سيرين عبد النور، أو
نور في الهيبة، الحقيقة إنني لم أكن من متابعي العمل ولكن مع وجدود ردود أفعال
كبيرة من الجمهور، قررت المتابعة وكتابة أولى مقالاتي عن العمل، حول سيرين عبد
النور، ودورها في المسلسل، فربما تعددت ألقابها، ولكنها بالنسبة إلى ملكة البساطة،
وصاحبة المشاعر الصادقة.
سيرين قدمت دور نور،
إعلامية ناجحة، تبحث عن الأمان والحب، ومن يحتويها ويستمع لها، فنور في أكثر من
مشهد في العمل قد طالبت جبل أن لا يحكم عليها حتى يستمع لها، لذلك كانت تلك أولى الانطباعات
التي كونتها عن الشخصية، فنور عصفور سجين، قد دق جبل مسامير في نعش سجنها، الشخصية
التي تلعبها سيرين، من أصعب الشخصيات التي يمكن أن يجسدها إنسان، فهي تظهر مشاعر،
وفي داخلها مشاعر متناقضة، والقدرة على إيصالها للجمهور أصعب ما في الشخصية، ناهيك
عن ابتسامتان تحملهم، الأولى غير نابعة من قلبها، والأخرى بعد علاقتها بجبل، قدرات
سيرين التمثيلية عبقرية فتمتلك تكمن في
التعامل مع تلك التفاصيل الصعبة، ربما نرى ذلك في حياتنا، ونعرف اشخاص نصادقهم
فنمتلك القدرة على فهم مشاعرهم، ولكن أن تمتلك سيرين القدرة على إيصال مشاعرها
للمشاهد في عد حلقات، ويعتبرها المشاهد صديقة له منذ سنوات فيعرف أي ابتسامة لها
كانت مصطنعة وأيهما حقيقية هنا يكمن أدائها الجيد وقدرتها على جعل المشاهد يتوحد
ويتعاطف مع نور.
هناك عدة مشاهد أدت
فيهما سيرين أداء مبهر، أحدهما حين عادت لمنزلها بعد اكتشاف حقيقية شيخ الجبل
ودخولها لمنزلها، وتوقفت تحتد "الدش" بكامل ملابسها، من أثر الصدمة، هذه
كانت واحدة من اهم المشاهد، بجانب أول لقاء لها مع شيخ الجبل على التلفاز، وقدرتها
على إظهار توتر الشخصية بحركات انفعالية وقد بدت غير إرادية، وفي نفس الحلقة
المشهد الذي جمها ب تيم وعبر لها عن حبه لها، وانفاسها المتسارعة عكست صدق في الأحساس
كبير، وهذا المشهد تحديدًا يكفيني لأشعر يمدى براعة نسرين، وقدرتها الكبيرة على
التقمص، وأنا متيقن أن نسرين من الفنانين الذين تعلق معهم الشخصية بعد انتهاء
التصوير لفترة.
سيرين جسدت شخصية
احبت بصدق، وربما حظها متعثر، فالرجل الأول في عمر والدها ويتملكها بماله، وسادنها
في الوصول للقمة، وقد دفعت مقابل خدمات لها من روحها ومشاعرها، فكانت سجينة
رغباته، وحين احبت الهيبة وقعت في حب رجلًا تطارده السلطات ومطلوب أمنيًا، ولكن في
العلاقة الأولى كانت تقاوم لتعيش، أما في حبها لشيخ الجبل، فهي تعيش لتقاوم معه
العالم، أو كما قيل في أحد الأمثال "مرآة احيانًا تكون جيشك الوحيد"،
لذلك هي نقطة ضعف وقوة شيخ الجبل، ربما حظها كان عاثرًا، ولكنها اختارت بكامل
إرادتها حبها، وجميعها تفاصيل تعكس مدى ثراء شخصية نور، بالتفاصيل، والأحداث
والمشاعر، والتي استطاعت أن تقدمهم بمنتهى السلاسة.
في النهاية: نسرين
تبرهن يومًا بعد يوم أنها من أهم فنانات الوطن العربي، وذلك يبرهن نجاحها في مصر
من أولى أدوارها فيها، وربما أنا كصحفي مصري أفتقد تواجدها في الدراما المصرية
فسيرين فنانة ذات أداء رفيع، وموهبة ضخمة ليس أمامك سوى أن تنحني امامها.
تعليقات
إرسال تعليق