التخطي إلى المحتوى الرئيسي

سوزان نجم الدين.. التمكن الذي صنع النجاح في تحدِ "صولا" والموهبة الفريدة




كتب- أحمد الروبي
لم أكن من متابعي مسلسل "ابن أصول" هذا العام حتى وجدت هناك ردود أفعال حول العمل، ودائمًا ما تعكس ردود الفعل أن هناك شيء مختلف يستحق المتابعة فبدأت في متابعته، وإذا بي أشاهد سوزان نجم الدين تجسد دور والدة حمادة هلال فكان الأمر محفزًا حتى أتابعها، وأكتب عنها.

سوزان واحدة من الفنانات اللاتي يمتلكن حضور طاغي، ففي أي عمل تتواجد فيه تذهب الأنظار إليها وتتبع دورها، والحضور لا يكون فقط شكلًا فهي على مستوى الشكل لا يختلف أحد على تمتعها بجمال وجاذبية كبيرة، ولكن الحضور ينعكس من روح الفنان، وهي تمتلك كاريزما وحضور قوي، هذا هو أول انطباع شاهدته.
وبعدها بدأت في فهم وإدراك الشخصية، وكيف تكون والدة حمادة هلال، وإذا بأن العمل مبني على أن تكون والدة حمادة هلال جذابة وصغيرة في السن ويعتقد الأناس انها حبيبته، ولا يعتبرها أحد أنها والدته، وذلك يظهر في أول مشاهد العمل حينما دخل أحد أقسام الشرطة وهو يحمل شهادة ميلاده ليبرهن أنها والدته، لذلك كان الأمر مبرر دراميًا،  وبناء كوميدي للعمل، ولكن لا يمكن أن نغفل جراءة سوزان في أن تقدم دور والدته.

أما عن الجانب النفسي، فصولا سيدة عكفت على تربية أبنها الوحيد هشام أو ميشو، كانت صديقته الوحيدة، والحضن الذي يلتجأ له، وهو كان بالنسبة لها، ابنها، ورجلها، والشعور بالأمان والحب، وذلك يوضح غيرتها  عليه ورغبتها في أن لا يذهب لاي سيدة أخرى سواها، المدهش في تركيبة الشخصية، أن العلاقة بين صولا وابنها لها بعدان، اجتماعي ، وكوميدي، وكم أن البعدان متضادان إلا أنه اجتمع في علاقة صولا بنجلها، وسوزان قدمتهما بتمكن مدهش، فتلك العلاقة يصعب على أي فنان أن يبرز هذان البعدان فقط سيكتفي بإحداهما إلا أن سوزان تمكنت من أن تصنع تلك الحالة الفريدة، فكانت شخصية معقدة وبسيطة في نفس الوقت، لا أتذكر أن هناك فنان أستطاع ان يشعرني بهذا التضاد من قبل بهذه السلاسة.

والتحول الذي بدأ يطرأ على صولا ووقوعها في الحب، يعطي منظور مختلف وتحول تام في الشخصية، إلا نه يبرز تمكن تمثيلي جديد لسوزان، فهي من الفنانين الذين يجسدون بكافة حواسهم، نظراتها، لغة جسدها، صوتها الي تتحكم فيه بشكل مميز، فدراستها للشخصية تكون جيدة، وفهمها وإدراكها يكون صادق لذلك تكون صادقة للغاية في أدوارها.

هناك ما لا يمكن أن نغفله هو أن سوزان تقدم أدوار في مناطق تمثيلية بعيدة للغاية عن بعضها البعض، فهل يمكن أن يصدق أحد أن صولا في ابن حلال هي مها في "وش تاني" على سبيل المثال، فهي دائمًا تذهب لمناطق تمثيلية بعيدة للغاية عن بعضها، وتنجح فيها دائمًا، فهي تجسد الأدوار بصدق وإحساس، وموهبة ملفته، وحضور طاغي، ربما يحسدها عليه مئات النجمات اللاتي لا يمتلكن 20% من حضورها.

في النهاية: الفنان يمتلك أدوات منها صوته، وشكله، وانفعالات وجه، وتحكمه في لغة الجسد الخاصة به النابعة من صدقه للعمل، فلا يمكن أن نلوم فنان أنه صوته قوي، أو انفعالاته صادقة، أو انه يتمتع بجمال أخاذ، فجميعها مقومات وصفات لا يمكن أن ننقدها، فقط النقد يكون هل أساس استخدامه لأدواته أم أحسن استخدامها.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نسرين طافش.. "الجميلة" التي خطفت القلوب بـ"خفة الظل" في "أخي فوق الشجرة"

كتب- أحمد الروبي تزامنًا مع بدء عرض فيلم "أخي فوق الشجرة" قررت مشاهدة الفيلم، وتخصيص المقال التالي للحديث عن نسرين طافش ودورها في أحداث هذا الفيلم الذي أراها واحدة من مكاسب العمل عودة نسرين طافش للتواجد في السينما مرة أخرى. هناك دائمًا تصنيفات تطلق على نجوم الفن، فهناك ممثلو دراما، وأخرون سينما، بكل تأكيد هذا لا يعنى أن أـحدهم أفضل من الأخر، أو أن ممثلي السينما لن يقدموا دراما، ولكن ممثل السينما هو الذي يتحرك الجمهور من منزله من أجل الذهاب للسينما ومشاهدة الفيلم الخاص به، وأرى أننا أمام ممثلة سينما تمتلك من الحضور والكاريزما ما يكفي لتكون أحد نجمات السينما في مصر. نسرين طافش سبق وتواجدت في بطولة نادي الرجال السري مع النجم كريم عبد العزيز، ووقتها تحدثت أننا أمام نجمة خفيفة الظل على المشاهدين، وتمتلك حضور وكاريزما بشكل كبير، بل وتمكنت من أن تدخل من باب الكوميديا وهو الأصعب للدخول من خلاله لقلب الجمهور وخاصة المصري. والتجربة التي تقدمها نسرين هذا العام تثبت أنها فنانة كوميديانه من الدرجة الأولى، بل وتستطع أن تقدم كوميديا الموقف وهي الأصعب على الإطلاق، بجانب تواجدها بجوار ن...

درة... من الأداء المتقن إلى الإخراج المبدع في "وين صرنا"

 كتب- أحمد الروبي  قد تكون المرة الأولى التي يظهر فيها اسم درة في السينما كمخرجة، لكن من خلال فيلمها الأول "وين صرنا"، أظهرت الفنانة قدرات فنية فائقة جعلتها تبرز في هذا المجال بكل قوة. الفيلم الذي عُرض في مهرجان القاهرة السينمائي لم يكن مجرد فرصة لدرة لتقديم لمسة جديدة في عالم الفن، بل كان بداية قوية لمسيرتها كمخرجة، مما يعكس مدى تفوقها في هذا المجال. لقد أثبتت درة في "وين صرنا" أنها ليست فقط ممثلة محترفة بل قادرة أيضًا على التأثير في كل تفاصيل العمل السينمائي. إبداعها في إخراج الفيلم حيث أظهرت قدرة عالية على توجيه رؤية الفيلم بأسلوب فني جيد. الفيلم نفسه يروي قصة عائلة فلسطينية تعيش واقعًا مليئًا بالتحديات. برعت درة في توثيق تفاصيل حياتهم اليومية وأسلوب مقاومتهم للصعوبات التي تواجههم بأسلوب يعكس الصدق والعمق. نقلت الكاميرا مشاعر العائلة الفلسطينية وأحلامها وآلامها بطريقة مؤثرة تحاكي الواقع دون تزييف. كما تميزت باختيار زوايا التصوير والمؤثرات الصوتية التي دعمت الأجواء العامة للعمل، مما جعل الفيلم ينقل صورة حقيقية عن هذه العائلة للجمهور وكأن الجملة الأكثر تأثيرا في ا...

تكريم رنا مصطفى "ملكة جمال الإعلام"

كرمت الدكتور رنا مصطفى في مؤتمر هنا الشهيد الذي نظم منذ عدة أيام حيث حضرت هي وعدد من طلاب أكاديمية الثقافة والعلوم. رنا دائمًا ما تلفت الأنظار من خلال تواجدها في المناسبات العامة، حيث اطلق عليها المتابعين "ملكة جمال الإعلام" وذلك لكونها دائمًا ما تظهر بشكل يلفت الأنظار   وتختار إطلالتها بشكل جيد.