التخطي إلى المحتوى الرئيسي

درة.. تنتصر على صعوبة الشخصية وتنجح في فلسفة "الشارع اللي ورانا"



درة.. حينما واجهت صراع "نادية" وانتصرت على صعوبة الشخصية
درة.. حكاية الشخصية الصعبة و"فلسفة" الشارع اللي ورانا 
"الغضب – الحزن –الألم- الفرح- الصدمة" جميعها مشاعر تنتزعنا في أهم لحظات حياتنا، إنها تلك المشاعر الساكنة التي تنتفض من ألامنا وأفراحنا، تلك المشاعر هي الحد الفاصل في تحديد قدرات أي فنان الفنية من عدمها، جميعنا بداخلنا تلك المشاعر ونعرفها حق المعرفة، لكن القدرة على استدعائها، والصدق في تجسيدها هذه هي الفارق بين كل فنان وأخر.

مقدمة طويلة ولكنها في الصميم، فاليوم انتهيت من مشاهدة مسلسل "الشارع اللي ورانا" وقد أكون قد تأخرت كثيرًا في الكتابة عن العمل، ربما ذلك لانحرافي قليلًا عن مشاهدة الدراما المصرية بكثرة، ولكن الأصداء الجيدة كونه عمل جيد، وكونها أولى بطولات درة المطلقة فقررت مشاهدة العمل، وكان بالفعل يستحق الكتابة عنه، وعن بطلة العمل درة.

الشخصية التي لعبتها درة في المسلسل "نادية" واحدة من أصعب الشخصيات التي يمكن أن تجسد على الإطلاق، لعدة أسباب ولكن في البداية دعوني أتحدث عن اختيارها الجيد، القصة كانت جيدة للغاية، والعمل يمتلك كافة عوامل الجذب، ويتفوق في عدة نقاط التصوير – الجرافيك لا بأس به- التمثيل" حتى أن كون درة بطلة العمل إلا أنه كان هناك توازن كبير بين الشخصيات في ظهورها فلم تكن هي متفردة بالعمل، وهذا واحد من مكامن قوة العمل.
نأتي لصعوبة شخصية نادية، الشخصية صعبة لعدة أسباب أولها أنها لها أكثر من خط درامي، وجانب فلسفي قليلًا، هي شخصية تواجه صراعها الداخلي، تواجه أحلامها، ومخاوفها، وأمالها، هي تواجه نفسها بنفسها، وتواجه الحقائق، الصراع النفسي الذي يدور بداخل الشخصية، يحتاج قدرة كبيرة على التجسيد، والتقمص، على فهم الدور، وإدراك ما تعانيه الشخصية، لأشعر كمشاهد بمأساتها، درة قدمته بحرفية شديدة، استطاعت أن تظهر الخوف في نظراتها، وشاهدت بريق الأمل في لمعة اعينها، وتعابيرها حين تشعر بالفزع، وبالخوف، حتى لحظات الصدمة والتي كانت تمتلأ أعينها بالدموع دون أن تسقط، وتاره وتنهار فيعج المشهد بالصراخ والدموع أخرى، فقد أظهرت القوة والضعف في عدة مشاهد بقدرة تمثيلية كبيرة.

درة قدمت جرعات تمثيلية كبيرة في المسلسل، فالدور كان صعب للغاية، فكم المشاعر والصفات المتناقضة في الشخصية يحتاج ممثل جيد للغاية، وإلا سيفشل الدور فشل كبير، ولكنها قدمت الدور بحرفية تمثيلية، وتحضير جيد، فلم أشعر لوهلة أنها درة، بل كانت طوال حلقات المسلسل "نادية"، التي كانت تواجه مخاوفها، وأحلامها، وصدمتها، حتى أنها كانت تواجه ضعفها، لتصمد في النهاية.

المسلسل كان جيد، واختيار درة كان جيد للغاية، وتعاملها مع الشخصية يُعد واحد من أفضل الأدوار التي جسدتها على الإطلاق، بجانب أنني دائمًا هناك جانب يلفت نظري ربما لا يتطرق له كثيرون، أو يشعرون بالوخز عند الحديث عنه، هناك فنانين تشعر بتلك السعادة العارمة حين تشاهدهم على الشاشة، يجلبون لك السعادة، ربما لجمالهم، أو الكاريزما الخاصة بهم، أو هو القبول الذي يزرعه الله ولا دخل لأحد فيه، فدرة واحدة من الفنانات اللاتي ابتسم حين أراها على الشاشة، فهي ذات طلة جالبة للسعادة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نسرين طافش.. "الجميلة" التي خطفت القلوب بـ"خفة الظل" في "أخي فوق الشجرة"

كتب- أحمد الروبي تزامنًا مع بدء عرض فيلم "أخي فوق الشجرة" قررت مشاهدة الفيلم، وتخصيص المقال التالي للحديث عن نسرين طافش ودورها في أحداث هذا الفيلم الذي أراها واحدة من مكاسب العمل عودة نسرين طافش للتواجد في السينما مرة أخرى. هناك دائمًا تصنيفات تطلق على نجوم الفن، فهناك ممثلو دراما، وأخرون سينما، بكل تأكيد هذا لا يعنى أن أـحدهم أفضل من الأخر، أو أن ممثلي السينما لن يقدموا دراما، ولكن ممثل السينما هو الذي يتحرك الجمهور من منزله من أجل الذهاب للسينما ومشاهدة الفيلم الخاص به، وأرى أننا أمام ممثلة سينما تمتلك من الحضور والكاريزما ما يكفي لتكون أحد نجمات السينما في مصر. نسرين طافش سبق وتواجدت في بطولة نادي الرجال السري مع النجم كريم عبد العزيز، ووقتها تحدثت أننا أمام نجمة خفيفة الظل على المشاهدين، وتمتلك حضور وكاريزما بشكل كبير، بل وتمكنت من أن تدخل من باب الكوميديا وهو الأصعب للدخول من خلاله لقلب الجمهور وخاصة المصري. والتجربة التي تقدمها نسرين هذا العام تثبت أنها فنانة كوميديانه من الدرجة الأولى، بل وتستطع أن تقدم كوميديا الموقف وهي الأصعب على الإطلاق، بجانب تواجدها بجوار ن...

درة... من الأداء المتقن إلى الإخراج المبدع في "وين صرنا"

 كتب- أحمد الروبي  قد تكون المرة الأولى التي يظهر فيها اسم درة في السينما كمخرجة، لكن من خلال فيلمها الأول "وين صرنا"، أظهرت الفنانة قدرات فنية فائقة جعلتها تبرز في هذا المجال بكل قوة. الفيلم الذي عُرض في مهرجان القاهرة السينمائي لم يكن مجرد فرصة لدرة لتقديم لمسة جديدة في عالم الفن، بل كان بداية قوية لمسيرتها كمخرجة، مما يعكس مدى تفوقها في هذا المجال. لقد أثبتت درة في "وين صرنا" أنها ليست فقط ممثلة محترفة بل قادرة أيضًا على التأثير في كل تفاصيل العمل السينمائي. إبداعها في إخراج الفيلم حيث أظهرت قدرة عالية على توجيه رؤية الفيلم بأسلوب فني جيد. الفيلم نفسه يروي قصة عائلة فلسطينية تعيش واقعًا مليئًا بالتحديات. برعت درة في توثيق تفاصيل حياتهم اليومية وأسلوب مقاومتهم للصعوبات التي تواجههم بأسلوب يعكس الصدق والعمق. نقلت الكاميرا مشاعر العائلة الفلسطينية وأحلامها وآلامها بطريقة مؤثرة تحاكي الواقع دون تزييف. كما تميزت باختيار زوايا التصوير والمؤثرات الصوتية التي دعمت الأجواء العامة للعمل، مما جعل الفيلم ينقل صورة حقيقية عن هذه العائلة للجمهور وكأن الجملة الأكثر تأثيرا في ا...

تكريم رنا مصطفى "ملكة جمال الإعلام"

كرمت الدكتور رنا مصطفى في مؤتمر هنا الشهيد الذي نظم منذ عدة أيام حيث حضرت هي وعدد من طلاب أكاديمية الثقافة والعلوم. رنا دائمًا ما تلفت الأنظار من خلال تواجدها في المناسبات العامة، حيث اطلق عليها المتابعين "ملكة جمال الإعلام" وذلك لكونها دائمًا ما تظهر بشكل يلفت الأنظار   وتختار إطلالتها بشكل جيد.