تحمست بمجرد معرفتي
أن هناك فيلم رعب مصري "122"، أو كما تم الترويج للعمل وأنه سيعرض في ثلاث سينمات بتقنية
"4d" بالتأكيد كان الأمر نقلة بالنسبة
للسينما، وتطور كبير، شاهدت العمل ولي بعض المآخذ وبعض الإيجابيات سأتطرق لها
بمقال مفصل، إذا هذا ليس مقالي عن العمل، بل عن أحدى المشاركات بالعمل، فهي كانت
تمثل البطولة النسائية له، أمينة خليل، في البداية لم تقدم تاريخ الشخصية في سرد
العمل ولكنها من ثان مشاهد العمل استطاعت ان توصل لي ماضي الشخصية وتاريخها، فهي
فتاة تنتمي لأحد الأحياء الشعبية، مصابة بضعف السمع والتعلثم ليس تلعثما إلى حد
كبير وربما مشاكل في مخارج بعض الحروف، تتعرض للقهر بسبب ما خلقها الله به، وهذا
جعلها مقهورة فتشعر بشفقة من فئة ومعاملة البعض لها وكأنها تنتمي للدرجة الثانية
من البشر، استطاعت أمينة أن تظهر هذا من المشهد الثاني لها من العمل، فتحديقها في
المرأة ونظرة الحزن الممزوجة بالإنكسار، والسماعة المتهالكة التي ترتديها، بساطة
ملابسها وانكماش ملامحها كلها أشياء أوضحت تركيب الشخصية، هذا تمكن من الشخصية
التي تلعبها.
أمينة قدمت واحد من أصعب أدوارها على الإطلاق لعدة أسباب، أولها أنها
لو أخطأت في تقديم الشخصية فستسيء إلى شريحة كبيرة عبرت عنهم، ولكنها في الحقيقة
أنتصرت لهم، كبيرة تلك الجملة، أذًا فلتعتبروني محوتها ليس انتصار منه أكثر من
دراسة وتقديم جيد لهم، إيمانهم، والقوة الكبيرة التي تنبع من داخلهم، رفضهم لمن
ينتع ما أصابه الله به كونة "العاهة" فهي كلمة قاسية وربما قاتلة للبعض،
كانت تكظم غيضها، ربما تلك الحالة التي سيطرت علي من الشخصية، ولكنها ايضًا قدمت
أداء بسيط وسلس، فالدور صعب ومراحل الإنفعال به تتحرك بشكل بياني غير منتظم، ففي
مشاهد تكون في أوجها وأخرى تتطلب فقط شعوري بخوفها، وأداء أمينة في المطلق يتسم
بالسلاسة فمهما كانت الشخصية معقدة تقدمه ببساطة، انفعالتها كانت جيدة، شعرت بخوفها،
وبنظرات الفزع والهلع، أدارت انفعالتها بشكل جيد، حتى المشاهد التي كان يمتزج فيه
الرغبة في الحياة، والخوف، والحب، شعرت بهم جميعها بنظراتها، هذا الدور يشبه
التروس الثلاث التي تدور بشكل معاكس ولكنها تتقاطع في نقطة واحدة لتحرك ألة ما،
فحين لا يتناغمون تشعر بخلل، إلا أن أمينة أدارت تروس الشخصية بشكل متناغم وجيد، فالمشهد الذي قامت بالقتل فيه
دفاعًا عن روحها واحد من افضل المشاهد ربما لصعوبة تقديم هذا الكم الكبير من
الإنفعالات، ولكنه استطاعت أن تترك بصمة وأثر لها في العمل، فهي فنانة تمتلك جانب
كبير من التنويع في أدوارها، وتتسم بالتصالح مع نفس وهذا سر بساطة أدائها، قد لا
تكون من الفنانين الذي ياخذون حقهم من المختصين ولكنها تظل واحدة من افضل فنانات
الجيل الحالي، بل ربما لا تشعر هي ان شعبيتها عند الجمهور قد تتخطى كثيرون بمراحل
كبيرة.
تعليقات
إرسال تعليق