التخطي إلى المحتوى الرئيسي

دانا حمدان.. الشر الجيد والحضور الطاغي




كتب- أحمد الروبي
شاهدت مؤخرًا مسلسل مليكة، ورغم إعجابي برسم الشخصية في السيناريو للبعض، وعدم اقتناعي بأخر، تأتي مفاجأة بالنسبة لي وهو دور كارما والذي تجسده الفنانة دانا حمدان، واحد من أهم وأبرز الأدوار في العمل، وأكثرها إتقان تمثيلي.

دانا قدمت واحد من أفضل أدوارها على الإطلاق، الدور يتطلب امرأة قوية وملامحها قوية، وتمتلك حضور طاغي، وثقة كبيرة حتى يصدق الجمهور الشخصية، دانا توصلت لكل ذلك بدرجة إتقان كبيرة، الشخصية لامرأة تتعامل مع جهات اجنبية للعبث داخل مصر، وهو ما يجعلها لا تنتمي، ولا تؤمن، ولا تعتقد، هي فقط تاجر يبيع السلعة، ويحافظ على سمعته، الدور لا يكمن فقط في اعتباره دور هام ومختلف، وقدم بشكل جيد للغاية، بل الجمل الحوارية للشخصية جيدة جدًا، ومعبرة وتترك أكثر، وملامح الشخصية والمكياج الذي يعبر عن صلابة الشخصية وجرأتها وثقتها المبالغ فيها، بجانب لغة الجسد والتي كانت جيدة للغاية، وتعبر عن شخصية مليئة بالثقة، ومتزنة، ونظرات الشخصية واحدة من أبرز علامات الدور، فهي أمرأة تمتلك نظرات قوية تعكس مدى قوة شخصيتها، فنظراتها حادة دائمًا، ومليئة بالثقة، لا ترمش، ولكنها تخترق أعين من يجالسها لتصل لماتريد، الشخصية تبدو دانا أنها اجتهدت وعملت عليها بشكل كبير، وركزت على التفاصيل الصغيرة، لتُكون أكبر التفاصيل، فظهرت الشخصية متماسكة، وأدائها كان سلسل وبسيط، ومتزن، ولا يأخذ منحنى تصاعدي وتنازلي، بل يسير على مستوى واحد، وهذا يعني أنها حافظت على الإلمام بالشخصية، ولم تفلت التفاصيل منها طوال الوقت، كما أنها تمتلك حضور كبير، فالمشاهد التي تتواجد فيها دائمًا ما تكون هي محور الجذب، وهو ما يعكس مدى الحضور الطاغي الذي تتمتع به، وقدرتها على سرقة المشاهد في مشاهدها، قد يتفق او يختلف البعض على نسب مشاهدة العمل وهل نجح أم لا، ولكن لا يختلف أحد على أن دانا أحد أهم مكاسب العمل، وأكثر من استفاد من ثناء الجمهور على دورها.

في النهاية يبدوا أن العمل سيكون نقلة في مشوار دانا مستقبلا فقد قدمت أداء جيد، وقدرات تمثيلية جيدة تعكس مدى الموهبة التي تتمتع بها، الحضور الكبير الذي تمتلكه.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

درة... من الأداء المتقن إلى الإخراج المبدع في "وين صرنا"

 كتب- أحمد الروبي  قد تكون المرة الأولى التي يظهر فيها اسم درة في السينما كمخرجة، لكن من خلال فيلمها الأول "وين صرنا"، أظهرت الفنانة قدرات فنية فائقة جعلتها تبرز في هذا المجال بكل قوة. الفيلم الذي عُرض في مهرجان القاهرة السينمائي لم يكن مجرد فرصة لدرة لتقديم لمسة جديدة في عالم الفن، بل كان بداية قوية لمسيرتها كمخرجة، مما يعكس مدى تفوقها في هذا المجال. لقد أثبتت درة في "وين صرنا" أنها ليست فقط ممثلة محترفة بل قادرة أيضًا على التأثير في كل تفاصيل العمل السينمائي. إبداعها في إخراج الفيلم حيث أظهرت قدرة عالية على توجيه رؤية الفيلم بأسلوب فني جيد. الفيلم نفسه يروي قصة عائلة فلسطينية تعيش واقعًا مليئًا بالتحديات. برعت درة في توثيق تفاصيل حياتهم اليومية وأسلوب مقاومتهم للصعوبات التي تواجههم بأسلوب يعكس الصدق والعمق. نقلت الكاميرا مشاعر العائلة الفلسطينية وأحلامها وآلامها بطريقة مؤثرة تحاكي الواقع دون تزييف. كما تميزت باختيار زوايا التصوير والمؤثرات الصوتية التي دعمت الأجواء العامة للعمل، مما جعل الفيلم ينقل صورة حقيقية عن هذه العائلة للجمهور وكأن الجملة الأكثر تأثيرا في ا...

نسرين طافش.. "الجميلة" التي خطفت القلوب بـ"خفة الظل" في "أخي فوق الشجرة"

كتب- أحمد الروبي تزامنًا مع بدء عرض فيلم "أخي فوق الشجرة" قررت مشاهدة الفيلم، وتخصيص المقال التالي للحديث عن نسرين طافش ودورها في أحداث هذا الفيلم الذي أراها واحدة من مكاسب العمل عودة نسرين طافش للتواجد في السينما مرة أخرى. هناك دائمًا تصنيفات تطلق على نجوم الفن، فهناك ممثلو دراما، وأخرون سينما، بكل تأكيد هذا لا يعنى أن أـحدهم أفضل من الأخر، أو أن ممثلي السينما لن يقدموا دراما، ولكن ممثل السينما هو الذي يتحرك الجمهور من منزله من أجل الذهاب للسينما ومشاهدة الفيلم الخاص به، وأرى أننا أمام ممثلة سينما تمتلك من الحضور والكاريزما ما يكفي لتكون أحد نجمات السينما في مصر. نسرين طافش سبق وتواجدت في بطولة نادي الرجال السري مع النجم كريم عبد العزيز، ووقتها تحدثت أننا أمام نجمة خفيفة الظل على المشاهدين، وتمتلك حضور وكاريزما بشكل كبير، بل وتمكنت من أن تدخل من باب الكوميديا وهو الأصعب للدخول من خلاله لقلب الجمهور وخاصة المصري. والتجربة التي تقدمها نسرين هذا العام تثبت أنها فنانة كوميديانه من الدرجة الأولى، بل وتستطع أن تقدم كوميديا الموقف وهي الأصعب على الإطلاق، بجانب تواجدها بجوار ن...

نعيمة.. الراقصة الجميلة والنجمة القادمة

نعيمة هي فنانة استعراضية بدأت في التواجد من خلال إعلانات عدة، وبعدها تواجدت في السينما، ومن ثم بعض الأغاني الاستعراضية، إلا أن قررت الإتجاه للرقص الشرقي مؤخرًا، وعلى الرغم من الجماهيرية التي أصبحت تكتسبها في مصر والوطن العربي، إلا أنها تعد أصغر راقصة مصرية على الإطلاق، رغم حداثة تواجدها التي لم تتعدى ثلاثين يومًا. نعيمة بدأت في اقتحام مجال الرقص الشرقي بقوة وأصبح يتردد اسمها بقوة رغم حداثة تواجدها، ربما لعدة أسباب فهي واحدة ممن يمتلكون كاريزما عالية، وحضور طاغي، ناهيك عن خفة ظلها والتي قد تكون ميزة نادرًا ما تتواجد في الراقصات الشرقيات، بجانب روحها، هذا ليس كل شيء فهي تتمتع بقدر جميل من الجمال والجاذبية، جميعها صفات تأتي بجانب أنها تجيد الرقص الشرقين ولها أسلوب مميز، وبدأت تفرض نفسها بقوة في الفترة الأخيرة. نعيمة جمالها شرقي، فلها طابع جمالي ومهني من حيث اسلوبها، مميز ومختلف عن باقي الراقصات، وربما هو سر التفرد الذي تتمتع به هذه الراقصة الشابة، والتي ينتظرها مستقبل مبهر في هذا المجال. و اعتقد ان باب التمثيل سيفتح رويدًا لرويدًا لنعيمة بجانب كونها راقصة شرقية، ور...