كتب- أحمد الروبي
بعد معرفتي بالعمل الذي سيطرحه الفنان الكبير
يحيى الفخراني قررت متابعته، فهو من الفنانين العظام الذين يقدمون دائمًا اعمال
جيدة، وعلى الرغم من جودة العمل لفت انتباهي ندا موسى، بالمصادفة أن ندا من
الفنانين الذين أتتبع أعمالهم على مدار الأربع سنوات الماضيين، ربما لكونها شاركت
في أهم أعمال درامية وسينمائية مهمة، وهذا بالتأكيد نقطة في صالحها تعكس مدى جودة اختياراتها،
ولكن في هذا المقال نتحدث عن رشا، وهي الشخصية التي تجسدها في مسلسل بالحجم
العائلي.
في البداية استغرقت بضع ثواني لأتعرف عليها،
ربما للتغيرات التي أحدثتها في الشكل الخاص بالشخصية، وعلى عكس المتوقع من قبل
فنانين كُثر والذين يتعمدون تغيير اللوك فقط لمنطق التغيير، ولكن في هذا العمل كان
مناسب لأبعاد الشخصية التي تجسدها، الدور جيد وخفيف، وتقدم فيه فتاة مندفعة في بعض
الأحيان، وربما الظروف التي طرأت عليها في حياتها، وانفصالها وهي مازالت صغيرة
يعكس "طيش" رشا وهو أمر مبرر وأسعدني إبرازه لتكون الشخصية مبرر سبب
تكوينها وظهورها بهذا الشكل، ولكنها تمتعت في العمل بعفويتها في الأداء، فمجارات
الفنان الكبير يحيى الفخراني تحتاج فنان كبير، وندا في العمل كانت فنانة كبيرة، هي
موهوبة، وتجسد بإحساس كبير، وتقدم الأداء السهل الممتنع، وهو أمر ليس بسيط، بل
يحتاج كثير من الخبرة والقدرات التمثيلية والموهبة الكبيرة، ولكن كونها تقدم هذا الأداء
المليء بالتلقائية والعفوية أمام عملاق بحجم يحيى الفخراني فهو أمر يحتاج الإشادة،
الشخصية جذابة، ومليئة بالطاقة والحيوية، ومازال تتفتح جوانب في الشخصية لم تظهر
بعد، ولكني متأكد أن هذا النشاط الظاهر، نابع من صدمات تعرضت لها فجعلتها ترفض أن
تظهر مشاعرها، فالشخصية تبدوا بها الكثير من العمق، والحزن، وهي على الرغم من
تقديمها دور يبدو في ظاهره بسيط، إلا من يتابع الشخصية بتمعن يكتشف أن الشخصية لها
أبعاد نفسية، وتركيبة معقدة، ولكنها قدمته بأداء سلسل وسهل وهو ما جعل الشخصية
تلقى نجاح عند المتابعين.
ندا فنانة تسير بخطوات كبيرة ومهمة، تقدم أدوار
متنوعة ومختلفة، ولا أتذكر أدوار متشابه في البعد النفسي أو الاجتماعي حتى، فهي
تسعى للتنوع وتقدم أدوار مختلفة، والفنان الحقيقي هو الذي يمتلك القدرة على مثل
هذا التنوع الذي تقوم به ندى، هي فنانة جيدة وموهوبة، وأصبحت لها مكانتها المهمة.
تعليقات
إرسال تعليق