كتب- أحمد الروبي
ربما لم يكن مسلسل طايع اكتشاف للفنان عمرو
يوسف في دور الصعيدي وحده، بل كانت الفنانة صبا مبارك هي الأخرى واحدة من اكتشافات
هذا العمل، فقد قرأت قبل العمل تخوف صبا من الدور كونه جديد عليها وبعيد كل البعد عنها
وحتى اللكنة الصعيدية فهي أردنية الأصل، حتى أن هناك مصريين قد لا يفهمون اللكنة
الصعيدية ولا يعرفون كيف يتحدثون بها، ولكنها استطاعت التمكن من اللكنة، وهذا أولى
عوامل التي تجعل الجمهور يُصدق الشخصية، واقتراب
اللكنة الصعيدية من لكنه البدو في الأردن سهل الأمر قليلًا على صبا ولكن كان
ولايزال الدور اختبار حقيقي لها.
صبا من الفنانين الذي يلعبون دائمًا أدوار
صعبة للغاية وربما في بعض الأعمال لا يمكن لأحدًا غيرها أن يقدم تلك الأدوار
كمسلسل "أفراح القبة"، ولكن لنعود لدور مهجة في مسلسل "طايع"
الدور له عدة مراحل استطاعت أن تجتازها صبا بسهولة وتتمكن بقوة من ملامح الشخصية
وتركيبتها المعقدة، مهجة هي شخصية عنيدة وتحب بقوة ولا تتنازل عن ما تريد بسهولة،
وفي نفس الوقت تتعرض لضغوطات كبيرة من عائلتها وظروف محاوطة بها تُوقع حبيبها في
خلافات مع أبيها، تلك التركيبة كثيرًا ما تقدم في الدراما والسينما، ولكن هنا
اتحدث عن التركيبة ولكن لم أتحدث عن طريقة التجسيد، فالدور قدمته صبا بأسلوبها
الخاص فلم يكن كغيره من الأدوار التي دارت حول نفس تلك التركيبة، فهناك ممثلين
يجسدون الأدوار بسلاسة ويطلق على أدائهم السهل الممتنع، وعلى الرغم من تمكن صبا
إلا أنها تجسد الدور بعمق وتفرد، ودائمًا ما تعطي طابعها الخاص ولمستها على الأدوار
وتلك صكوك الفنانين الكبار لتبتعد عن منطقة السهل الممتنع في التجسد وتذهب إلى
اصعب مراحل التقمص، وقد استطاعت أن تنتصر صبا هذه المرة في التحدِ الذي خاضته مع
الشخصية، وقدمت الدور باتزان وثبات في الأداء، وتمكن من خيوط الشخصية، وقدرة كبيرة
على التقمص، حتى الانفعالات، ونبرة الصوت والتي قد يهمل البعض أنها واحدة من اهم
أدوات الفنان، فهي المعبر عن الغضب، والحزن، والفرح، والضيق، والتحكم في الوصول
إلى طبقات الصوت في الانفعالات يضفي مزيد من المصداقية، لتبث صبا عن جدارة أنها
واحدة من الفنانين الحقيقيين، والذي يمتلكون قدرة مذهلة على تجسيد كافة الشخصيات
بنفس ثبات الأداء، ودائمًا ما تذهب لمناطق تمثيلية بعيدة عنها، ولكنها تعود مصحوبة
بإشادة الجميع.
صبا واحدة من الفنانين المهمين والذين لا
يركزون سوى على أدائهم، لا تدور حولها شائعات، ولا تزج نفسها في خلافات، وربما هذا
هو سر تطورها المستمر، وأداء الذي دائم يكون وجيد، ومتزن.
تعليقات
إرسال تعليق