النجم والفنان والموهوب والممثل، كلها مصطلحات
يستخدمها الجمهور أحيانًا دون إدراك لمعناها الحقيقي، ونحن بصدد الحديث عن فنانة
موهوبة، وممثل جيدة، تسير إلى طريق النجومية، فهي تستحق أن تجمع تلك الألقاب
واحدًا تلو الأخر، فاطمة ناصر هذا العام تحديدًا من السنين المهمة في مشوارها
الفني، فاطمة مرت من ثلاثة أبواب هذا العام وهم عائلة الحاج نعمان، وأعجبت بالدور
وتنوعه، وجرائة تقديمه، كونه بعيد كل البعد عنها ولكنا زحفت لهذا الخندق التمثيلي،
ومسلسل نصيبي وقسمتك كان الدور قاتم، وصعب، ونهاية بقانون عمر في رمضان، دور ممزوج
بين الشغف والحرمان والشهوة والقوة والضعف.
فسارة في قانون عمر تبدوا في الوهلة الأولى
سيدة خائنة، ومع الأحداث تظهر انتهازيتها واستغلالها لمن حولها، ولكن مع تصاعد
الحلقات يظهر أنها سيدة يتلاعب بها كل من حولها، بداية من الزوج الذي اعجب بفتاة
في عمر أبنائه، للعشيق الذي استغل احتياجها للمال والعاطفة، والمحامي الشريك الذي
اكمل مسلسل الاستغلال، فاطمة استطاعت أن توصل المعنى بقوة، فمع بداية العرض امتلكت
نظرات حزينة، وزائغة تعبر عن حزن وضعف الشخصية، وهذا ما جعلني ألتبس لما تظهر
الشخصية بهذا الانكسار رغم القوة التي أراها في بعض المشاهد، وليكون هذا الأداء في
محله فهو كان كشف عن طباع الشخصية لمن يشعر بها، فاطمة احست بالشخصية وتقمصتها
بحرفية، فكانت نظراتها تعبر عن مكنون لشخصية، وهو ما جعلني أفهمها قبل أن تتضح مع
الحلقات طبيعة سارة، انفعلات باردة تظهرها وهو يعبر عن برود المشاعر بداخلها، قدمت
أداء محسوب ومبرر تمامًا، نبرة صوت خافتة ومشاعر جامدة،
سارة شخصية مركبة وصعبة، لا تعبر عن مشاعرها
بسهولة، ولا تكشف شخصيتها سو بالتدريج وهو ما استطاعت فاطمة أن تظهره، فما عرض
مزيد من الحلقات تتغير قليلًا النظرة للشخصية، فاطمة دائمًا تشعرني بالاستحسان من
الأدوار التي تقدمها تترك أثر حتى وإن كان الدور غير كبير، يبدوا أن تستمتع بكونها
ممثلة، فيستمتع المشاهد بما يقدمن ورغمًا عنه يبتسم، الابتسامة تكون صادقة، فابتسامة
المشاهد هي سلاحها، وتعبير عن صدقها الذي آمن به الجمهور.
تعليقات
إرسال تعليق