التخطي إلى المحتوى الرئيسي

دانييلا رحمة.. الجميلة التي سكنت قلوب المشاهدين بـ"صدق الأداء" و"السهل الممتنع" في الكاتب


كتب- أحمد الروبي
دانييلا رحمة سمعت بها للمرة الأولى بعد مسلسل تانجو، وبحكم أني صحفي مصر فمتابعتي للدراما غير المصرية ضعيف، وكانت الآراء حولها أنها إحدى المواهب الصاعدة بقوة، وأخرون تحدثوا عن حضورها الكبير بجانب الجمال الذي تتمتع بها، وفريقًا وصفها أنها نصف موهوبة فائقة الجمال، إلا أن كل تلك التقييمات قد نحيت جانبًا بعد مشاهدتي لها في مسلسل الكاتب، فقد طال الظلم موهوبة، تمتلك حضور طاغي.

دانييلا قدمت في مسلسل الكاتب دور ماجدولين وهي محامية تقع في غرام كاتب روايات بوليسية، وتدور الأحداث في إطار من الغموض حول جرائم قتل، دانييلا هي المثال الصارخ "للسهل الممتنع" فهي تقدم أصعب المشاهد وأكثرها إحساسا بمنتهي السلاسة والبساطة، مشاعرها صادقة وموهبتها قوية، وتمتلك إحساس فريد وعفوي، تملأ نظراتها دموعًا متى تشاء، وتملأ حبًا، وخوف، وحيرة، وقتما تريد، فجميع المشاعر التي تقدمها نابعة من داخلها، فهي موهبة قوية وبسيطة وعفوية.

ماجدولين ليست شخصية بسيطة وسهلة، بل هي فتاة ذكية، يملأها الحب، ولكن هناك جانب غامض في شخصيتها، فهي غير مفعمة بالحياة، لحظات السعادة دائمًا ما تكون عابرة في حياتها، فالخوف والقلق والشك، يقتلان بداخلها الكثير من المشاعر الإيجابية، ربما يرى البعض بساطة ماجدولين، ولكن نظراتها وإحساسها اللذان تظهرهما، يبدوا أنا شخصية لم تعش حياة طبيعية، وهناك دائمًا حزن دفين في أعينها.

دانييلا تعاملت مع الشخصية بإيمان الشديد وذلك ظهر من البعد النفسي لها، والعمق الذي يحوم حول الشخصية والذي يجعل الجمهور متحير من فهم تلك الشخصية، التي تبدو بسيطة ونقية، إلا أنها ليست كما تبدوا عليه، في المجمل دانييلا قدمت دور بأداء رفيع، وتمكن شديد، وخبرات تمثيلية لا تعبر عن عدد أعمالها، فما ظهر يعكس مدى الموهبة التي تتمتع بها، وتعاملها الجيد مع الشخصية التي تقدمها، ومن أبرز ما لفت انتباهي، لحظات بكائها، جميع الفنانين ينهمرون في الدموع، وكأن من الطبيعي أن جميع الأشخاص متشابهين في بكائهم، إلا أنها من تكوين الشخصية الذي تقدمه، جعلت حتى لحظات البكاء، سريعة، وكتومة، وكأنها تعكس الشخصية التي تقدمها، لأستمر في القول أن إيمانها انعكس على أدائها فقدمت الشخصية بشكل متكامل، وغير متناقض، لتزيد المشاهد صدقًا بما تقدم.

في النهاية: دانييلا رحمة رغم كونها مازالت في بداية الطريق إلا أنها قد تصل إلى مالم يصل له أحد، فهي الأسرع في الحصول على البطولة، وتمتلك موهبة وخبرة لا تعكس عدد الاعمال التي قدمتها، وتتعامل بجدية فريدة مع الأدوار، فقط عليها أن لا تلتفت للهجوم عليها بشكل كبير لأن كثيرون لم يحققوا ما حققته هي في عامان، فيجب أن تكون أكثر ثقة في موهبتها وأدائها، ولا تلتفت لمحاولات النيل منها، وتستمع للنقد البناء، وتسير في طريقها، فأنا مؤمن أنها ستصل أبعد مما تحلم، وجمالها جزء من موهبتها، فهي جميلة وهذا لا يعبها، فهي لا تعتمد على جمالها على الإطلاق، فأنجيلينا جولي موهوبة وجميلة، ودانييلا رحمة موهوبة وجميلة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نسرين طافش.. "الجميلة" التي خطفت القلوب بـ"خفة الظل" في "أخي فوق الشجرة"

كتب- أحمد الروبي تزامنًا مع بدء عرض فيلم "أخي فوق الشجرة" قررت مشاهدة الفيلم، وتخصيص المقال التالي للحديث عن نسرين طافش ودورها في أحداث هذا الفيلم الذي أراها واحدة من مكاسب العمل عودة نسرين طافش للتواجد في السينما مرة أخرى. هناك دائمًا تصنيفات تطلق على نجوم الفن، فهناك ممثلو دراما، وأخرون سينما، بكل تأكيد هذا لا يعنى أن أـحدهم أفضل من الأخر، أو أن ممثلي السينما لن يقدموا دراما، ولكن ممثل السينما هو الذي يتحرك الجمهور من منزله من أجل الذهاب للسينما ومشاهدة الفيلم الخاص به، وأرى أننا أمام ممثلة سينما تمتلك من الحضور والكاريزما ما يكفي لتكون أحد نجمات السينما في مصر. نسرين طافش سبق وتواجدت في بطولة نادي الرجال السري مع النجم كريم عبد العزيز، ووقتها تحدثت أننا أمام نجمة خفيفة الظل على المشاهدين، وتمتلك حضور وكاريزما بشكل كبير، بل وتمكنت من أن تدخل من باب الكوميديا وهو الأصعب للدخول من خلاله لقلب الجمهور وخاصة المصري. والتجربة التي تقدمها نسرين هذا العام تثبت أنها فنانة كوميديانه من الدرجة الأولى، بل وتستطع أن تقدم كوميديا الموقف وهي الأصعب على الإطلاق، بجانب تواجدها بجوار ن...

درة... من الأداء المتقن إلى الإخراج المبدع في "وين صرنا"

 كتب- أحمد الروبي  قد تكون المرة الأولى التي يظهر فيها اسم درة في السينما كمخرجة، لكن من خلال فيلمها الأول "وين صرنا"، أظهرت الفنانة قدرات فنية فائقة جعلتها تبرز في هذا المجال بكل قوة. الفيلم الذي عُرض في مهرجان القاهرة السينمائي لم يكن مجرد فرصة لدرة لتقديم لمسة جديدة في عالم الفن، بل كان بداية قوية لمسيرتها كمخرجة، مما يعكس مدى تفوقها في هذا المجال. لقد أثبتت درة في "وين صرنا" أنها ليست فقط ممثلة محترفة بل قادرة أيضًا على التأثير في كل تفاصيل العمل السينمائي. إبداعها في إخراج الفيلم حيث أظهرت قدرة عالية على توجيه رؤية الفيلم بأسلوب فني جيد. الفيلم نفسه يروي قصة عائلة فلسطينية تعيش واقعًا مليئًا بالتحديات. برعت درة في توثيق تفاصيل حياتهم اليومية وأسلوب مقاومتهم للصعوبات التي تواجههم بأسلوب يعكس الصدق والعمق. نقلت الكاميرا مشاعر العائلة الفلسطينية وأحلامها وآلامها بطريقة مؤثرة تحاكي الواقع دون تزييف. كما تميزت باختيار زوايا التصوير والمؤثرات الصوتية التي دعمت الأجواء العامة للعمل، مما جعل الفيلم ينقل صورة حقيقية عن هذه العائلة للجمهور وكأن الجملة الأكثر تأثيرا في ا...

تكريم رنا مصطفى "ملكة جمال الإعلام"

كرمت الدكتور رنا مصطفى في مؤتمر هنا الشهيد الذي نظم منذ عدة أيام حيث حضرت هي وعدد من طلاب أكاديمية الثقافة والعلوم. رنا دائمًا ما تلفت الأنظار من خلال تواجدها في المناسبات العامة، حيث اطلق عليها المتابعين "ملكة جمال الإعلام" وذلك لكونها دائمًا ما تظهر بشكل يلفت الأنظار   وتختار إطلالتها بشكل جيد.