدة من الفنانات اللاتي يمتلكن موهبة ضخمة، ولكن ربما هناك مقصرين من لا يتحدثون عن تلك الموهبة الكبيرة، فهي تمتلك إيقاع المشاهد حرفيًا التي تتواجد فيها، وسأتحدث عن أداء هيدي في عملين شاهدتهما لها هذا العام وهما الزوجة 18 وكلبش 3.

في البداية تابعتها في الزوجة 18 لأن ظهورها كان مع بداية أحداث العمل، وهي تجسد أحد زوجات حسن الرداد التي ينفصل عنها مع تسارع الحلقات، هيدي ليست مجرد فنانة متنوعة، ولكنها تمتلك ملكات تجعلها تقدم كافة الأدوار بإجادة غريبة، ومفاجأة بالنسبة لي، ليست المرة الأولى التي اكتب فيها عن هيدي، ولكن هذا العام حين شاهدت دورًا كوميدي، وأخر جاد توقفت عن أدائها، هي تمتلك حضور طاغي، ليس فقط روحها واحساسها، بل حتى نبرة صوتها التي أعتبرها إحدى ميزاتها القوية فهي تمتلك طبقة صوت مميزة، وتعرف كيف تتحكم في طبقات صوتها، حسب الحالة التي تقدمها، وهي ما يفتقده مئات الفنانين، الذين طوال الوقت يحافظون على طبقة صوت واحدة، ناهيك عن خفة الظل التي تتمتع بها، فقد قدمت دور كوميدي، احيًانًا يعتمد على كوميدي الموقف، وكونها تمتلك حس تقديم الكوميديا، فهناك كوميديا "الإفيهات"، لذلك كانت بالنسبة إلى إحدى مسببات الضحك في العمل، بل وأحيانًا كنت أنتظر ظهورها في بعض المشاهد لأشعر بالطاقة التي تشع منها، فتملا المشاهد بروحها.

هيدي تمتلك طاقة تمثيلية كبيرة، وتكنيك قوي، وخبرة تمثيلية جيدة، وموهبة أثقلت فجعلتها من الفنانات المكتملات اللاتي يتمتعن بالنضوج الفني، فكانت واحدة من أفضل الفنانات في الزوجة 18 وحافظت على إيقاع الشخصية، حتى التطور الذي كان يطرأ عليها منطقي، وقدمته بسلاسة وإيقاع متناغمان، وبكوميديا راقية.

أما دورها كلبش 3 فهو مختلف تمامًا، فهو دور لمذيعة جادة، وتظهر قوة يبدوا أنها تخفي ورائها ضعفًا، وعثرات قادتها لتكون مذيعة تفضل أن تكون معارضة حتى تحقق نجاح، ويبدوا ضعفها في اللحظات التي كانت تشعر فيها بالتردد وأنها أخطأت في هجومها الغير مبني على دليل، الدور كان يحتاج شخصية جادة، تعرف كيف ترسم ملامح حادة، ولغة حوارية عنيفة، تنم عن سيدة قوية، وظهر من الأداء التمكن والثابت الذي قدمتهن ان جزء من قوة الشخصية نابع من شخصية هيدي التي تبدوا بها جزء كبير من القوة، والقدرة على تقديم دورين مختلفان هذا الاختلاف، ومتناقدان، ينم عن موهبتها الكبيرة، وطاقتها التمثيلية العظيمة.

في النهاية: أنا أرى أن هيدي واحدة من أهم الفنانات وأكثرهم امتلاكًا لمقومات النجمة الحقيقية، شكلًا ومضمونًا، فقط هي يحتاج لأن يكتب أعمال لأجلها وستكون هيدي في منطقة مختلفة تمامًا، وستتربع على عرش الفنانات أصحاب البطولة المطلقة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نسرين طافش.. "الجميلة" التي خطفت القلوب بـ"خفة الظل" في "أخي فوق الشجرة"

كتب- أحمد الروبي تزامنًا مع بدء عرض فيلم "أخي فوق الشجرة" قررت مشاهدة الفيلم، وتخصيص المقال التالي للحديث عن نسرين طافش ودورها في أحداث هذا الفيلم الذي أراها واحدة من مكاسب العمل عودة نسرين طافش للتواجد في السينما مرة أخرى. هناك دائمًا تصنيفات تطلق على نجوم الفن، فهناك ممثلو دراما، وأخرون سينما، بكل تأكيد هذا لا يعنى أن أـحدهم أفضل من الأخر، أو أن ممثلي السينما لن يقدموا دراما، ولكن ممثل السينما هو الذي يتحرك الجمهور من منزله من أجل الذهاب للسينما ومشاهدة الفيلم الخاص به، وأرى أننا أمام ممثلة سينما تمتلك من الحضور والكاريزما ما يكفي لتكون أحد نجمات السينما في مصر. نسرين طافش سبق وتواجدت في بطولة نادي الرجال السري مع النجم كريم عبد العزيز، ووقتها تحدثت أننا أمام نجمة خفيفة الظل على المشاهدين، وتمتلك حضور وكاريزما بشكل كبير، بل وتمكنت من أن تدخل من باب الكوميديا وهو الأصعب للدخول من خلاله لقلب الجمهور وخاصة المصري. والتجربة التي تقدمها نسرين هذا العام تثبت أنها فنانة كوميديانه من الدرجة الأولى، بل وتستطع أن تقدم كوميديا الموقف وهي الأصعب على الإطلاق، بجانب تواجدها بجوار ن...

درة... من الأداء المتقن إلى الإخراج المبدع في "وين صرنا"

 كتب- أحمد الروبي  قد تكون المرة الأولى التي يظهر فيها اسم درة في السينما كمخرجة، لكن من خلال فيلمها الأول "وين صرنا"، أظهرت الفنانة قدرات فنية فائقة جعلتها تبرز في هذا المجال بكل قوة. الفيلم الذي عُرض في مهرجان القاهرة السينمائي لم يكن مجرد فرصة لدرة لتقديم لمسة جديدة في عالم الفن، بل كان بداية قوية لمسيرتها كمخرجة، مما يعكس مدى تفوقها في هذا المجال. لقد أثبتت درة في "وين صرنا" أنها ليست فقط ممثلة محترفة بل قادرة أيضًا على التأثير في كل تفاصيل العمل السينمائي. إبداعها في إخراج الفيلم حيث أظهرت قدرة عالية على توجيه رؤية الفيلم بأسلوب فني جيد. الفيلم نفسه يروي قصة عائلة فلسطينية تعيش واقعًا مليئًا بالتحديات. برعت درة في توثيق تفاصيل حياتهم اليومية وأسلوب مقاومتهم للصعوبات التي تواجههم بأسلوب يعكس الصدق والعمق. نقلت الكاميرا مشاعر العائلة الفلسطينية وأحلامها وآلامها بطريقة مؤثرة تحاكي الواقع دون تزييف. كما تميزت باختيار زوايا التصوير والمؤثرات الصوتية التي دعمت الأجواء العامة للعمل، مما جعل الفيلم ينقل صورة حقيقية عن هذه العائلة للجمهور وكأن الجملة الأكثر تأثيرا في ا...

تكريم رنا مصطفى "ملكة جمال الإعلام"

كرمت الدكتور رنا مصطفى في مؤتمر هنا الشهيد الذي نظم منذ عدة أيام حيث حضرت هي وعدد من طلاب أكاديمية الثقافة والعلوم. رنا دائمًا ما تلفت الأنظار من خلال تواجدها في المناسبات العامة، حيث اطلق عليها المتابعين "ملكة جمال الإعلام" وذلك لكونها دائمًا ما تظهر بشكل يلفت الأنظار   وتختار إطلالتها بشكل جيد.