التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ياسمين عبد العزيز.. عندما اشعت نورًا وطغت طاقتها في "لأخر نفس"




كتب- أحمد الروبي
هناك فنانين نعرفهم في نوعية أدوار بعينها، فنشعر أنهم لا يمكن أن يتجهوا لمنطقة الخطر، تلك المنطقة التي يسميها الفنانين الذين لم يعتادوا في الخروج من دائرتهم المغلقة، ولكن يبدو أن ياسمين عبدالعزيز لا تعرف معنى الخطر، ولم تدرك أن هناك دائرة تتواجد بها، فقط هي تؤمن أنها فنان تمتلك كافة الإمكانات الفنية، والموهبة التي تذهب بها لمناطق لم تطأ قدماها إياها بعد.

ياسمين تحدت هذا العام نفسها، وراهنت على الجمهور وقدرتها على التلون، فهي في المقام الأول فنانة وهذا ما تمتهن، ياسمين وحتى مشاهدتي لحلقات مسلسلها "لأخر نفس" التي عرضت، لم أرها تطلق "افيه" أو حتى تداعب الجمهور من خلال كوميديا الموقف، بل قدمت شخصية تتعرض لمواقف تجعل منها امرأة حديدية لا مكان للمزاح في حياتها، الأهم هو قدرتها على تقمص الشخصية التي أدتها، فهناك لحظات يجب أن تشعر بألم الأم الذي يحرق داخلها، ويعتصر قلبها، وتارة أخرى تحاول الصمود وعيناها تنهال منها الدموع، إلا أنها تحاول أن تبدوا صامدة، ربما لم أفهم إحساس فقد الإم، ولكني أعرفه لذلك وصلني الإحساس، قدمته ياسمين بتمكن شديد، وثبات في الأداء.

الشخصية في البداية تبدو زوجة شرطي أعتادت أن يدللها، وتعيش أحيانًا لحظات الخطر حين يعود مصاب من مهمة إلا أن ذلك لا يجعل منها امرأة قوية، فقط يمكن أن تصمد، ولكنها لم تعش مخاطر حقيقية، ولكن تتصاعد الشخصية بشكل منطقي- يجب أن نتوقف عند منطقي لأن هناك بعض الشخصيات يحدث تصاعد فيها غير منطقي ولا يمكن أن يصدقه المشاهد- وحدث تصاعد منطقي حتى أستطاع المشاهد أن يدرك أنها أصبحت امرأة قوية، يمكن أن تخاطر بكل ما لديها في سبيل سلامة أولادها، ولا يمكن أن أتناسى لحظات الصدمة التي تعرضت لها، فالصدمات التي تعرضت لها بعد وفاة زوجها، ووقوعها في دوائر خطر لا تعلم عنها شيئًا بدى يعطى للمشاهد لمحات تكون القوة عند تلك الشخصية، فالحديد يتشكل بالانصهار، ويقوى بالطرق، وهي انصهرت واحترقت، حتى أصبحت صلبة وقدمت هذا التحول بسلاسة وبساطة، وتمكن من الأداء ليست سهلة على الإطلاق، ناهيك عن كونها ممثلة أعتاد الجمهور مشاهدتها في أدوار كوميدية.

ياسمين خاضت هذا العام تحدي لا يمتلك أكثر من 2% من الفنانين العرب جراءة الدخول فيه، وهو تقديم دور مختلف عن نوعية الأدوار التي أعتاد الجمهور أن يشاهدها فيه، وكسرت القاعدة، وأثبتت أنها فنانة ذات طابع خاص، وتفكير مختلف، وتثق في أدائها وموهبتها، ومن وجهة نظري نجحت في أن تكشف عن جوانب يمكن أن تلعبها مستقبلا، فلا يمكن أن تضع ياسمين في تصنيف معين، بل تصنف حسب الدور الذي تلعبه.

في النهاية في أحد السنوات دخلت في نقاش مع أحد اساتذتي حول موهبة ياسمين عبدالعزيز، وقد أخبرني حرفيًا أن ياسمين تمتلك طاقة كبيرة، وهي من أهم وأو أهم فنانة على الساحة المصرية، فموهبتها عظيمة، إلا انها تحتاج لأن تعيد اكتشاف نفسها في منطقة جديدة عليها، اليوم تحققت نبوءته وأكتشف الجمهور أن ياسمين ليست مجرد فنانة تقدم الكوميديا، بل هي فنانة تقدم أي سيناريو يعجبها، فطاقتها تطغى على أي عمل، وتشع نورًا.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

درة... من الأداء المتقن إلى الإخراج المبدع في "وين صرنا"

 كتب- أحمد الروبي  قد تكون المرة الأولى التي يظهر فيها اسم درة في السينما كمخرجة، لكن من خلال فيلمها الأول "وين صرنا"، أظهرت الفنانة قدرات فنية فائقة جعلتها تبرز في هذا المجال بكل قوة. الفيلم الذي عُرض في مهرجان القاهرة السينمائي لم يكن مجرد فرصة لدرة لتقديم لمسة جديدة في عالم الفن، بل كان بداية قوية لمسيرتها كمخرجة، مما يعكس مدى تفوقها في هذا المجال. لقد أثبتت درة في "وين صرنا" أنها ليست فقط ممثلة محترفة بل قادرة أيضًا على التأثير في كل تفاصيل العمل السينمائي. إبداعها في إخراج الفيلم حيث أظهرت قدرة عالية على توجيه رؤية الفيلم بأسلوب فني جيد. الفيلم نفسه يروي قصة عائلة فلسطينية تعيش واقعًا مليئًا بالتحديات. برعت درة في توثيق تفاصيل حياتهم اليومية وأسلوب مقاومتهم للصعوبات التي تواجههم بأسلوب يعكس الصدق والعمق. نقلت الكاميرا مشاعر العائلة الفلسطينية وأحلامها وآلامها بطريقة مؤثرة تحاكي الواقع دون تزييف. كما تميزت باختيار زوايا التصوير والمؤثرات الصوتية التي دعمت الأجواء العامة للعمل، مما جعل الفيلم ينقل صورة حقيقية عن هذه العائلة للجمهور وكأن الجملة الأكثر تأثيرا في ا...

نسرين طافش.. "الجميلة" التي خطفت القلوب بـ"خفة الظل" في "أخي فوق الشجرة"

كتب- أحمد الروبي تزامنًا مع بدء عرض فيلم "أخي فوق الشجرة" قررت مشاهدة الفيلم، وتخصيص المقال التالي للحديث عن نسرين طافش ودورها في أحداث هذا الفيلم الذي أراها واحدة من مكاسب العمل عودة نسرين طافش للتواجد في السينما مرة أخرى. هناك دائمًا تصنيفات تطلق على نجوم الفن، فهناك ممثلو دراما، وأخرون سينما، بكل تأكيد هذا لا يعنى أن أـحدهم أفضل من الأخر، أو أن ممثلي السينما لن يقدموا دراما، ولكن ممثل السينما هو الذي يتحرك الجمهور من منزله من أجل الذهاب للسينما ومشاهدة الفيلم الخاص به، وأرى أننا أمام ممثلة سينما تمتلك من الحضور والكاريزما ما يكفي لتكون أحد نجمات السينما في مصر. نسرين طافش سبق وتواجدت في بطولة نادي الرجال السري مع النجم كريم عبد العزيز، ووقتها تحدثت أننا أمام نجمة خفيفة الظل على المشاهدين، وتمتلك حضور وكاريزما بشكل كبير، بل وتمكنت من أن تدخل من باب الكوميديا وهو الأصعب للدخول من خلاله لقلب الجمهور وخاصة المصري. والتجربة التي تقدمها نسرين هذا العام تثبت أنها فنانة كوميديانه من الدرجة الأولى، بل وتستطع أن تقدم كوميديا الموقف وهي الأصعب على الإطلاق، بجانب تواجدها بجوار ن...

تكريم رنا مصطفى "ملكة جمال الإعلام"

كرمت الدكتور رنا مصطفى في مؤتمر هنا الشهيد الذي نظم منذ عدة أيام حيث حضرت هي وعدد من طلاب أكاديمية الثقافة والعلوم. رنا دائمًا ما تلفت الأنظار من خلال تواجدها في المناسبات العامة، حيث اطلق عليها المتابعين "ملكة جمال الإعلام" وذلك لكونها دائمًا ما تظهر بشكل يلفت الأنظار   وتختار إطلالتها بشكل جيد.