كتب- أحمد الروبي
في كل موسم درامي رمضاني يكون هناك الحصان الأسود،
الذي يأتي من بعيد فيخطف الأضواء والأنظار، وهذا العام استطاعت أن تكون دينا
الشربيني هي الحصان الأسود وليس فقط بأدائها ولكن بعملها ككل مسلسل "زي
الشمس"، بداية من أدائها، مرورًا بعمل متوازن ومتناغم.
دينا واحدة من الفنانات اللاتي أؤمن بموهبتهن،
ولكن هناك دائمًا ضلع ناقص حتى تضوي بأدائها في العتمة، وهذا الضلع قد عثرت عليه
هذا العام، بالطبع أي فنان له شركاء نجاح، وشريك نجاحها الأول هو الورق الجيد الذي
اختارته لتقديمه، ويأتي بعدها الأداء الذي لا يمكن أن نعبر عنه سوى أنها كانت
شغوفة بالشخصية التي تقدمها، ناهيك عن كم الانفعالات المخيف في المسلسل، لحظات
ضعف، وأخرى مليئة بالقوة والصمود، القدرة على تقديم هذا الكم الهائل من الانفعالات،
بهذا الصدق هو عامل نجاح شخصية نور في الأساس.
نور شخصية تعرضت لعاصفة داخلية اقتلعت مركزًا
مسؤلا العاطفة فباتت مصمته لا لون لها، ولا رائحة، جسد متهالك يخرج ويدخل منه
الهواء للعيش، وتحاول أن تتماسك ، وتعيد حياتها لطبيعتها، وتفشل في ذلك مرات
كثيرة، المهم في الأداء هو كيفية إيصال حالة الشخصية للجمهور، واستاطعت دينا أن
توصل احساسها، ليس فقط من لغة الحوار،
ولكن في الحزن الممزوج بالغضب في نبرات صوتها، نظراتها التعيسة الشاردة، لقد امتلكت
دينا الشخصية بكافة تفاصيلها، وتمكنت منها، لذلك عزفت دورًا متناغمًا، وحافظت على
الإيقاع، وهو ما لمسه المشاهدين.
هناك مشاهد بعينيها كانت ذات إيقاع عالي،
وتصدر محركات البحث، هذا الإيقاع يرجع السبب فيه إلى أدائها التصاعدي، وقدرتها على
توقع وفهم كيف يمكن أن يكون الانفعال المناسب في كل مشهد، عبقرية دينا ليست في
قدرتها على إيصال تلك المعاني فقط، أو حتى استطاعتها أن تضع الإحساس المناسب في
المشاهد دون مبالغة أو نقصان، فقط كما يجب أن تكون، ولكنها تتمتع بعفوية وبساطة،
فدينا تجسد شخصية معقدة وصعبة، وذات مشاعر متداخلة بسلاسة وبساطة، وهذا يؤكد
النضوج الفني الذي وصلت له، وقدرتها على تقديم الشخصيات المركبة ببساطة متناهية.
في النهاية: دينا أثبتت هذا العام أنها ليست
فقط واحدة من أصحاب المواهب، ولكنها نجمة تمتلك كافة المقومات التي تجعلها من أهم
نجمات الجيل الحالي، ربما بعد "زي الشمس" ستحتاج أن تختار مستقبلا
بعناية أدوارها، لتحافظ على الإيقاع الذي صنعته لنفسها بموهبتها الكبيرة.
تعليقات
إرسال تعليق